هذه مداخلتي الأخيرة في الموضوع كونك لم تأتي بجديد .

العزيز المغربي , تحية لك

الحقوق لا تجتزأ , إما أن تكون ليبرالياً أو لا تكون , أما أن تكون ليبرالياً فيما يروق لك و غير ليبرالي فيما لا يروق لك فهذه ليبرالية إنتقائية لا تختلف عن باقي الإستنساخات الجديدة الإنتقائية التي تدّعي الليبرالية و هي منها براء , و هذا النوع من الليبرالية الإنتقائية يتوائم مع العلمانية الجديدة التي تطالب فيها بمجتمع يحترم الإنسان , و في نفس الوقت العودة إلى عصور وأد النساء !! رأيي واضح , للمرأة الحرية الكاملة في التصرف بجسدها دون وصاية من أحد . و لا أعتقد أن إنتشار الأمراض الجنسية له علاقة بمهنة الدعارة فقط , لأن الذي يساهم في إنتشار هذه الأمراض و على نطاق واسع هو التعدد الغير منضبط في الشركاء الجنسيين مع إنعدام الحماية , لذلك في رأيي الشخصي من الأفضل أن يكون للإنسان شريك جنسي واحد ( أو إثنان على الأكثر ) حتى لو كان لا يهتم لمسألة المشاعر , أو أن يقوم بالإهتمام أكثر في مسألة الحماية في حالة تعدد الشركاء أكثر من ذلك , لكن بما أن رأيي الشخصي لا يُلزم أحداً , فهل تريد أن تسجن كل امرأة أو رجل لديهم شركاء جنسيين متعددين و لا يستخدمون أي حماية حتى لو كانوا بعيدين على مجال العمل في الجنس ؟ هل تريد مثلاً استصدار قانون يحدد للمرأة أو الرجل ( غير العاملين في مجال الجنس ) عدد شركائهم الجنسيين الذين يحق لهم إتخاذهم ؟ كل هذا سيقودنا إلى مزيد من الوصاية و إلى مزيد من تقييد الحريات ! ثم إذا سلمنا ( جدلاً ) بأن وجود العاهرات هو السبب الرئيسي في إنتشار الأمراض الجنسية , فإن الرجال الذي يدفعون لهنّ يساهمون في ذلك بالدرجة الأكبر , لأن هذه التجارة تزدهر بأموال الرجال و ليس بأموال النساء , لذلك عليك أن تزجّ في السجن بكل رجل يتعامل معهنّ . و كما أشرتُ سابقاً ( أرجو مراجعة المداخلة 21 ) بأنها مهنة مهينة لكرامة المرأة و أنوثتها و جمالها , و تحولها إلى مجرد جسد يمكن لأي شخص أن يشتريه أو يستأجره بالمال ليستمتع به ! و لكن لا يحق لي و لا لغيري أن يمنع المرأة من إمتهانها ( ما دامت تفعل ذلك بإرادتها ) , فأنا مع الحقوق الكاملة للإنسان و للمرأة , و لستُ موظفة في إدارة بوش حتى أوافق على تطبيق معايير مزدوجة , و سأدافع عن الذي أراه حقاً للإنسان حتى لو كنتُ لا أستسيغه أو أشعر بالقرف منه . و أكررّ ما ما ذكرته سابقاً بأنني عندما سأقول في يوم من الأيام بأنني أدافع عن حقوق الإنسان إجمالاً إلاّ هذه " الفئة " من الناس ( لإعتبارات عرقية أو دينية أو جندرية ...الخ ) عندها سأتوقف عن وصف نفسي " بالإنسانية " .

و في النهاية لا تعنيني تحديداً تفاعلات قصة الفتيات المغربيات مع ذلك البلجيكي الذي تريد أن تختنه :) , و لا يهمني فيما إذا أخذنّ أموالاً أم لم يأخذنّ , و أكثر ما سأتهمهن به هو الغباء ! لقد قمتُ بالتعبير عن رأيي الشخصي و لا أميل للدخول في جدالات بيزنطية , و لك رأيك الذي أحترمه حتى لو اختلفت معه .