22
رأى شحرور نفسه داخل بيت صغير وجالس فى بهو البيت الإمام العِز بن عبد السلام يتحدث معه رَجُل يُشبه البطيخة تماماً من بدانته! ويبدو عليه ثراء البلاط الملَكى
الرجل البدين: يا شيخ العُلماء أتعبتنا , مالَك لا ترضى عن الصالح إسماعيل ؟!
فوالله هو يُحبك وما أرسلنى إلا لأستعطِفَك وهو يَطلُب مِنك ألا يكون فى نَفسِك شئٌ مما فعل
العز بن عبد السلام: ولماذا يستعطفنى؟ أنا لا أحمل فى نفسى خصومة شخصية له...ولكنه هو من عادى الله ورسوله
الرجُل البدين (فى مَكر):
العِز بن عبد السلام: قُل فأسمعُك
أخرج الرَجُل البدين منديلاً من جيبه وفرده أمام سُلطان العُلماء وقال
العِز بن عبد السلام (فى حكمة) :وما المُقابل؟
الرَجُل البدين
ابتسم الشيخ فى سُخرية وقال :
والله يا مسكين ما أرضاه أن يقبل يدي فضلا أن أقبل يده يا قوم أنتم في واد وأنا في واد والحمد لله الذي عافاني مما ابتلاكم به
الرَجُل البدين (بتهديد): قد رسم لي إن لم توافق على ما يطلب منك وإلا اعتقلتك
نظر له العِز بن عبد السلام فى تحدى فأدار البدين عينه عن الشيخ ونظر إلى الأرض كأنه يَهرب من عين الشيخ
ثُم قال العِز:
أفعلوا ما بدا لَكُم
..............................
.........: واعتقلوه تانى فى خيمة جمب السُلطان
شحرور:
.........: لا يبنى أهل الحق فى كُل مكان المُهم أنك تلاقيهُم
(يا ترى هُما فين؟ [img]
سؤال]http://forum.amrkhaled.net/images/smilies/...s.gif[/IMG]سؤال نتركه لخيال القارئ)
ثُم رأى شحرور نفسه فى خيمة فاخرة يجلس داخلها عدد من الرجال كأنهم فى اجتماع حربى
تفرّس شحرور فى الوجوه فوجده الصالح إسماعيل وحوله عدد من ملوك الفرنج
ثُم سمع شحرور صوتاُ عذباً يتلو آيات من القُرآن الكريم بصوت مسموع فى الخيمة ودار هذا الحديث بين الصالح إسماعيل والفرنج
الصالح إسماعيل : تسمعون هذا الشيخ الذي يقرأ القرآن
قال أحد ال****[IMG]
]http://forum.amrkhaled.net/images/smilies/...ygrin.gif[/IMG] :بلى نسمعه!
الصالح إسماعيل(وهو يشرب كأس خمر كالخنزير البنغالى):
هذا أكبر قسوس المسلمين وقد حبسته لإنكاره علي تسليمي لكم حصون المسلمين وعزلته عن الخطابة بدمشق وعن مناصبه ثم أخرجته فجاء إلى القدس وقد جددت حبسه واعتقاله لأجلكم (قال آخر كلمة وهو يعب الكأس عباً وقد سقط معظمه على سرواله فبان كأنما بال على روحه كعجل
)
نظر الفرنج لبعضِهم البعض فى دهشة مما يسمعون ثُم قال كبيرُهم
.........: سامع يبنى؟
شحرور:
...بس أنا قلقت كدة...ده الصالح إسماعيل عامل تحالف جامد مع صاحب حِمص والملوك الفرنج..ومش واقف قُدامهُم غير نجم الدين أيوب فى مصر لوحده
أنا قلقان فحت!
.........:عيب عليك يا وحش...ده الجيش المصرى بقيادة نجم الدين أيوب هزمهم هزيمة مُنكرة وقتل مُعظم الفرنج...كانوا رجالة يا شحرور مش بتوع كلام..
افتكر معايا من ساعة ما طلعنا الرحلة دى...شُفت نجم الدين أيوب مرة واحدة...زُرته مرة واحدة وهو بيعلن للشعب أنه رايح يرمى الفرنج فى البحر؟!
شحرور:
.........:عشان الكلام الكتير ملوش لازمة يبنى ..المُسلم لازم يكون دايماً كدة...فعله هو لسانه
و نراكم فى المرة القادمة
ان شاء الله