الزملاء والزميلات الكريمات ...........................تحية طيبة عطرة .

لقد تبين لنا سبب الاكتئاب الرئيسي ومنبعه الحقيقي الذي تصب فيه كل الاعراض الظاهرة السطحية بعد ذلك ................
سواء كانت حزنا على مال او ولد او حبيب او جاه او منصب او غير ذلك ..........
كل هذا يرجع في النهاية الى نفس المنبع ونفس المصب !
انك اذا علمت وأيقنت ان الله قد خلقك هنا ( مؤقتا ) لمهمة معينة هي عبادة الله : فكيف تحزن على اي مصيبة حزنا يفتك بك ويسيطر على حياتك ؟ انك تعلم ان هذه المصيبة ستزول ويزول معها كل شيء جمعته وفعلته في هذه الحياة !
بل ستزول الحياة كلها اولا عن آخر !
وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاء فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقْتَدِرًا

ويبقى في النهاية شيء واحد : اللـــــــــــــــــــــــــــه ............................لابد لك منه .
كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ
وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ

ان اعرضت عنه في حياتك هنا فهو موجود ايضا بعد قيامك من قبرك !
اين ستهرب منه ساعتها ؟ هل هناك واسطة تلجأ اليها لتشفع لك عنده ؟
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خُلَّةٌ وَلاَ شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ

ان واسطتك الوحيدة يومئذ هو ( ورقة اجابتك عن امتحان الحياة الدنيا ) ........هل أنفقت على عياله من ماله الذي أعطاك ؟ هل رحمت خلقه ليرحمك ؟ هل أطعته فيما أمرك ؟.....هذا هو مايشفع لك عنده فقط .



لذلك فان من يدمن قراءة القران يجد استفاضة كبيرة في ذكر تفاصيل اليوم الاخر ولفت الانظار اليه كأنك تراه رأي العين , بل قد تسمت كثير من سوره بأسماء يوم القيامة وتحدثت هذه السور عن يوم القيامة فقط كسورة (القيامة ) و(الحشر ) و (الانفطار ) و ( الانششقاق ) و ( الزلزلة ) و ( القارعة) و ( الواقعة ) و (الحاقة ) و ( التغابن )وسورة (الاعراف) الطويلة احد السبع الطوال تتحدث في جزء كبير منها عن مشاهد القيامة والتلاوم بين حزب الملكوت (الجنة) وحزب النار , ولعن اهل النار بعضهم بعضا , واستقبالهم السيء غير الكريم لكل فوج جديد يدخلها : نسأل الله السلامة والعافية .

وسورة ( الزمر ) تحدثت في جزء كبير منها ايضا عن ( زمر ) او افواج الذاهبين الى الجنة او النار , واحوال كل فريق منهم ساعتها ................ساعة فتح ابواب الجنة لاهلها , وفتح ابواب الجحيم لاهلها : وطريقةاستقبال ملائكة الرحمة لاهل الجنة , وطريقة استقبال ملائكة العذاب لاهل النار وتبكيتهم لهم وسؤالهم : ألم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم آيات ربكم وينذرونكم لقاء يومكم هذا ؟؟؟
ايضا تحدثت سورة مريم وسورة الكهف وسورة طه وغيرها كثير عن يوم القيامة : حتى انك لاتجد سورة من سور القرآن الا وتحدثت عن هذا اليوم العظيم والفيصل واشارت اليه من قريب او من بعيد .

والسؤال : لماذا ؟

الجواب : انها الرحمة والشفقة بك ! انها النداء المستمر : احذر ! استقم لاتحد عن الطريق ! انك ان تحد عنه تهوي في عالم الهم والنكد والعذاب والنكال !!

ان الاكثار من ذكر يوم القيامة في القران مبني على الاصل الاول : ان هذه الحياة دار مؤقتة للاختبار ثم سماع الاجابة بعد الموت .

ماهو السبيل الى الحصول على ( الطمأنينة النفسية ) قبل ان نموت ؟
ان نحافظ على مايطمئننا بعد ان نموت !
ان نحافظ على ..... ذكر الله ............................................................

الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ
انه ذكر صاحب العلة الاولى لوجودك في هذه الحياة .............وصاحب الفضل الاول والاخير عليك بدءا من الهواء الذي تستنشقه حتى الوصول الى اعظم نعمة ينعم الله بها عليك : ان تصبح عبدا له ..............انسان قد عرف قدره ولم يتكبر على سيده ............قد عمل في خدمته هنا وهو يعلم انه سيعتقه هناك ........................................................

قال صلى الله عليه وسلم : الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر .

ومع ذلك : فهي سجن للمؤمن من حيث ان نعيمها الروحي والسعادة التي يجدها لا تساوي شيئا بالنسبة لماينتظره عند الله في الاخرة , وهي جنة الكافر لان نعيمها المادي هو نصيبه من فضل الله عليه , وان الشقاء والتعاسة والضنك الذي يجده هنا ليس بشيء مقارنة بما سوف يلاقيه في الاخرة في النار , ولذلك فالدنيا بضنكها تعتبر بالنسبة له جنة !!

قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى
وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى
قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا
قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى
وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِن بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى




يتبع ان شاء الله تعالى ............................................