{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
حوار مع رياض الترك: البعث لم يحكم ورفعت الأسد غير مرحب به
بسام الخوري غير متصل
Super Moderator
******

المشاركات: 22,090
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #5
حوار مع رياض الترك: البعث لم يحكم ورفعت الأسد غير مرحب به
سعد الدين إبراهيم: رياض الترك والصفر الاستعماري
GMT 3:45:00 2005 الإثنين 6 يونيو
الراية القطرية



--------------------------------------------------------------------------------


د. سعد الدين إبراهيم

[SIZE=6]رياض ترك هو مناضل سوري أشبه بالمناضل الأفريقي نلسون مانديلا، من حيث الصلابة وطول المدة التي قضاها في السجون 25 سنة .(f)(f)(f) وبينما اقتصر سجن مانديلا علي فقدان الحرية والمعاملة الخشنة في جنوب أفريقيا العنصرية، زاد عليها سجن رياض ترك بالتعذيب المبرح، الذي نتجت عنه عدة عاهات جسمانية مستديمة في سوريا البعثية في ظل حكم حافظ الأسد، ثم أثناء حكم ولده ووريثه بشار الأسد.

ولحسن حظ رياض ترك، وحظ المعجبين به في سوريا والعالم العربي، أنه احتفظ بقواه العقلية كاملة وبشجاعته المعنوية الصلبة رغم تقدم العمر وما أصاب جسمه نتيجة التعذيب. فما هي قصة رياض ترك، والصفر الاستعماري؟

بدأ رياض حياته السياسية عضواً في الحزب الشيوعي السوري، الذي أسسه خالد بكداش في أربعينيات القرن العشرين. ولكنه انشق وخرج ومعه مجموعة من الشباب بسبب إيمانه بعدم التناقض بين الماركسية والقومية العربية. أي أن رياض ترك كان ماركسياً عربياً .

وفي ذلك سار علي نهج عدد من الماركسيين العرب في مصر مثل خالد محيي الدين، وإبراهيم سعد الدين وإسماعيل صبري عبد الله، والمرحوم فؤاد مرسي، ورفعت السعيد، ومحمد سيد أحمد، وصلاح عيسي وآخرين. والماركسية بالنسبة لهم كانت رؤية لفهم المجتمع وعلاقات الإنتاج والصراع الطبقي وتحقيق العدالة. بينما العروبة هي هوية و انتماء وجودي.

وربما هذا الجمع المتناغم بين الماركسية والعروبة، مع الوضوح الأخلاقي، والصفاء الذهني، والصلابة السياسية، [SIZE=5]هي التي جعلت من رياض ترك نداً لحافظ الأسد وتهديداً لحزب البعث السوري الذي كانت شعاراته تتمركز حول الوحدة العربية والاشتراكية. ولكن مع بداية السبعينات كانت انتهازية حزب البعث سواء في سوريا أو العراق، قد بدأت تظهر صارخة للعيان، وخاصة بعد وصول جناحي الحزب في البلدين إلي السلطة، وعدم تحريكهما قيد أنملة علي طريق توحيد البلدين العربيين والمتجاورين. ولأن رياض ترك كان من أوائل من رأوا، وفضحوا هذه الانتهازية، وتنبأ بأنها ستؤدي إلي الاستبداد بشعبي البلدين، وخرابهما، ولأنه لم يقبل المساومة ولم يصمت طواعيه، فقد كان مصيره وراء القضبان، وحتي لا يسمع له صوت علي الاطلاق، أي لكي يصمت إجباراً. وطبعاً، كان النظام البعثي الحاكم في سوريا يتوقع موت رياض ترك في السجن كما حدث لمئات غيره ولكنهم لم يقتلوه كما قتلوا الآلاف من معارضي النظام، ربما لأنه مع الوقت الذي سجنوه فيه كان رياض ترك قد أصبح شخصية عامة معروفة في سوريا وفي الدوائر الاشتراكية العربية والعالمية، وكان قتله أو إخفاؤه من شأنه أن يحدث للنظام السوري من المشكلات والإحراجات أكثر مما يحل.

في كل الأحوال أفرج بشار الأسد، تحت ضغوط متصاعدة، عن رياض ترك بعد ربع قرن وراء القضبان. [SIZE=6]وظن النظام البعثي في سوريا أن رياض ترك قد تاب وأناب، وسيخلد للصمت والتمتع بالحرية بقية حياته، حيث أن الرجل في سبعينات العمر. وهذا بالمثل ما اعتقده النظام المباركي في حالتي!

تزامن الإفراج عن رياض ترك مع الغزو الأمريكي للعراق مارس 2003 . وتطلع عدد من الأنصار والمعجبين لرياض ليسمعوا منه حول هذا الحدث الجليل الذي أدانه القوميون العرب والماركسيون حول العالم، لا حباً أو تضامناً مع نظام صدام حسين، ولكن كراهية في أمريكا. ولكن كان لرياض ترك رأي آخر، أدهش الجميع وهو نظرية الصفر الاستعماري!

وتتلخص النظرية في المقولات التالية:

1 أن بلادنا العربية قد تعرضت في القرن الماضي لاستعمار خارجي بريطاني، أو فرنسي، أو إيطالي ، واستغل ذلك الاستعمار ثرواتنا، وأذل شعوبنا، ونهب مواردنا الطبيعية. كما قمع كل مقاومة وطنية هبت كمقاومته، أو نادت بالاستقلال. ويضرب رياض ترك مثلاً بالاستعمار الفرنسي لسوريا، الذي استمر ستة وعشرين عاماً، وحصد أرواح ثلاثة آلاف سوري خلال المواجهات العديدة مع القوي الوطنية. وألهمت إحدي هذه المواجهات أحمد شوقي، أمير الشعراء، الذي جبي فيها دمشق في بيتها الأشهر، وللحرية الحمراء باب، بكل يد مدرجة يدق. حصلت سوريا، شأن بقية الشقيقات العربيات علي استقلالها، وابتهج السوريون وبدأوا البناء من الصفر الاستعماري بعد زوال الاحتلال الأجنبي في منتصف الأربعينات.

