من الواضح احتواء القران على اوجه بلاغية معينة ولكن هذا لا يعني ان القران معجز بحيث يستحيل على بشر الاتيان بمثله !! فلو اتى احد بسورة مثله لزعم دعاة الاعجاز ان هذا النص تقليد للقران ولو اتى بنص ادبي مختلف كالرواية او الشعر الحر ) مثلا لقيل ما لهذا وما للقران!!

قد يكون للقران قصب السبق في تطوير احد فنون الادب العربي ولكن هذا لا يعني ان اعجازه خارق للطبيعة لان شخص ما قد يرى في سحر بعض الروايات او الاشعار ما يفوق بلاغة القران وجاذبيته.

كما يجب اعطاء اهمية للبعد الديني الذي منع الادباء والشعراء العرب لاحقا تقليد بنية القران وتقديم نصوص ادبية بطريقة القران لاسباب مفهومة طبعا كالاتهام بالكفر وما شابه ، رغم لو ان الامر كان مفتوحا لوجدنا بعض النصوص التي تحاكي القران وتفوقه من الناحية البلاغية.

بمعنى اخر،، تعتبر رواية ( زينب ) اول الروايات العربية وهي رواية جميلة ، لكن تفوقت عليها لاحقا عدة روايات عربية وفاقتها براعة واتقان لانه لم يحرم احد تقليد هذا النمط الادبي الجديد على العرب كما حدث مع القران.


كما اؤيد الزميل تروتسكي زميلنا في منتدى اللادينيين :bye: في ان القران هو وليد عصره وهذا واضح من تأثره بالبيئة المحيطة واستدلاله واستشهاده بقوى مادية عرفها العرب ووعوها ، بل حتى استشهاد القران بالميتافيزقيات كان مما عرفه العرب ووعوه ايضا ( الجن،الشياطين، الملائكة ، السحر وتاثيره..الخ)

هذا عدا عن النقطه الخطيرة في القران وهي تفاوت بلاغته بين اية واخرى فهو يبدوا ضعيفا من الناحية البلاغية في بعض السور كالمسد والمعوذتين وغيرهم مقارنه بسور اخرى كالرحمن واية الكرسي وبعض السور التي تصف حالة الكون يوم القيامة او التي تصف العظمة الالهية
وهو شيء لا ينكره الا مكابر،
بل انك تلاحظ ان كثير من الناس المسلميين يحبون الاستماع لايات او سور دون غيرها نظرا لجمال تراكيبها وقوة صياغتها عن دونها، مما يشكل اعترافا ضمنيا بعدم تساوي قوة القران البلاغية في مختلف سوره.

وهي حالة مشابه لحالة اي شاعر او قاص بحيث تختلف قوة قصيدة له عن اخرى كما تختلف قوة وبراعة حبكة رواية عن اخرى معتمدا على جملة اسباب تؤثر في الحالة النفسية لكاتب النص وقدرته على الصياغة.