ولكن، أريد ان ألاحظ قبل كل شيء بأن المقارنة "بأمريكا" التي يجريها "أسامة فوزي" هي - كعادة أسامة ومقارناته وآرائه - مقارنة هزيلة. فأمريكا "بلد هجرة" وطبيعتها مغايرة تماماً لطبيعة الدول الأخرى من هذه النواحي.

لنعد الآن إلى الكويت ونتساءل :
لماذا تتصرف الكويت على هذه الشاكلة؟ ولماذا لا تسمح للمولودين على أراضيها أن يتجنسوا بجنسيتها؟

ما الدوافع التي تحث دولة من الدول أن تأخذ احتياطاتها من "الأجنبي" وأن تبقى تعامله معاملة "الغرباء" حتى لو ولد وعاش واقترب من مماته في البلد؟

أعتقد بأننا لو أردنا أن نعرف الإجابة، فعلينا أن نطرح أسئلة تتعلق "بالانتماء وحقيقته". ما هو الانتماء ؟ وعلى أي أسس يقوم؟
هل يقوم على الدم؟ على اللغة؟ على اللون؟ على الدين؟ على الأيديولوجية؟ على "التراب"؟

الموضوع مهم، وشائك جداً وهو يدخل في صلب قضية "تقبل الآخر المختلف" و"الإخاء الإنساني" عامة.
إنه فرع من فروع "أحب لقريبك ما تحبه لنفسك". ومعظم الدول والمجتمعات، بل والأفراد، عندهم مشكلة من هذه الناحية، وإن تبدت هذه المشكلة هنا أو هناك بشكل أكثر سفوراً عنه في مجتمعات أخرى. فقضية "الغريب" و"ابن البلد" وحقوقهما وواجباتهما كل تجاه الآخر مشكلة واضحة في الدول التي يقبل عليها "الغرباء" للارتزاق أو للأمن، ولكنها مشكلة كامنة في الدول الأخرى أيضاً.

لنتريث إذاً، ولنرصد وقائع وأحداث قبل أن نحكم ونحاكم ونندد ...

واسلموا لي
العلماني