2 ولكن سرعان ما قفزت مجموعات عسكرية إلي السلطة تحت ألوية وتبريرات مختلفة. من ذلك الانتقام من القوات الغازية بعد هزيمة 1948 في فلسطين. ومنها الوعد بتحقيق الوحدة العربية. ومنها بناء المجتمع الاشتراكي العادل. ومنها إنجاز التنمية الشاملة بسرعة.

3 ولكن السنوات مرت الواحدة تلو الأخري دون أن يتحقق أي من هذه الوعود. [SIZE=4]أنكي من ذلك أن شعوبنا اكتشفت أنها احتلت من جديد، وأن الاحتلال هذه المرة هو احتلال داخلي، فالعسكريون الذين استولوا علي السلطة استعانوا بالأهل والأقارب والأصدقاء لإحكام قبضتهم علي السلطة، وعلي قمع من يعارضون، والتنكيل بمن يحتجون، وسحق من يقاومون. وكان الاستعمار الداخلي في كل ذلك أكثر قسوة ودموية من الاستعمار الأجنبي. فإذا كان الاحتلال الفرنسي قد قتل ثلاثة آلاف سوري خلال 26 سنة 1918-1944 فإن الاحتلال الداخلي لحزب البعث قد قتل عشرة أمثال هذا العدد خلال ثلاثة أيام في مدينة واحدة هي حماه، عام 1981 وإذا كان الجنرال الفرنسي جور قد قتل ألفي سوري في معركة ميسلون الشهيرة فإن رفعت الأسد و سرايا الدفاع الحمراء كانت تفخر بأنها مثلت بمثل هذا العدد في ساعة واحدة صباح أحد الأيام قبل الإفطار.

4 أما عن النهب خلال عقود الاحتلال الداخلي فحدث ولا حرج. ويكفي، كما يضيف رياض ترك، أن موارد النفط السوري لم تدرج أبداً في ميزانية الدولة السورية، منذ اكتشافه وتصديره قبل عشرين عاماً. وحينما سأل أحد النواب وزير النفط السوري مؤخراً عن هذه المسألة، أجاب الوزير المسكين بأنه لا يعرف علي وجه الدقة ولكنه متأكد أن موارد النفط السوري في أيدٍ أمينة، أما الذي لم يجرؤ الوزير علي التصريح به هو أن مكتباً خاصاً في رياسة الجمهورية هو المسئول عن هذا الملف بعيداً عن ميزانية الدولة السورية. [SIZE=5]ويقال أن آل الأسد قد جنوا من هذا البند وحده أكثر من خمسة مليارات دولار أمريكي. وهذا المبلغ يزيد عدة مرات عن إجمالي ما نهبه الاحتلال الفرنسي خلال ربع قرن.

5 ويخلص رياض ترك إلي أن ما حدث للشعب العراقي علي أيدي صدام حسين وأسرته، وعشيرته من التكارتة نسبة إلي تكريت وحزب البعث، أي الاحتلال الداخلي يفوق الاحتلال الداخلي السوري عدة أمثال، سواء في عدد القتلي من أبناء الشعب العراقي، أو حجم النهب والفساد. لقد تخلص الشعبان السوري والعراقي من الاحتلال الأجنبي خلال ربع قرن، ولكن الشعبين يئسا من القدرة علي التخلص من الاحتلال الداخلي خلال ثلث قرن، هذا رغم أن أحوال الشعبين قد تدهورت عما كان عليه الحال صبيحة الاستقلال. فإذا كان الاستعمار قد تركنا عند نقطة الصلح قبل خمسين عاماً، فإن شعوبنا العربية هي الآن بعد الاحتلال الداخلي عند نقطة خمسين تحت الصفر. وأن ما حدث في العراق بعد الغزو الأمريكي، هو الصعود إلي نقطة الصفر الاستعماري من جديد. فمن الأسهل لشعوبنا أن تقاوم الاحتلال الخارجي من أن تنقلب علي الاحتلال الداخلي.

والله أعلم

*كاتب مصري

06-07-2005, 12:10 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
حوار مع رياض الترك: البعث لم يحكم ورفعت الأسد غير مرحب به - بواسطة بسام الخوري - 06-07-2005, 12:10 AM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
Lightbulb قيادة حزب البعث العربي الأشتراكي في القطر السوري - بيــان حــول احــداث القصيــر زحل بن شمسين 0 436 06-11-2013, 06:35 AM
آخر رد: زحل بن شمسين
  موضوع : غير المسلم في القرآن + حوار مع الاخت "سوسنة الكنانة" حول الموضوع .. الــورّاق 0 593 04-18-2013, 10:35 AM
آخر رد: الــورّاق
  حوار حول شعار الإسلام هو الحل فارس اللواء 0 800 10-04-2012, 11:35 AM
آخر رد: فارس اللواء
  حوار مع نارام سرجون فارس اللواء 1 889 05-24-2012, 06:01 PM
آخر رد: فارس اللواء
  حوار الطرشان السيد مهدي الحسيني 0 1,370 03-12-2012, 03:47 AM
آخر رد: السيد مهدي الحسيني

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS