حين وجدوا تشابهاً بين سورة الختيار والقرآن.. قالوا: ختيارٌ مفلس..وشجرة مفلسة.
ومتعوا أعيننا بقوائم التناص الطويلة وأبدعوا وعلمنا كم هم حفظة لكتاب الله.
لكن.. حين وجدوا تناصاً بين القرآن وكلام الشعراء من قبله، ماذا فعلوا؟؟
جاءنا القيد ليختار من قائمة التناص آية واحدة أعجبته كثيراً، وهى من أقوى مظاهر التناص في سورة الشجرة، فقال:

اقتباس:يا زميلي الختيار العزيز . .

هل تريد أن تقول بأن القرآن يشبه هذه التعبيرات التي نقلتها مثل شبه سورتك بالقرآن . .!

يا عزيزي هناك فرق بين الانتحال والإنشاء خلتك تدركه ولكني الآن بدأت أشك . .


هل تقارن


اقتباس:

فَاتَّبَعُوهُ حِيناً مِنَ الْدَّهْرِ وَأَقَامُوا الْصَّلاةَ وَ آتُوا الْزَّكَاةَ وَ رَكَعُوا مَعَ الْرَّاكِعِينَ (21)

وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين 0 ( البقرة 43 ) ..



بِــ


اقتباس:

قال زهير بن أبي سلمى ت 14 ق.هـ . :
ألا لا أرى على الحوادثِ باقياً *** و لا خالداً إلا الجبال الرواسيا
وصف الجبال بأنها راسية ، و القرآن وصف الجبال قي أكثر من آية بأنها راسية:
"وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ " الرعد 3 ، كذلك استعمل ذات العبير في وصف الجبال في الحجر 19 / النحل 15 / الأنبياء 31
فليمنحوا زهير بن أبي سلمى حزام الإعجاز الذهبي لأسبقيته للقرآن في مسألة الجبال رواسيَ .



هل بدأت توم آند جيري . .

خذ تزود يا عزيزي بهاته الدلائل على بطلان القرآن

يقول امرؤ القيس . .

فقالت يمين الله مالك حيلة
------- وما إن أرى عنك الغواية تنجلي

وفي سورة يوسف: {قالت امرأة العزيز الآن حصحص الحق}

سجل أسبقية امرؤ القيس بقوله قالت وأعطه حزام الإعجاز الذهبي


ويقول النابغة . .

فإنك كالليل الذي هو مدركي
-------- وإن خلت أن المنتأى عنك واسع

وقد طابق تعبير القرآن قول النابغة حرفياً حينما قال {أينما تكونوا يدرككم الموت} ولكن بدل النعمان بن المنذر وضع الموت.

ويقول النابغة . .

كليني لهم يا أميمة ناصب
-------- وليل أقاسيه بطيء الكواكب

وقد طابقه القرآن حينما قال {عاملة ناصبة}

وخذ هذه القنبلة التي ستفجر القرآن

يقول زيد بن عمرو بن نفيل . .

وأسلمت وجهي لمن أسلمت
------ له الريح تحمل سحباً ثقالاً
إذا هي سيقت إلى بلدة
------ أجابت فصبت عليها سجالا

عزيزي القيد..
أتفق معك في أن هناك مبالغة في بعض الأبيات التي ساقها الختيار.. لكن ياعزيزي
هل لك أن تقارن بين ما رآه العميد تناصاً، وبين مارآه الختيار تناصاً؟؟؟

مختار من القائمة "العميدية" :

اقتباس:وَ تَرَبَّصُوا بِهِ عِنْدَ الْشَّجَرَةِ الْمُبَارَكَةِ وَ قَالُوا جِئْنَاكَ طَائِعِينَ (33)

كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة . ( النور 35 ) .


فَأَنْزَلْنَا مَلاَئِكَةً مُسَوَّمِينَ يَحْرُسُونَهُمْ فِي الْلَّيْلِ وَ الْنَّهَارِ فَلاَ تَخَافُوا عَلَيْهِمْ وَ أَطِيعُونِِ (27)

بخمسة آلاف من الملائكة مسومين ( آلعمران 125 ) .


فَغِيضَ الْمَاءُ إِلَى بَطْنِ الأَرْضِ لَعَلَّهُمْ يُؤْمِنُونَ (13)
وغيض الماء وقضي الأمر ( هود 44 ) .

فَفَجَّرْنَا مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِم مَاءًا حَتّى بَلَغَ الْحَنَاجِرَ فَقَالوُا هذا سِحْرٌ مَكِينٌ (10)

وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا ( الاحزاب 10 )
فَكَذّبُوُهُ وَ قَالُوا إِنْ أَنْتَ إِلاَّ كَاهِنٌ مَجْنُونٌ (8)

فذكر فما أنت بنعمة ربك بكاهن ولا مجنون ( الطور 2 ) .

