الزميل / Jupiter

أحب أن أدلي لك ببعض النقاط التي ربما تحول مجري الحديث في الشريط عما يحدث فيه الآن

ما تقول به هو يسمي نظرية الوحي الذاتي وهذه النظرية لم تبدأ في العصر الحديث بل كان لها أصول ترجع إلي القرشيين فقد صورالقرشيون الرسول محمد علي أنه رجل ذو خيال واسع وإحساس عميق فهو إذن شاعر ثم زادوا فجعلوا وجدانه يطغي كثيرا علي حواسه حتي يخيل إليه أنه يري ويسمع شخصا آخر يكلمه وما ذاك الذي يراه ويسمعه إلا صورة أخيلته ووجدانه ( دراز النبأ العظيم ص 84 )
في العصر الحديث بد أ المستشرقون يلبسون النظرية ثوبا جديدا وخير ممثل لها هو جولد تسيهر الذي كتب ( لقد تأثر هذه الأفكار تأثرا وصل إلي أعماق قلبه وأدركها بإيحاء قوته التأثيرات الخارجية فصارت عقيدة انطوي عليها قلبه كما صار يعتبر هذه التعاليم وحيا إلهيا فأصبح – بإخلاص – علي يقين بأنه أداة هذا الوحي لا نريد أن نتتبع خطوة فخطوة المراحل " الباثولوجية " التي نشأ فيها هذا الشعور بهذا الوحي واعتقاده وتثبيته في نفسه . ومن أجل هذا علينا أن نذكر كلمة قالها " هارناك " عن ( الأمراض التي تصيب الرجال الذين فوق البشر دون سواهم والتي يستقون منها حياة جديدة كانت قبل ذلك مجهولة كما يتخذون منها قوة تهدم جميع العقبات ومن ذلك حمية النبي أو الحواري ) جولد تسيهر – العقيدة والشريعة ص 6

وقد هاجم هذه النظرية كثير من الكتاب المسلمين منهم
1 – محمد فريد وجدي في السيرة المحمدية تحت ضوء الفلسفة والعلم ص 91 وما بعدها
2 – د . محمد عبد الله دراز في النبأ العظيم ص 84 وما بعدها
3- الشيخ محمد الغزالي في دفاع عن العقيدة والشريعة ضد مطاعن المستشرقين ص 21 وما بعدها
4 – مالك بن نبي في الظاهرة القرآنية في مواضع متفرقة من الكتاب أهمها ص 215 وما بعدها
5 – د . عبد الرحمن بدوي في دفاع عن محمد صلي الله عليه وسلم ضد المنتقصين من قدره الفصل الأول ( صدق محمد فيما يتعلق برؤاه للملأ الأعلي ) وفي هذا الفصل ناقش فيه أراء المستشرقين حول ظاهرة الوحي من كل الوجوه ومنها نظرية الوحي النفسي
ولكنهم في تلك الردود لم يتناولوا تلك النظرية بالبحث الكافي
فمثلا محمد فريد وجدي ود . عبد الرحمن بدوي لم يناقشا موضوع العبقرية ودورها النقاش الكافي
كذلك فإن د . محمد عبد الله دراز ومالك بن نبي اقتصرا في الدفاع علي التدليل علي عدم قوة النظرية
علي الدليل الداخلي وليس الدليل الخارجي وفي رأيي أن الدليل الخارجي له أدلة معقولة
أما الشيخ محمد الغزالي فقد أقتصر علي ترديد العبارات الخطابية
وهكذا
وربما كان من أهم من ناقش هذه النظرية من المستشرقين وفصلها تفصيلا جديدا هو المستشرق مونتجمري وات في كتاب الإسلام والمسيحية في العالم المعاصر في فصل محمد وتجربته مع الوحي من ص 46 وحتي 54 وفصل فقه الوحي رقم ( 2 ) نظرة معاصرة للوحي الصفحات من 205 حتي 214 , وكتاب محمد في مكة الفصل الثاني رقم ( 5 ) أشكال وعي محمد بنبوته الصفحات من 121 حتي 130
وهذا الرجل بالذات هو الذي يبعث الحيرة في نفسي

أدعوك للتفكير في ظاهرتين
1 – ظاهرة مهدي السودان
2 – بعض الظواهر عند الرسول محمد نفسه مثل موضوع ابن صياد وهذا الحديث صحيح


ربما ينصلح حال الشريط ويبدأ النقاش الجدي في الموضوع


كوكو