أخي عدنان دعني أستعرض بعض كلامكم الأول ثم أعود لمناقشة كلامك المشحون ...


هناك شيعة زيدية وشيعة إسماعيلية وكلها شيعة عاربة، وهناك شيعة بائدة مثل المختارية والسبئية وغيرهم، وهناك شيعة مستعربة كالنصيرية والدروز:lol2:

والسؤال:

أي من هؤلاء الشيعة كان امتدادا لمحمد الشيعي الذي تحدثنا عن خطه الشيعي الممتد منذ بداية البعثة؟

وهو سؤال يحاكي نسبتك أهل السنة للأحناف الذين ظهرت آراءهم الفقهية في العصر العباسي، وعليه فهل كان محمد صلى الله عليه وآله وسلم وعلي رضي الله عنه جعفريين بهذا التحديد -لأنك ترى أن كلمة شيعة فضفاضة وتشمل آخرين غركم كثر-؟
هل الإمامية الجعفرية الإثني عشرية ظهروا بالفعل منذ علي حتى سماهم أحد الزملاء بالأصل!

مسألة أخرى ولكنها هامة:

هل تعلم حقا أن أهل السنة يحترمون الأئمة الأطهار ويعترفون بإمامتهم الدينية دون تقديس أو عصمة، ويصلون عليهم مع النبي صلوات الله عليه وآله وسلم؟

والأهم: هل تعلم أن ما لدينا من روايات عن هؤلاء الأطهار يفارق أصوليا ما تنسبونه لهم من أقوال وأفعال في أكثر الروايات؟ وأننا نعد الإمام جعفر الصادق تحديدا أحد أئمتنا في الفقه، واجتهاده معتبر اعتبار اجتهاد الأئمة الأعلام الذين نقتدي بهم، لولا أنه نال روايته ما نالها مما لا يثبت لنا، ولو ثبت لعاملناه خير ما نعامل به آراء أئمتنا، وللتذكير فنحن لا ندعي العصمة لغير نبي ولا نعتبر الحجة برأي الإمام مجردا مالم يسنده للمعصوم بدلالة بينة، أو تجمع الأمة عليه دون شذوذ...

غرضي من هذا أنه حتى جعفر الصادق رحمه الله تعالى لا نختلف على إمامته، لولا أنكم تعتمدون مصادر تنقل عنه ما تزعم أنه من روايته ونحن لا نقبل توثيقها لذلك، وها هنا يصبح خلافنا معا ليس حول جعفر رحمه الله أو آبائه عليهم السلام، إنما بتلك المصادر التي خلطت الحابل بالنابل والغث بالسمين في النقل عنه، ويشبه هذا ردنا لكثير من الروايات السنية التي يتناقلها بعضكم مسندة إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، بينما إسناد رجالها لا يسوي فلسا!

وقد ألمح الأخ الفاضل أبو عائشة إلى أن أهل السنة بكل موضوعية ينقلون في رواياتهم كل الروايات المحكية في كتب عامة مخصصة لنقل الرواية لا محاكمتها، بينما تخصص جملة من المحدثين بالحكم على الروايات والكشف عن عللها وقوادحها أو توثيقها، وها هنا يأخذ بعض الجهلة رواية من الدر المنثور للسيوطي أو من صحيح ابن حبان أو مسند أحمد يظنون أنهم بذلك وثقوا مصدرهم، وما علموا أن فن التحقيق العلمي الأكاديمي علم يدرس في الجامعات، وقد بذل علماؤنا لهذا العلم -حتى في العصر الحديث ما بذلوا- ولو أخلصت النوايا وحسن المقصد فليس بعسير على أحدكم أن يبحث عن نسخة محققة لتستفيدوا من كلام المحقق في رجال الرواية م خلال المصادر، وحين ستريحوننا من 90% من الروايات التي تنقلونها لنا دون تحقيقها في الكتب المعتمدة.

