شكرا لك عزيزتي "ديانا" على حضورك لهذا الموضوع و أرجو أن تساعديني في تقييم ما أكتب و تصحيح ما قد أخطيء فهمه، و أهل مكة أدرى بشعابها ;)

--------------------------------------------


تبدأ الكاتبة سلسلة القصص القصيرة بأول مساحة في هذا الشرشف الأبيض و الذي أهدته إلى سندس و هي تقف على بعد قريب منها ملتقطة بالكاميرا الأحداث التقاط فوتوغرافي كما هو مع مراعاة تفصيل الحقائق بصورتها المنقولة بحس واضح صادق. هنا الألم يصير جسدًا و يحل بيننا في مجده بعد أن كان في خبايا الأوراق الكثيرة المبعثرة. بذات الألم نتعرف على سندس و ألمها يميزها و يظهرها بشكل بارز أكثر من "تكوّر بطن أمها، و انتفاخه شهرًا بعد شهر بها" ( الجزء (2) ). رغم أن سندس تتحول بفضل الألم إلى ملاك ممجّد transfigured angel إلا أن الكاتبة أضفت عليها قسطا كبيرًا من الجبروت الذي ينتصر حتما برغم كون سندس طريحة الفراش. تحرص المؤلفة على إظهار سندس بشكل متجلّد stoic صابر لا يعرف للتعبير عن الألم سبيلا و لا يشكو همه لأحد. كل ما في سندس جامد و بارد بدءا من اليدين الباردتين ( جزء (4) ) و العينين التي لا تذرفان و لو دمعة واحدة، و ردة فعلها تتمثل في الرفض و التمرد ( الاستفراغ ليس مرضا بل ردة فعل). الكاتبة شاهدة عين على الأحداث في دقتها بالتقاطها الفوتوغرافي لها حيث تسجل تاريخ وفاة سندس باليوم و الدقيقة، و تتناول بعمق فلسفي معضلة الألم ( تاركة قلبي فريسة لهاجس الـ (( لماذا )) ) دون الإجابة على الأسئلة المصيرية التي تبقى كجزء غامض من الوجود الإنساني بلا جواب. تترك المؤلفة موقع الأحداث و الكاميرا في يدها للنهاية فتقول: "كما أن عشرات الصور- التي اقتنصتها لها دون تصريح منها- تبيح المجال لمطارق الذكرى".
اللغة بسيطة و مركبة في آن واحد و تمتاز بالأسلوب الوصفي الواقعي و الغير متكلف و لكنها تميل لاستخدام الأوصاف الحكمية حائكة أقوالها المأثورة dicta كما جاء في عبارتها ( الاستفراغ ليس مرضا بل ردة فعل) و التي بها تنفي المرض عن بطلتها و لكن تركز على رد الفعل و ما ترمي إليه.

يتبع (f)