عزيزتي نسمة:

تحياتي إليك (f)

لربما تحليلك لي صحيح و لربما قرأتني أفضل مما أقدر أن أقرأ نفسي به. وأشكرك لأنك أخذتي الوقت لتفهم شخصيتي و تعاطفك معي. و معك حق في مسألة احتياري بين الماضي و الحاضر. ها أنا اليوم كما ترين و جاء وقت فيما مضى و كنت أحاول التخلص من أي أثار للكنة المصرية في انكليزيتي و كأني أشبه بمن يتخلص بما يخجل منه. ما كنت أحاول التخلص منه "في الماضي" هو وسام شرف لي اليوم أتقلده بفخر. تقريبا عندي ميزانية شخصية لإنفاق ألف دولار سنويا للحصول على الكتب العربية التي أحبها...شيء من الماضي الذي هربت منه و لكن الذي لم يكن الحاضر ليولد بدونه بل هذا الماضي هو الرحم الذي تكون فيه الحاضر. أكون كاذب لو قلت أني وحدي أملك الحقيقة كاملة و أحطت علما بها من كل الجوانب. أعتقد أننا في بداية اللا نهاية فيما يخص الحقيقة. من جهة انتمائي الجديد، فصدقا أنظر داخلي و أراه انتماء لمواطنة كونية تحتضن الإنسان أيا كان. أتمسك بالحوار مع من أهرب منهم لأني أحبهم مهما حدث و الدم لا يصير ماء.
و معك حق: مررت بتجربة شخصية مرعبة يسمونها الأطباء النفسيين بـ post-traumatic stress.
فضل يعرفها جيدًا بحكم عمله ;)

شكرا لاهتمامك.

مع كل محبة.

(f)