للإفادة:
إذا نقلتم عن مسند الإمام أحمد فبين يديكم تحقيق أحمد شاكر وهو تحقيق رائع لكنه وافاه الأجل قبل إكماله، وهناك تحقيق حديث لشعيب الأرناؤوط وافي بالغرض.
إن نقلتم عن البخاري ومسلم فسنسلم لكم بالرواية ونتحاور في تأويلها، على أنني ألفت نظر الأخ محارب النور أنه ليس من عاقل يضع القرآن وصحيح البخاري في كفتي ميزان! ولكننا نقول أنه وفق القواعد الحديثية المعتبرة فإن غلبة الظن أن كل ما في صحيح البخاري صحيح الرواية -بغض النظر عن الدراية والتأويل- ولا نقول أنه قطعي الثبوت بحال.
إن نقلتم عن الدر المنثور للسيوطي فبين أيديكم أن ترجعوا إلى جامعه الصغير أو الكبير فتقرؤوا حكمه على الرواية هناك، أما في كتب التفسير فهو من المتساهلين في الرواية لأنه من أنصار نظرية رواية الحديث الضعيف في مقام الحكاية والترغيب والترهيب وما لا ينبني عليه عمل! وعلى هذا مضى كثير من المفسرين والمحدثين، مستشهدين بحديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج) وهم يرون أن التحديث عن بني إسرائيل للحكاية لا يعني أننا نصدق روايتهم التوراتية الحالية بحال، وهكذا فرواية حديث منسوب للنبي صلى الله عليه وآله وسلم أو غيره، ويحمل بعض المعاني الجميلة لا حرج فيه البتة، ولا يعتبر ذلك توثيقا للرواية بحال، وأنا مع الألباني في التحفظ على نقل هذه الروايت دون الإشارة لضعفها، مع أنه نازعني منذ فترة أحدهم برأي أحترمه، قائلا: إنه إن ذكرنا الحديث ثم عقبنا عليه بأنه ضعيف لم يعد لإيراده معنى، وسيفقد عمله بين الناس، ولذلك فأنصار هذا الاجتهاد -ومنهم السيوطي وابن قدامة المقدسي والغزالي وكثيرين غيرهم- ينقلون الرواية الضعيفة للحث على مكارم الأخلاق أو الترغيب أو الترهيب أو السرد التاريخي الذي لا يتوقعون أن يبنى عليه عمل يؤثمهم! ويغفلون الإشارة لصحتها من ضعفها، بينما يفعلون هم أنفسهم ذلك في الكتب المخصصة لهذا الحكم كما فعل السيوطي في جامعه الكبير والصغير مثلا...

البخاري نفسه سلك في تاريخه مسلك السوطي فلم يعتمد توثيق الرواية وساق كثيرا من الروايات الضعيفة، ولكنه في صحيحه نقدها فأحسن اختيارها وترك كل ما هو مثار للإشكال في السند أو المتن.

ولو ذهبت أعدد لك كتب التحقيق في كل مسند لطال المقام، فقط أرشدني للكتاب الذي تطلب منه الرواية وأنا أدلك على من خرجها من أئمتنا وحكم على رجالها، أما أن تأتي لي برواية مسندة وتعتبر أن ورودها في كتاب سني حجة فذاك عين الجهل...

في كتبنا السنية روايات مكذوبة وبعضها سخيف جدا، وهم بكل أمانة يروونها كما قيلت لهم ويسندونها محملين من يتلقى مسؤولية الحكم إلا فيما انبروا لتنقده من الروايات والحكم عليه

لدينا روايات تطعن في النبي صلى الله عليه وسلم
لدينا روايات غير عقلانية تتكلم عن دموع يونس بعد ندمه وكيف أصبحت نهرا جاريا!!!
لدينا روايات سخيفة تتكلم عن فضائل الباذنجان
لدينا روايات تافهة يصفي فيها الأحناف والشافعية تعصباتهم ضد بعضهم عبرها!!

ولا يقبل عاقل أن ينقل الرواية بإسنادها ليعتبر أنه ألقم أهل السنة حجرا

وآسف للإطالة

تحياتي(f)