ماهو السر وراء الاصرار على موت الله على الصليب ؟؟؟
الاستاذ الفاضل نيومان .............تحية طيبة عطرة لك .
مبدئيا حضرتك قلت في نهاية رسالتك :
وصدقني ان قصة الكتاب المقدس تعطي حلولا ، لا يعطيها القرآن ، بقدر ما يخلق القرآن تساؤلات ومشاكل في هذه الجزئية .
يمكنني ان اشركك معي فيها اذا رغبت في ذلك
ما رأيك ان نرجيء الحديث عن اقوال القرآن عن قصة سقوط آدم
لان المفروض ان اضع لك اسئلتي لتجيب انت عنها ، واسئلتي ربما تكون اول مرة تسمعها ، في هذا الشأن ، فهي ايضا غير منقولة وانما هي نتاج تفكيري ومقارناتي الشخصية
...........................................................................................................
plz go ahead !!
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
حضرتك قلت :
انا لم اكتب مثالي لاقول ان الكسر حصل في الله ,
ولكني الكسر حصل ( ضد الله )
...............................................................................
حسنا ..........هذا هو نفس المعتقد الاسلامي ( مع التحفظ على كلمة كسر لانها توحي بالتشاؤم وهو منهي عنه في الاسلام في نصوص كثيرة - بالاضافة الى ان الله في الاسلام لايقطع حبل وده عنا (كما أفهم من ايحاء كلمة كسر ) بسبب معصية عادية ولو كانت كبيرة اللهم الا الكفر به : وقد شرحت لك من قبل مالفرق بين الكفر والمعصية العادية)
ولكن تبقى مسألة فعل الله تجاه هذه الاساءة , وهذه هي قاعدة الخلاف بين النصرانية والاسلام ,والتي ينبني عليها سائر الخلافات الاخرى :
السؤال : اذا أساء انسان اليك أنت ! واردت ان تفعل الاكمل : فبماذا ترد عليه ؟ بالعفو ام بالانتقام ؟
ان الاجابة (الرتيبة ) المحفوظة هي : ان الرد الالهي في الاسلام هو العفو , وفي المسيحية هو الانتقام ( وهو يتعارض مع صفة الرحمة ) ولذا فالحل هو (قتل هذا المنتقم لكي يتبقى لنا الرحيم )..................هل أنا على صواب ؟
اود فقط ان اشير الى ان الاسلام له نظرية اتمنى ان تنتبه اليها , هذه النظرية هي : أنت أخطأت فيجب أن تتحمل خطأك وتستعد للعقوبة التي قد تكون دنيوية او اخروية - وسوف يغفر الله لك اذا تبت مادمت مستسلما له تحت عباءة التوحيد و لم تعبد غيره - ولكن لاتأمن من المصائب التكفيرية التي تمحو الذنب رحمة بك في الاخرة :
وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ
هذه المصائب الدنيوية أنتم معاشر النصارى لكم القدح المعلى والنصيب الاوفى منها هنا في الدنيا كما هو مشهود في الغرب المسيحي : وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاء اللّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم بَلْ أَنتُم بَشَرٌ مِّمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاء وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاء وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِليْهِ الْمَصِيرُ
تنظر في وجوه معاشر المفديين فترى البؤس والتعاسة ............, حروب طاحنة ومتتابعة ومقصودة لترويج انتاج مصانع الاسلحة : الحرب العالمية الثانية قصفت عمر( خمسة وثمانين مليون شخص !!!!!!) , هذه كلها عقوبة واحدة وهي تسليط بعضكم على بعض .........هذا عدا العقوبات الربانية : زلازل , براكين , فيضانات , أعاصير , أوبئة وأمراض الايدز وغيره من الامراض الفيروسية التي دوخت البشرية !
قال صلى الله عليه وسلم :
يا معشر المهاجرين خصال خمس إذا ابتليتم بهن وأعوذ بالله أن تدركوهن لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا ...................الحديث .
كما أنك تلاحظ ان أعلى معدلات انتحار هي لمعاشر المفديين بالدم ! ترى الرجل او المرأة يضحك في وجهك باتسامة عريضة جدا , ثم تصبح فيأتيك خبره !!! ماذا كان يدور في خلده ! وبماذا كان يشعر؟ هل وصلت به الابواب الى طريق مسدود الى هذه الدرجة التي يفضل بها ان يتخلص من حياته نهائيا ؟ أين الخلاص اذن ؟؟؟؟؟؟ وخلاصكم من ماذا بالضبط !!!!!!!
