[CENTER]********** بين التوبة والغفران **********
********** (عمل الإنسان وعمل الله )********** [/CENTER]


- خلق الله الإنسان الأول على أحسن صورة وأحسن تقويم، وأعطاه اسماً وهو آدم.
كان آدم إنساناً كاملاً حسب صنعة الله، روحياً ونفسياً وجسدياً، يعيش في جنة الله، يتمتع بكل نعم الله واحساناته، وكان متوافقا روحياً ونفسياً وجسدياً.

هل خلق الله الإنسان ليمرض ويشيخ ويموت فقط ؟؟ كلا
هل خلق الله الإنسان ليعاني من الأمراض النفسية والعصبية، ويعاني من أحاسيس الذنب والخطأ والوحدة أو وجود حجاب بينه وبين خالقه ؟؟

- اعتقد أن آدم لم يكن يعاني من كل هذا بل كان يعيش منعما مترفا يتمتع بمعية خالقه والقدرة على التواصل معه، وكان الشرط الوحيد والوصية الوحيدة هي عدم الأكل من تلك الشجرة المحرمة. علامة من آدم على الخضوع والطاعة بإرادته لأوامر الخالق.

- ولكن في لحظة من التسيب والإهمال، يتدخل الشيطان الذي حسد الإنسان على هذه الحياة الرائعة، وسوس في قلب آدم وزوجته بالكذب والتدليس، ليزين له أن يأكل من الشجرة بإيجاد الأعذار والأوهام بشرعية هذا العمل، مدعيا كذبا على الله انه أخفى حقيقة الشجرة عن آدم وزوجته.

- وسقط آدم في المعصية ، ونال العقاب والجزاء ، الطرد من الجنة ، الطرد من التواجد في محضر الله الذي لا يطيعه ولا يقدسه ولا يحترم وصاياه وقوانينه .

- ندم الإنسان وتاب، وهذا أقصى ما يمكن أن يعمله الإنسان، أن يعلن ندمه بعد اكتشاف خطأه، ويعلن توبته بأنه لن يكرر هذا الفعل مرة أخرى. وسوف يطيع الله في كل وصاياه.

- ولكن هل كان هذا كافيا لينال الإنسان المغفرة من الله ؟؟ هل عادت العلاقة كما كانت يوم كان آدم طاهرا بلا خطية ولا تمرد ولا عصيان ؟؟؟ هل عاد الإنسان إلي الجنة.

- كلا، لا يكفي عمل الإنسان ؟؟؟
راح آدم وزوجته يخيطان ملابس ورداء من أوراق الشجر، ولكن ما أن طلعت عليها الشمس وهبت الرياح حتى يبس الورق ووقع، هذا أقصى ما يمكن أن يعمله الإنسان، رداء من عمل يديه يختفي ورائه من ورق الشجر.

- ولكن محبة الله كانت موجودة رغم كل شيء، لازال آدم خاطئا ومطروداً، ولكن محبوبا ، فها هو الله يعمل له رداء من جلد الحيوانات البريئة التي تم ذبحها بسبب خطية آدم .
انه عمل الله، الذي نحتاجه للتواصل معه والرجوع إليه

- توبة الإنسان ( وهذا هو أقصى ما يستطيع الإنسان عمله ) غير كافية لإعادة العلاقة كسابق عهدها مع الخالق. ولكن مغفرة الله، والتي هي عمل الله، وقدرة الله ليس لها حدود، الغفران هو عمل الله، وهو الوسيلة الوحيدة لكي نقترب منه مرة أخرى لنعود إلى علاقة حية وأبدية مع الله .

- فكيف يمكن أن يكون إعلان الله عن هذه المغفرة ؟؟ وكيف ينالها الإنسان ؟؟
ما هو عمل الغفران ؟؟ ما هو الثمن الذي يجب أن يدفع لقاء تسديد أجرة الخطية والموت الأبدي الذي وقع علينا حكمه ؟؟

- انه عمل الله، وليس هناك سوى الله لنا لكي يعلن لنا عن غفرانه وقبوله لتوبتنا.
إنها نعمته وهبته المجانية، التي لن نستطيع نحن أن ندفع ثمنها لان الله هو الذي دفع ثمن خطيتنا، ووقف مدافعا عنا في المحكمة الدهرية العادلة.

إن عيوننا تطلع بشوق ولهفة ومحبة إلى الله الذي منه وبه وله كل الأشياء.