عزيزي مفكر : دعنا نبتعد عن مقارنات ليست في محلها أساسا وبالتالي نعود للدوران في حلقة مفرغة :
هل العمالة للمخابرات السورية افضل من العمالة لأمريكا ؟!
لا .. لا هذه ولا هذه ، شهاب الدين أضرط من أخيه .. وعلى قولة السعوديين جماعة الغادري : حديجان أخو مريبط .

لاحظ .. صار الأمر " شرعنة " الخيانة والإستبداد معا :
النظام وأتباعه باتوا يشرعنون لأنفسهم بالحملة الأمريكية ..
جماعة أمريكا تشرعن لنفسها بأن النظام ديكتاتوري ..

وكلاهما شر ..

أمريكا ، بغبائها أو بقصد منها لا فرق .. (( حمت )) الأنظمة العربية وشرعنت لها الآن أكثر من أي وقت مضى بانتهاجها خطا ديكتاتوريا في معالجة ما تسميه الحرب على الإرهاب ، وبممارساتها الدموية في العراق وبترسيخها (( الطائفية )) السياسية والمذهبية معا .. وهو أمور قضت (( فعليا )) على أي أحلام المعارضة والشارع الشعبي بتغيير مقبول ولو بدرجاته الدنيا لديها ..
يعني أسامة الباز كان موضوعيا وصادقا عندما برر للديكتاتورية المصرية مع المعارضين بأن أمريكا تفعلها ، وهو محق !!

أمريكا خانت الكل في حملتها الراهنة ، الشعوب والمعارضات .. وحتى خطها الليبرالي الذي كان يهز أردافه أمام حملتها ..

ما نريده ، أو لنقل ما بات خيارا لا مفر منه أن يتم التغيير (( المنظم )) في سوريا والذي سيأتي حتما أمريكي .. لكن ليس كما بات واضحا الآن :
حشد طائفي أطرافه الإخوان المسلمين كقادة للشارع السني ، ورفعت الأسد كقائد للشارع العلوي .. والحمار الذي سينقل الحطب غادري تماما كما فعلت أمريكا بأحمد الشلبي .

والله اذا أمريكا عاملتنا كشعوب تستحق الحرية .. فأهلا بها ، أساسا منذ الثمانينات نصرخ في ضمير الغرب أن يتوقف عن دعم الديكتاتوريات العربية والسورية خاصة ، لكن أمريكا تكذب على الكل ، ولا أعتقد أن تغييرا أمريكيا حسب نظرية السقوط الحر أو الدومينو هو ما نريده ، وإلا فالأسوأ الموجود أفضل من الأسوأ الآتي .

أما عن غادري .. مش الموضوع أنه لا يعرف كيف يتحدث وحسب ، بل ليس له رؤيا ولا أفق واسع يتحرك في محيطه .. بتقديري لا يعرف أين تقع سوريا على الخريطة ناهيك عن اهتمامه بالشأن السوري ، طبعا سنتجاوز عقبة التاريخ النضالي وجذوره في الشارع لأن مراحل كتلك أمريكا قادرة على حرقها .

كلنا يعرف كيف يتحدث حتى الأطفال .. لكن نتحدث بماذا ؟!

تحياتي
(f)