يقول الله عزوجل في القران مخاطبا ادم وحواء بعد ان قص ماحدث لهما مع ابليس ( وهو من اجمل ماتقرأه في القران لتصحيح نظرتك لسبب وجودنا على الارض):
قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى
قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا
وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى
وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِن بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى
هذه الايات الكريمات كأنها تتحدث عن حال الغرب المسيحي الان ........شيء مؤسف ومحزن حقا أن يظن الانسان ان نجاته في التحرر من عبادة الله وذكره ...........ووالله ان هذا لهو الخذلان الالهي حقا نسأل الله السلامة والعافية .
ان الله عزوجل جعل الفرح والسرور والانشراح كل الانشراح واتساع الصدر والبهجة في محبته (الحقيقية) وذكره
مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ
...........................................وهكذا : ترى ان ( العقوبة) للمفديين امر واقع غير غائب ! وان الله عزوجل سوف يعاقب قطاعا كبيرا من البشر يوم الدينونة بالاجماع بين الاسلام والنصرانية : ومن ثم فان النظرة المسيحية للرب (الخروف) نظرية (غيرواقعية بالمرة) وان هذا الاله لاوجود له الا في عالم الف ليلة وليلة.........حقا هو عالم جميل : لكن الله لم يجعل طبيعة هذه الحياة كذلك ...............ولكن جعلها ذات طبيعة مختلطة بين الحزن والسرور : والالم والبهجة ...............لماذا؟ لكي يعطيك : أنموذجا مصغرا عن طبيعة الجنة وطبيعة النار : لكي تسير على منهجه الذي اراده هو منك لاماتقترحه أنت بهوى نفسك وتريد الدنيا كعالم ألف ليلة وليلة :لاتكليف فيها بأمر أو نهي مثل الاخرة تماما !
هذا مريح في الحقيقة ! ولكن لان الله جعل (الراحة هنا بذكره) : فاني افضل النظام واتباع اللوائح القانونية وعدم محاولة وضع قانون مزيف فلست من هواة التزوير ولا من محترفيه .
وما احسن قول الله عزوجل :
وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاء حَتَّى إِذَا جَاءهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ
انه مشهد تصويري من مشاهد القران الفنية ( انظر الكتاب القيم : التصوير الفني في القران للمفكر العملاق سيد قطب رحمه الله ) :
انه ضرب مثال للكافر انه كمثل رجل ظمآن يسير في (قيعة) صحراء قاحلة , رأى على مرمى البصر سرابا لواحة او ماء : فهرع اليه حتى اذا جاءه لم يجده شيئا !! فياخيبة أمله ويا لحبوط عمله وسفره الطويل الذي قطعه بلا أي معنى حتى وصوله الى هذا السراب الذي تخيله في ذهنه العيي !
أَفَرَأَيْتَ إِن مَّتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ ثُمَّ جَاءهُم مَّا كَانُوا يُوعَدُونَ مَا أَغْنَى عَنْهُم مَّا كَانُوا يُمَتَّعُونَ
هل تحرص حقا على الراحة في هذا العالم دون مشقة التكليف بأمر أو نهي ؟ حقا ان العالم حينئذ سيكون اريح لك ,ولكن.............................................
Mt:16:26:
ماذا ينتفع الانسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه.او ماذا يعطي عن نفسه. (SVD)
اليس هذا كلام الذي جعلتموه الفادي ؟ والسيد المخلص ياصديقي ؟
انني لاأتكلم بسجع الكهان ولا بتمتمات السحرة والمشعوذين ! ولكني : احاول تقويم تصوراتك وتعديل أفكارك عن الله والحياة
تاركا ملكة النقد والغربلة لك .
هذا و ختاما فاني أتمثل قول سيدي المسيح عليه السلام :
Jn:16:12:
12 ان لي أمورا كثيرة ايضا لاقول لكم ولكن لا تستطيعون ان تحتملوا الآن. (SVD)
Jn:16:13:
13 واما متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم الى جميع الحق لانه لا يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به ويخبركم بامور آتية. (SVD)
وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ!!!!!
يتبع ان شاء الله .
|