جوبيتر

(ولكن انتم يا أطباء النفس أستعمرتم العلاج

ولم تتركوا لمختصي علم النفس الاكلينيكي اي فرصة للتقدم )

لا ليس الامور كذلك ...وان بدت الصورة وبشكل خاطىء فى نهاية الثمانينات كما لو ان دور الاخصائى الاكلينيكى قد انحصر

فى نهاية الثمانينات دخل الاميركان على الخط لاول مرة فى الطب النفسى بعد ان كان هذا كعلم طبى حكرا على الاوروبين الالمان والروس تحديدا

لقد دخل الاميركين وبشكل مفاجىء وقوى وجدا فقد وضعوا منظومة التصنيف النفسى للامراضDSM واندفعوا فى دراسات الدماغ ورافق ذلك على مستوى العالم ظهور عقاقير نفسية جديدة و كثيرة صارت قادرة على علاج وضعيات لم يكن احد يتخيل امكانية شفائها فى السابق.. وبدا تفكيك المصحات النفسية ....كل هذه المناخات اعطت انطباعا اننا امام مرحلة بيولوجية قادرة على انجاز ما لم تستطيع فعله كل النظريات النفسية السابقة.. ولحد كبير هذا صحيح...لكنه صحيح جزئيا فمن السطحية الشديدة تفسير الوعى البشرى واضطرابه على اساس عضوى فقط...ما خفف اندفاع الموجة هو تطور وسائل علاجية نفسية فى العقدين الاخيرين كانت قادرة على منافسة افضل العقاقير التى تم اختراعها مثلا Cognitive behavioral psychotherapy فهذا الاسلوب العلاجى النفسى يعطى نتائج لا تقل بل وتتفوق احيانا على كل مضادات الاكتئاب...عدا ان وسائل القياس النفسى الاكلينيكى تطورت وتحولت لاداة مساعدة جدا...من الواضح ان هناك انهيارا فى النظريات الكبرى التى حاولت اعطاء اجابات كلية مثل التحليل النفسى وغيره

لكن ما يحدث فى الحقيقة هو تطور كلا الدورين دور الطبيب النفسى ودور الاخصائى النفسى الاكلينيكى

هناك مشكلة لدينا فى المنطقة العربية وهو ضعف الاعداد والتعليم والتدريب للاخصائى النفسى الاكلينيكى مما يجعل الادوار التى يجب ان يقوم بها تحول تلقائيا للطبيب النفسى فالطبيب العامل بهذا الحقل مضطر ان يعرف اشياء كثيرة لانه يمر نظام تدريب محدد وعلى اساسه يمنح شهادته

المشكلة الاخرى التى يجب ان نعرفها ..اننا لا نعانى فقط من ضعف دور الاخصائى النفسى الاكلينيكى فى المنطقة العربية بل ومن العدد الهزيل للاطباء النفسيين العرب فى المنطقة فعددهم يتراوح بين 600 _ 700 طبيب فى كل البلدان العربية من المحيط الى الخليج ولربما اعرف معظمهم ....للمقارنة فان عددهم فى اسرائيل حوالى 1600