تصعيد خطير للاجهزة الامنية السورية
الأربعاء 25 مايو
بهية مارديني


بهية مارديني من دمشق : اعتبرت الدكتورة ميا الرحبي عضو لجان احياء المجتمع المدني في سورية في تصريح لـ"ايلاف" ان ما تقوم به الاجهزة الامنية من اعتقالات لناشطين سوريين وضرب المعتصمين المحتجين على هذه الاعتقالات هو تصعيد خطير ، مؤكدة انه ما جرى مساء اليوم هو اعتصام سلمي امام حديقة المدفع بدمشق ،الواقعة امام منزل عبد الحليم خدام نائب الرئيس السوري ، وان الاعتصام في البداية كان هادئا الا انه فجاة هجم بعض عناصرالامن بلباس مدني وبداوا يمزقون اللافتات التي تطالب بالافراج عن المعتقلين السياسيين ومعتقلي الراي والضمير واطلاق سراح اعضاء مجلس ادارة منتدى جمال الاتاسي للحوار الديمقراطي ، واخذت العناصر الامنية تدفع المعتصمين ،وعلى حين غرة هجم عناصر مكافحة الشغب بالهراوات وبداوا يضربون المعتصمين لا على التعيين وكان هناك تجمع نسائي في الاعتصام فاصيبت بعض النساء بضربات مبرحة ونتيجة التدافع وقعن ارضا ولم يترك لهن رجال مكافحة الشغب الفرصة لكي يمضين واصيبت سيدات وبعض الشباب المعتصمين بالرضوض ، واستنكرت الرحبي هذا الرد العنيف على اعتصام سلمي وهادىء واستخدام الامن لكلمات وشتائم نابية ، مؤكدة ان الاعتصام لم تتبناه اية جهة .
من جانبه قال المحامي والناشط الحقوقي انور البني في تصريح لـ"ايلاف" ان المعتصمين كانوا ينوون ان يتجمعوا يوميا امام حديقة المدفع بدمشق الى ان يتم الافراج عن اعضاء مجلس ادارة منتدى جمال الاتاسي للحوار الديمقراطي ولكن بعد ضربهم لايعتقد انهم سيفعلون ذلك غدا لانهم لن يدخلون في معركة تحدي مع السلطات ، واكد البني على ضرب ابناء المعتقلين عمر علي العبد الله ولؤي جهاد مسوتي والناشطين رزان زيتونة وميا الرحبي ونجاتي طيارة واخرين.
وحول اجتماع امس للجنة المتابعة بلجنة التنسيق والدفاع عن الحريات الاساسية وحقوق الانسان في سورية والتي تضم عشرين هيئة مدنية وحزبا محظورا وجمعية حقوقية غير مرخصة رسميا ، اكدت الدكتورة الرحبي ان لجنة التنسيق اعتبرت في اجتماعها ان ماحدث من اعتقالات طالت نشطاء هو تصعيد خطير في الممارسات الامنية وهو يمس هيئات وليس افرادا اذ شمل اعضاء مجلس منتدى جمال الاتاسي للحوار الديمقراطي والمحامي محمد رعدون رئيس المنظمة العربية لحقوق الانسان في سورية واكدت ان لجنة التنسيق ادانت ادانة شديدة هذه الاعتقالات .
واشارت الرحبي ردا على سؤال ايلاف حول امكانية اعتقالهم الى انها لاتعتقد انهم يخافون من الاعتقال ،" فهذه حادثة خاصة جرت في المنتدى وليس لدينا أي اعتقاد ان هذا سينسحب على كل المعارضة" .
واعتبر بيان للجنة المتابعة بعد الاجتماع امس ان الاعتقالات زادت من أجواء التوتر والاضطهاد السياسي وانعدام الحريات والتي تعطي مؤشرات بأن النظام غير جاد في التجاوب مع دعوات الاصلاح الحقيقي في البلاد.واكد البيان "إننا في الوقت الذي ندين بشدة هذه الاعتداءات السافرة على الحريات العامة والهيئات الثقافية والمدنية والحقوقية التي تضعف قدرة البلاد على مواجهة التحديات والاستحقاقات الداخلية والخارجية، نطالب بالإفراج الفوري عن أعضاء مجلس الإدارة وجميع المعتقلين السياسيين وسجناء الرأي والضمير، والكف عن ممارسة هذه الأساليب الأمنية التي أنهكت الوطن والمواطنين".