16

ظل شحرور متأبطاً ذراع الضابط بصورة مستفزة ولكن الضابط لم يفعل شئ لحساسية الموقف ولتعاطف زبائن المحل مع شحرور فقد كان وقت ذروة والمحل مُزدحم للغاية,حتى خرج بطلنا وحوله زفة من رجال الُشرطة!

أمام المحل رأى شحرور سيارتي بوليس واحدة سيارة بيجو حديثة والأُخرى سيارة كبيرة من التى تُستخدم لنقل المساجين!

وقف الضابط أمام الباب الخلفى للسيارة الكبيرة وخلّص يده من ذراع شحرور وقال له بسُخرية : أتفضل اركب يا زعيم

شحرور: لا أنا عاوز أقعُد قُدام!


ضحك الضابط وهو يُحرك رأسه فى تعجب ثُم قال موجهاً كلامه للعساكر:ركبوا الباشا!

وذهب الضابط ليركب السيارة البيجو وترك شحراريرو المسكين ليركب سيارة نقل المسجونين!

وبالطبع امتثل شحرور لأمر الضابط حتى لا يتفاقم الموقف وركب شحرور السيارة ثُم..

داخل السيارة

كان هُناك ثلاث شباب فى مُقتبل العُمر عليهم كُل علامات الإجرام والبلطجة والجهل والتخلف الممكن تخيلها بدأً من العيون الزائغة من الإدمان وانتهاءًً بالندوب فى الوجوه من شجار الشوارع!

جلس شحرور وأبدى عدم اهتمام بالموجودين ووضع رأسه بين كفيه وأغمض عينيه يحاول أن ينال قسطاً من الراحة للتفكير في عواقب ما حدث ولأنه كان قد بذل مجهوداً كبيراً فى أحداث بيتا ماركت بالإضافة إلى إجهاد الامتحان وليالى المُذاكرة الطارئة وهذه الأمور..كان شحرور يُريد قدراً من الهدوء ليعيد ترتيب أفكاره ..ثُم..

شعر شحرور بمن يتحسس ذراعه ففتح عينيه وجذب ذراعه بسرعة فوجد أحد المُجرمين ماتقلقش يا نونو أنا بس عاجبنى الجاكت الى انت لابسه

شحرور(بلا مُبالاة) : برُبعوميت جنيه فى أديداس الميرغنى!

قام الولد فى بطئ ثُم جذب ياقة جاكت شحرور فى قوة وقال له فى تهديد:لا يا نونو مش هشتريه ..اقلع يا روح..

لم يُكمل الجُملة ورأى نفسه يطير فى فضاء السيارة ويصطدم بالأرض فى عُنف..فقد عاجله شحرور ببوكس فى بطنه أودعه كل ما أتاه الله من قوة ثُم بقدمه أكمل على المُجرم وهجم عليه وكتّف حركته من الخلف ورفعه قليلاً ثُم دفعه مرة أخرى فى أرض السيارة بعُنف والولد مذهول مما يحدث له!

وقال شحرور للولد وهو يُكتف حركته : قُلتلك موجود فى التوكيل..فهمت ولا لسة قافش؟!

الولد (فى ضراعة):خلاص خلاص أنا آسف..انا بس الجاكت كان عاجبنى!

دفعه شحرور بعُنف مرة أُخرى فى أرضية السيارة وقال له:المرة الجاية أما حاجة تعجبك اسأل عنها بأدب


ثُم أطلق شحرور سراحه والولد يلتقط أنفاسه ويمسك رقبته غير مُصدق أن شحرور تركه!

والولدين الآخرين يسخران منه ويطلقان عليه التعليقات السوقية اللاذعة

والغريب أن أحدهم لم يحاول فتح أى حوار مع شحرور

ممكن بسبب هالة الغموض التى أحاطت به فمُنذ أن دخل السيارة وهو جالس وواضع رأسه بين كفه كأنه نائم ,طبعاً فيما عدا ضرب الولد الذى تطاول على شحرور !


وقفت السيارة أمام مُديرية الأمن وأول ما نزل شحرور من السيارة وضع عسكرياً فى زى رجال الشُرطة الكلابشات فى يد شحرور فنفض يده فى قوة وثار ثورة شديدة عليه حتى أتى الضابط وأمر العسكرى بفك الكلابشات!

وقال : آسفين يا شحرور بيه اتفضل يا زعيم معايا!

ودخل الضابط بشحرور المُديرية وحوله عساكر شُرطة وشحرور مُتعجب لماذا لم يذهب لقسم الشُرطة وأخذوه لمُديرية الأمن! وبدأ شعوره بالخطر يتضاعف !

صعد شحرور مع الضابط للطابق الرابع ثُم سار به فى رواق طويل وترك شحرور مع العساكر وفتح باب مكتب وأغلقه خلفه ثُم عاد وأدخل شحرور وقال له : استنى هنا شوية يا جيفارا! (كان الضابط كُلما تحدث لشحرور تظهر على وجهه ابتسامة بلهاء!! فرحان بالبدلة الى لابهسها؟ ممكن ليه لأ؟!

وخرج الضابط وترك شحرور وحيداً فأخذ ينظر حوله يتأمل المكتب الفخم والكنبة المُريحة التى تصلح لتكون سريراً ينعم الواحد عليه بأجمل الأحلام! ولكن ليس فى هذا المكان بالطبع!

وجلس البطل على الكنبة يحاول أن يطمأن نفسه فقد كان قلقه شديداً فأخذ يتلو مما يحفظ من آيات القرآن.و...