الإصغاء (أو الإنصاط) من الأمور التي لا يتقنها أغلب الناس في المجتمعات العربيه والأجنبية على حد سواء.

والإصغاء يختلف عن السمع في أن السمع يكمن في استعمال الأذن لاستقبال الأصوات بينما الإصغاء -وهو أكثر تعقيداً- هو السمع مع استعمال العقل لتحليل الأصوات وفهم ماهيه الأصوات.
عدم الإصغاء لا تعني بالضرورة عدم القدرة على الإصغاء, بل هي عادة يجب التدرب عليها منذ الطفولة, وهو الأمر اللذي لايحدث للأسف لا من قبل الأهل ولا من قبل المدرسة.

في كتابه People Skills يقول الدكتور روبرت بولتن أن الأطفال في المدارس لا يمارسون عادة الإصغاء, بل بالعكس فإنهم يجلسون للإستماع لما يقوله المدرس/سة مما يضعف من القدره على التركيز مع مرور الوقت في الحصه الدراسيه.

وعادة ما يكون المدرسين -كما الأهل- من غير المستمعين لما يقوله الطفل خصوصاً في المدارس العربيه, فلا يجد هذا الطفل القدوه لكي يتعلم الإصغاء.

في رأيي المتواضع أعتقد أنه يجب البدء باستعمال اسلوب الحوار في المدارس والبيوت لتعويد الأطفال فن الحوار الذي يعتمد أساساً على الإصغاء. فلو نظرنا الى البرامج الحواريه لعرفنا أن العرب لا يتقنون الإصغاء -بل لا يريدون الإصغاء- بقدر اتقانهم صراع الديوك.