26


ظل السيد اللواء ساكتاً بُرهة من الوقت وهو يُخرِج انفاس عميقة من السيجارة..وهو ينظُر لشحرور نظرات لا يقدِر على أدائِها غير واحِد فى منصِبه أو مُمثل أخذ جائزة الأوسكار على دور فى فيلم (الشُِرطى الذى نفخ البشر) :nocomment:

ثُم قال فى صوتٍ عميق : أنا هكون واضح وصريح معاك يبنى...بُص...

(ثُم قام من على مكتبه ودار فى الغُرفة وهو يقول)

:أحنا هنا مُهمتنا حِفظ الأمن والنظام ومنقدرش نسمح لأى حد بزعزعة الأمن والإستقرار فى مصر فى وقت بنحاول نبنى فيه البلد ....بمعنى أصح مش ناقصين وجع دماغ ....

قاطعه شحرور: بس أنا شايف أن أنتوا اللى جبتوا وجع الدماغ لنفسكُم




الضابط (وهو يُعاود الجلوس على مكتبه وهو يقتب عن جبينه وقد باغته السؤال):أزاى؟ :what:




شحرور:


الضابط : بس يبنى دى أتفاقيات دولية وقّعناها مع أسرائيل وملهاش علاقة بموقف مصر الثابت من قضية فلسطين :nocomment:



شحرور



الضابط (فى تلقائية):



هبّ شحرور واقِفا وقال فى استنكار :
]http://forum.amrkhaled.net/images/smilies/...rsa97.gif[/IMG]


الضابط (وقد باغته الرد):

شحرور (فى ثبات) : أنا مواطِن بحاول أكون صالِح نافع لوطنى وقبل وطنى دينى وأُمِّتى



الضابط: صدق الله العظيم

ولا أنت مش عارف الآية دى؟ :aplaudit:



شحرور :



الضابط (فى غضب): معنى الآية واضح يا فالح




شحرور:اللآية كاملة بتقول:

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً }النساء59


فى أى عُرف وأى دين وأى بلد عاوز الله ورسوله يوافقوا أننا نعمل معاهدات واتفاقيات بيننا وبين ناس اغتصبوا أرضنا وكُل يوم يقتلوا ويحبسوا ويشرّدوا اُسر كاملة....



الضابِط (وهو يوشك أن يجن جنونه):



شحرور:ومين قال لحضرتك أن محدش طردنى من بيتى؟

مين قالك أن محدش قتل أبويا وخطف أخويا واغتصب أُختى ؟؟

مي قالك أن محدش هدم بيتى وحرق أرضى؟



الضابط (فى ثورة):أزاى يا فيلسوف؟



شحرور (فى عزة): لأنى قبل ما أكون مصرى أنا مُسلِم والنبى صلّى الله عليه وسلّم بيقول :

مثل المسلمين في تاودهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى ..(مسلم)


الضابِط


شحرور: يعنى

لو مُسلِم اتظلم فى مصر فانا شحرور المصرى


لو مُسلِم أرضه اتسرقت فى فلسطين فأنا شحرور القسّام

ولو مُسِلم اتعذب فى سوريا فأنا شحرور الحلبى



كان الضابط ينظر فى غضب شديد لشحرور ولا يقدر على الرد ...فساد الصمت لحظات ثُم نظر شحرور لعينى الضابط وقال وعينيه تلمعان :
ولو أُخت مُسلِمة انتهكوا عرضها فى الشيشان أو روسيا فأنا شحروفيتش يا باشا :nocomment:



قالها شحرور هو يرسم على وجهه ابتسامة ساخرة وضحك الضابط ضحكة قصيرة وقال



شحرور (فى سُرعة) : ولو مُسلِم فى قرغيستان فأنا برضو شحرور القرغيزى


الضابِط فى تساؤل : أيه قرغيستان دى يا شحرور؟ :what:



شحرور :



الضابط فى غضب


قام شحرور من على المكتب ووقف أمام الضابط وبدأ يتحدث كأنه فى برنامج :

المهُم...كان بيُحمها حاكم ظالِم مُستبِد ....قعد خمستاشر سنة بيسرق وينهب فى خيرات البلد والناس مش لاقية تاكُل

وده غير تكميم الأفواه
والإعتقال والتعذيب فى السجون فوق وتحت الأرض
وكُل حوارات فرعون دى
...لغاية ما الشعب اتخنق وقام بثورة كبيرة على الحكومة والرئيس بتاع البلد

ومرة واحد الناس بتسأل فين الريس يا رجالة؟؟؟؟
بخ لقوه ساب البلد وطار برة...



الضابِط (فى نفاذ صبر):
شحرور (فى توضيح): يا باشا قُلت لحضرِتك سرق ونهب البلد...هيكون خبّى الفلوس فى بيتهُم يعنى؟؟؟

أكيد طار ورا الفلوس الى سرقها ...وهوبا مرة واحدة اختفى ...صحيح قعد كتير عالكُرسى...بس آخرته كان أيه؟ حتة كلب جربان منبوذ ملوش بلد تلمه



الضابِط (فى ثورة شديدة ): ما تحترم نفسك وانت بتتكلم يا .....(حُذفت للرقابة)



شحرور: لا لا يا باشا بلاش غلط لو سمحت ...أنا هنسى الشتيمة وهعذرُك فى غضبك...مع أنى مش فاهم حضرِتك زعلت ليه؟؟؟ دى قرغيستان دى بلد محدش يسمع عنها أصلاً..



الضابِط (فى غلظة): وانت بتجيب المعلومات دى منين يا شحرور ؟



نظر شحرور فى الغُرفة حتى وقعت عيناه على تلفاز كبير فى مكان مُرتفع وقال للضابط : حضرتك لو فتحت الدِش هتلاقى كُل حاجة عن الموضوع على شريط الأخبار بتاع قناة الهضبة ....أصل الكلب أقصُد الراجل الى بكلِّم حضرِتك عنه لسة هربان برة قرغيستان أول أمبارح



الضابِط : آه آه منا عارف...حبيت أتأكد بس من مصادِر معلوماتَك!



شحرور (فى تهريج!): عارف أيه يا عم تلاقيك مقضيها دورى أسبانى وبندوزليخة..نياهههههههه

(برقت عينا الضابط فى جنون) ولكن شحرور استرجع قائلاً:



...لا لا يا باشا والله بفرفشك بس شايفك قافِش..بالله عليك ما تزعل منى