تحياتي ابراهيم ...

حتى لا تدفعني إلى ما لست أهلا له ، فلست أرى أي فروقات تفاضلية بين الأديان تفضل دين على آخر .. أنظر للمعتقدات بكثير من الإحترام والتقدير طالما (( هي بعيدة عني )) ولست معنيا أبدا بنقدها أو تقويمها .. أعتقد أننا تحاورنا في هذه الجزئية يا إبراهيم وتعرف رأيي جيدا بها .

بالتالي : فليس لي أي اعتراض على الأديان بصفتها " التعبدية " أو العقائدية طالما أننا اتفقنا أنها منحى (( شخصي )) .. إنما – إن أردت – فلي منحى آخر :
كل الأنبياء حق ، وكل الأديان حق .. وهنا .. هنا مكمن المشكلة ..
لو كانت باطل لارتاحت البشرية من بدري ..
نزعتي (( الشخصية)) هي لو أن الله ليس موجودا بالفعل ولم يخلق البشر ولا الأديان ..
لكنا ارتحنا من أمور كثيرة ..
وإن جاز لي ، فاعتراضي على الخليقة من أساسها :
لماذا خلق الله الإنسان ثم قيده بأديان يدافع عنها بدمه طالما أنه يقول أنه ليس بحاجة لنا ؟!

هنا يا ابراهيم .. تتساوى (( كل )) الأديان لدي ، ويصبح الدين ليس أكثر من هوية إجتماعية لا علاقة للقناعات العقلية أو الإيمان الصوفي بها ..

بالتالي أسألك :
ماذا وجدت – عقليا – بالمسيحية ما دفعك إلى اعتناقها والتبشير بها أيضا على أنها أفضل من الدين الذي كنت تعتنقه ؟!
عقلا ؟!
لا .. لا أعتقد ..
فعقلا .. وأنت المسلم المؤمن ثم المسيحي المؤمن .. هل المسيحية أقرب للعقل من الإسلام ؟!
لست أرى أكثر من " فلسفة " الدين الإسلامي نضوجا بين كل الأديان .. وأرى درجة الخرافة فيه أقل بكثير من أديان أخرى لا تزال تعتمد على استجداء (( العاطفة )) من معتنقيها وليس (( العقل )) ..
وأعتقد أن ردك على الزميل إيبلا حول وجه المسيح .. يؤكد وجهة نظري ..

أكرر بالغ احترامي لكل الأديان ولكل معتنقيها .. طالما كلٌ راضٍ بما عنده من دين ومعتقد ..
شرط ألا يدفعه ذلك لإقصاء الآخر أو الإنتقاص من معتقده وانتمائه ..

(f)