لقد قدس المسيح الفادى جسد الإنسان على عود الصليب .. لقد كان أول ما سقط فى جسد الإنسان هو القلب عندما مال وراء كلام الشيطان الخادع ووعوده الكاذبة .. كانت خطية القلب هى الكبرياء فعالج السيد المسيح ذلك بتواضعه العجيب .. نرى عجباً أن إلهاً صار جسداً .. وتحمل بقلبه المتواضع الوديع طوال حياته الإهانات والشتائم من عبيده المخلوقات .. ووصل الى الذروة على عود الصليب وتحمله للطم والجلد والركل والبصاق والعرى .. وتحمله لمعايرة الشامتين وما أقساه على القلب .. ووصل الى ذروة الذروة بالحربة التى إخترقت قلب القدوس ليقول للبشر أن قلبى صار متهرئاً لأجل سلامة قلوبكم وتقديسها .. لقد إنفتح قلبى لكل البشر لكى يقبلوا نعمة الفداء الثمين .. فهل تقبلوا أيها البشر قلباً قد إنفتح بحربة الحب لكم ؟ لقد تم تقديس قلب الإنسان من خطية الكبرياء بإنسحاق قلب قدوس القديسين المسيح الغالب الأسد الخارج من سبط يهوذا .

لقد قدس المسيح له المجد عين الإنسان التى فقدت النظرة البريئة الطاهرة والتى نظرت الى الشجرة المحرمة نظرة شهوة وتعظم معيشة .. تم هذا التقديس على عود الصليب من خلال نظرة المسيح له المجد المنكسرة الزائغة من خلال معاناته الرهيبة فى آلام الصليب الرهيب ... ومن خلال نظره الى السماء ومناجاته لله إلهى إلهى لماذا تركتنى .. وكأنه يقول للبشر لقد نظرتم الى الشهوة وتركتم خالقكم .. فهيا إرجعوا وقدسوا عيونكم وركزوا عيونكم على خالقكم وناجوه دائماً لا تتركنا يا خالقنا ومخلصنا .

لقد قدس المسيح له المجد يد الإنسان التى تجرأت وإمتدت فى وقاحة لقطف الثمرة المحرمة .. تم تقديس اليد من خلال تسميرها فى خشبة الصليب .. وكأن المسيح يعالج يدنا الوقحة بتسمير يده هو الى خشبة الصليب خضوعاً لعدل أبيه .. وهو يعطى علاجاً وتقديساً للبشر من أياديهم الوقحة بتسميرها بمسامير حبه فتصير أيادى مرفوعة على هيئة الصليب متضرعة الى المسيح دائماً وأبداً أن ينعم عليها برحمته .

لقد قدس المسيح له المجد فم الإنسان الذى تجرأ وأكل من الشجرة المحرمة من خلال عطشه على عود الصليب .. وحتى الخل لم يرد أن يشربه لكى يخدر إحساسه بالألم .. فهو يقول للبشر لقد رفضتم وصيتى بعد الأكل من الثمرة الشهية وها أنا أرفض حتى شرب الخل من أجل أن أوفى العدل الإلهى بكماله من خلال كمال آلاماتى من أجلك أيها الإنسان الجاحد .

لقد تعرى المسيح له المجد على عود الصليب لكى يكسو البشرية العارية بعار الخطية بثوب البر .

لقد قدس المسيح له المجد جسد الإنسان بكليته من خلال الجلد بالسوط الرومانى الذى جعل جسد المسيح له المجد كالأرض التى يحرثها جرار قاسى لا يترك فيها سنتيمتر بدون حرث .

حقاً لقد كان الحب لا نهائياً .. فكان التقديس لا نهائياً .. وتبقى الإستجابة والقبول ممن كُتبت أسمائهم فى سفر الحياة .. أما الجاحدون لحب المسيح فالويل لهم .. لأن :

عبرانيين 10:
28 من خالف ناموس موسى فعلى شاهدين او ثلاثة شهود يموت بدون رأفة
29 فكم عقابا اشر تظنون انه يحسب مستحقا من داس ابن الله وحسب دم العهد الذي قدّس به دنسا وازدرى بروح النعمة.
30 فاننا نعرف الذي قال لي الانتقام انا اجازي يقول الرب.وايضا الرب يدين شعبه.
31 مخيف هو الوقوع في يدي الله الحي