سُنَّةُ اللهِ مُذْ كَانَ عَرْشُهُ عَلَى المَاءِ فَرِيقٌ إِلَى جَهَنَّمَ وَ فَرِيقٌ إِلَى الْجَنَّةِ مُكْرَمِينَ (6)

سُنَّةَ اللهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ . ( الاحزاب 62 ) .


وَ فَرِيقاً صَدَّ عَنْ الهُدَى فَأَزَلَّهُمْ الشَّيْطَانُ تِلْكَ مَشِيئَةُ اللهِ رَبِّ العَالَمِينِ (4)

فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه ( البقرة 36 ) .


وَ أَوْحَى إِلَى فَرِيقٍ مِنَ النَّاسِ لِيُؤْمِنُوا بِاللهِ وَ رَسُولِهِ وَ مَلاَئِكَتِهِ وَ مَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ (3)

وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيون من ربهم ( البقرة 136 ) .

جَعَلَ الْقَلَمَ سُنَّةً لِلْعَالَمِينَ (2)
وجعل القمر


إذاً عزيزي القيد كما تلاحظ فقد اعتبر العميد التشابه في كلمتين تناصاً.. بل تحمس في ذلك حتى اعتبر أن هناك تناصاً في حرف عطف+كلمة:
وجَعَلَ الْقَلَمَ سُنَّةً لِلْعَالَمِينَ (2)
وجعل القمر فيهن نورا . ( نوح 16 )


والآن ياعزيزي العزيز.. سأختار لك من أبيات ابن نفيل ثم من الأبيات التي ساقها الختيار:
وأسلمت وجهي لمن أسلمت
-------- له الأرض تحمل صخراً ثقالا


فَإنْ حَآجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُل لِّلَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ وَالأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُواْ فَقَدِ اهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ
آل عمران-20

دحاها فلما استوت شدها
-------- سواءً وأرسى عليها الجبالا

وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا
النازعات-30

وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْزُونٍ


إذا هي سيقت إلى بلدة
-------- أجابت فصبت عليها سجالا

وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا كَذَلِكَ النُّشُورُ
فاطر-9

وأسلمت وجهي لمن أسلمت
-------- له الريح تصرف حالاً فحالا

وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاء مِن رِّزْقٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ آيَاتٌ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ

فما رأيك حبيبي؟؟؟ والآن أقتبس من الختيار:

[QUOTE]
يقول طرفة بن العبد ت 70 ق.هـ. :
فلو شاء ربي كنت قيس بن خالد ولو شاء ربي كنت عمرو بن مرثد

" وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ " البقرة 20

" وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكُوا " الأنعام 107

يقول طرفة بن العبد ت 70 ق.هـ. :
لعمرك ما أمري عليّ بغمةٍ *** نهاري و لا ليلي عليّ بسرمدِ

وصف الليل و النهار بأنه سرمدي أي دائم، و القرآن استخدم نفس التعبير واصفاً الليل و النهار أيضاً حين قال :
" قل أرأيتم ان جعل الله عليكم الليل سرمدا ... / قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا ... " القصص 71/72

يقول عنترة العبسي ت 22 ق.هـ. :
و إذا ما الأرض صارت وردةً مثل الدهان
و القرآن يستعمل ذات التشبيه بحرفيته فيقول :
"فإذا انشقت السماء فكانت وردةً كالدهان" الرحمن 37

بل وتستنكر على الختيار في إيراده وصف الجبال بالرواسي كنوع من الإقتباس القرآني!!
عزيزي..الشاعر الجاهلي وصف الجبال بأنها رواسي،
وجاء القرآن واستخدم ذات التعبير، فرأيتم فيه قمة البلاغة ورأيتم فيه قمة الإعجاز العلمي، ومع ذلك لم تجد حرجاً في أن القرآن أخذ كل هذا الإعجاز اللغوي والعلمي من قول بشر جاهلي مسكين!! بل هذا التناص أجده أقوى بكثير من كثير من حالات التناص في القائمة العميدية، فالكثير من التناص في سورة الشجرة هو تناص في تراكيب عادية لاتحمل تلك الصورة أو البلاغة أو "الإعجاز العلمي"!!
خذ هذه الأمثلة التقليدية من القائمة العميدية:

[QUOTE] ) .
فَقَالُوا إِنَّا قَوْمٌ نَجُوعُ فَأَشْبِعْنَا أَبَدَ الدَّهْرِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِين (15)

فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين ، ( الاعراف 70 ) .

