20


كان (الصالح إسماعيل) غائباً عن دِمشق يوم الجُمعة, فَكُتِبَ إليه بِما كان من الشيخ ,

فوردَ كِتابهُ بِعزلِهِ مِنَ الخطابة والقبض عليه وحبسه , حتى يرجع إلى دِمشق فيَرى فيه ما يرى .

أما شحرور فكان يسير فى طُرقات المدينة بعد الصلاة يسمع كلام الناس ويتعجب من كُل ما يُحيط به..
حتى اقترب من بيت فى وسط المدينة ووجد بابه مفتوحاً


...........:أُدخل يا شحرور متخافش .



شحرور:



...........:بيت سُلطان العُلماء العِز بن عبد السلام



شحرور:

هو سبيل ولا أيه يا عم؟!


...........:


شحرور:: حاضر!


ودخل شحرور وهو يتلفت حوله فرأى رجالاً مُجتمعين يتحدثون فى اهتمام شديد وفى وسطهم جالس العِز بن عبد السلام ينصت إليهم....وتعجب بَطلنا أن لم يلتفت احد لدخوله وَسطهُم‍!

واستمع شحرور لهذا الحوار..


أحد الجالسين: يا شيخ أعددنا خُطة مُحكمة لتغادر البلاد سالماً قبل أن ينال منك الصالح إسماعيل.

آخر: ولا تخش شيئاً فستخرج معنا الآن مُتخفياً ولن يشعر أحد أن البيت خلى من ساكنيه , وبقية أهلك مع زوجتى وأبنائى الآن يَنتظرون إذنك للخروج من البلاد ,
والقافلة على وشك الرحيل أول ما تلحق بها انت وأهل بيتِك

تغير وجه الشيخ ولم يُعلّق ولكن لاحظ أصحاب الشيخ غضبه مما يقولون


فقال ثالث: يا شيخُنا ..هذا الفاسد إسماعيل رجُل خائن لا يُراعى الله ولا يحفظ دين..ونحن والله نخشى عليك ونفديك بأنفُسنا وأهلنا جميعاً

تمهل الشيخ قليلاً وهو يتفرس الوجوه من حوله ثُم قال: كُفّوا بالله عليكم فلن أغادر دِمشق الآن

قال الرَجُل نفسُه: إذاً تختبئ فى دار ابن سعدون فقد سافر الهند ولن يرجع قبل مرور ستة أشهر وداره فى أطراف دِمشق ولن يعرف مكانك أحد , حتى تنتهى هذه الغُمة ونطمئن عليك

الشيخ (فى عِزة نفس):

والله لا أهرب ولا أختبئ ,وإنما نَحنُ فى بداية الجِهاد ,ولَم نَفعل شيئاً بعد. وَقَد وَطُنت نفسى على احتمالِ ما ألقى فى هذا السَبيل ,والله لا يُضيعُ عَملَ الصابرين.
.........................

...........:شُفت الثبات يا وحش؟‍


شحرور:: يا خبر أبيض ...صباح الثقة فى الله

...........:أنت لسة شُفت حاجة

وفجأة تغير المشهد من أمام عينى شحرور لمكان مُظلم موحش بدا مألوفاً لشحرور نوعاً ما


...........: فاكر مكان زى ده؟


شحرور:
...........: الله ينوّر عليك ..أهو العز ابن عبد السلام اتقبض عليه برضو وحبسوه فى سِجن برضو

شحرور:
...........: متقلقش بس اتفرج وانت ساكت

شحرور:: حاضر!


ورأى شحرور أمام ناظريه زنزانة قابع بداخلها سُلطان العُلماء وهو يتحدث لأحد الرجال عبر القُضبان...فاقترب بطلنا من باب الزنزانة ليستمع للحديث فى جو من الظُلمة والكآبة يُحيط بالمكان لا يختلف كثيراً عن جو سجن القَلعة الذى زاره شحرور من قبل...فالسجن واحد فى كُل زمان ومكان!


العز بن عبد السلام : اقترب واسمعنى جيّداً وبَلّغ كلامى لكُل أخوانك الغيورين على الُسلام



الرجل : كُلى آذانٌ صاغية يا شيخُنا



العز بن عبد السلام(فى جِدية شديدة):

غَيِروا بأيديكُم ما لم أقدر على تَغييرِه بلِسانى , وادفعوا هذا المُنكرَ مِن بيع السِلاح إلى الأعداء الكافرين ,وابطشوا بِمن يغشَى مِنهُم سوقكم للابتياع , واحتسبوا عَند الله أجرَكُم
.........................
شحرور:: ما شاء الله..مش بس خُطب سُخنة...ده الموضوع طلع كبير بجد

...........:سُخنة ايه يبنى ..الموضوع اكبر من كدة بكتير ..ده دين وعقيدة مش واحد كان مزنوق فى كِلمتين طلع قالهم على المِنبَر!


شحرور:

...........:يعنى دَوّر دايماً على هدفك...هل الهدف انك تبعبر عن نفسك وخلاص ؟ ولا انك تعمل حاجة بِجد؟!

ما المُسلِم لازم يكون قد تصرفه برضو عشان ميضحيش بنفسه فى سبيل ولا حاجة فى الآخر


حتى الحديث الشريف بيقول :المُسلِم كَيِّسٌ فَطِن....



شحرور:: والله معاك حَق يا ضميرو...ده انا طلعت مخزن صوف مش كيس قُطن! :nocomment:

...........:وتأكد أن الشيخ العِز ابن عبد السلام كان يعلم أن المواجهة العسكرية مع أعداء الإسلام فى دمشق قادمة....ولكن كان لازم ياخُد بالأسباب الأول..

شحرور::أسباب أيه؟



...........: بُص يا شحرور..
المُشكلة فى الموقف ده إن مُسلمين بيبيعوا سلاح للفرنج...
فلو بالكلمة نقدر نمنع ده من أنه يحصل يبقى خلاص ملهاش لازمة المواجهة العسكرية ..
المُسلم هدفه مش إراقة الدِماء أبداً فى أى حال من الأحوال


شحرور::فهمتك يا قمر...بتقول حِكَم والله..تصدق مكنتش واخد بالى من النقطة دى خالص....دايماً شعارى : عاوزين دَم خَلّى الناس تتلم ..نياههههههههه
:nocomment:


...........:



شحرور:خلينا نتفرج شوية كمان!


...........:اتفرج يا عم!