وَاذْكُرْ فِي الكِتَابِ ذَا الهِمَّةِ إِذْ أَرْسَلْنَاهُ إِلى بَني إِسْرَائيِلَ وَ أَيَّدْناهُ بِذِكْرٍ مُبِينٍ (7)

واذكر في الكتاب إبراهيم . ( مريم 41 ) .
واذكر في الكتاب موسى . ( مريم 51

وَ مَا تَبِعَهُ مِنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلٌ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (32)

وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ( التغابن الآية 16 ) .


وَأَحَاطَهُمْ غَضَبٌ مِن اللهِ فَكَتَبْنَا عَلَيْهِم الْتِّيهَ فِي الأَرْضِ وَ كَتَمْنَا عَلَى أَفْوَاهِهِم وَ عُيُونِهِم وَ قَطَعْنَا نَسْلَهُم إِلاَّ فِئَةً قَلِيلَةً لِتَكُونَ شَاهِدَةً عَلَى سَخَطِ اللهَ وَ فِي ذَلِكَ عِبْرَةٌ لِكُلِّ جَاحِدٍ أَثِيمٍ (36)

ويل لكل أفاك أثيم ( الجاثية 7 ) .

وَ أَوْحَى إِلَى فَرِيقٍ مِنَ النَّاسِ لِيُؤْمِنُوا بِاللهِ وَ رَسُولِهِ وَ مَلاَئِكَتِهِ وَ مَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ (3)

وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيون من ربهم ( البقرة 136 ) .


يَا أَيُّهَا الْنَّاسُ اذْكُرُوا يَوْمَ تَقُومُونَ مِنَ الأَجْدَاثِ تَجُرُّونَ خَطَايَاكُمْ لاَ يَخْفَى مِنْكُمْ قَوْلٌ وَ لاَ فِعْلٌ وَ لاَ خَاطِرٌ وَعَلَيْنَا تُعْرَضُونَ (37)

يا أيها الناس اذكروا نعمة الله عليكم . ( فاطر 3 ) .

وَ أَمَّا مَنْ سَقَطَ السَّقْطَةَ الْكُبْرَى فَأُولَئِكَ يُجَرُّونَ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَ آَذَانِهِمْ وَ عُيُونِهِمْ وَ أَيْدِيهِمْ وَ أَرْجُلِهِمْ وَ فُرُوجِهِمْ عَلَى بَلاَطِ جَهَنَّمَ يَغْلِي رُؤُوسَهُمْ وَ يُقَالُ لَهُمْ هَذَا مَا كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَهْزِئُونَ (39)

وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون ( النحل 34 ) .


وَ اجْتَمَعُوا عَلَى الْفَاحِشَةِ كَمَا يَجْتَمِعُ الْذُّبَابُ عَلَى جِيفَةٍ مُنْتِنَةٍ أُولَئِكَ حَطَبُ جَهَنَّمَ وَ أُولَئِكَ هُمْ الْخَاسِرُونَ (43)

حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك هم الخاسرون

فهل تقارن مثل هذه التراكيب العادية بسرقة القرآن لتلك الصورة البلاغية والفنية والإعجازية والمتمثلة في وصف الجبال بأنها "رواسي"؟؟؟؟
وأن تقارن بهذه والتي - أيضاً ياللمفارقة- تحتوي على إعجاز علمي!!!!!
يقول عنترة العبسي ت 22 ق.هـ. :
و إذا ما الأرض صارت وردةً مثل الدهان
و القرآن يستعمل ذات التشبيه بحرفيته فيقول :
"فإذا انشقت السماء فكانت وردةً كالدهان" الرحمن 37



(أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوبٍ أقفالها)


في النهاية دعنا نفهم منك.. متى ترى التناص تناصاً؟؟؟
هل هو فقط حين يكون في أكثر من كلمتين أو ثلاث كلمات؟؟؟
أم جملة كاملة مثل تلك التي أوردتها عن الختيار؟؟ (أقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين)
وإن كان كذلك رأيك لماذا لم نسمع إعتراضك على العميد في أنه بالغ في إيجاد التناص وأصاب في بعض وأخطأ في بعض؟؟؟
أهذه هى الأمانة العلمية؟؟؟
العميد يسرح ويمرح في قائمته "العميدية" وهنا تأتي وتعيب على الختيار ذات ماعابه العميد على سورة الشجرة؟؟؟؟؟

سلم على الأمانة حبيبي..
أما أمانتي فإنها تقتضي مني أن أقر بأن التناص في سورة الشجرة كثير لدرجة لا أستسيغها..
هذه وجهة نظري.. التناص مقبول إن كان قليلاً.
هذا من الإنسان.. أما أن يكون التناص من الله نفسه!!!!
فهذه تعني الكثير.. لمن له عقلٌ .

تحياتي