هناك مسألة تهمني و هي التي ألمح إليها العزيز ابراهيم من أن عملية خلق الفأرة حدثت من غير كن فيكون .

صراحة هنا أتساءل ، و هل عملية خلق الانسان ، س أو ص من الناس تمت من خلال كن فيكون ؟؟؟؟ أم تمت من خلال تسلسل فيزيولوجي بيولوجي كيميولوجي و غيره مرهون بقوانين كامنة في الطبيعة ؟؟؟؟

هذا لا يسمى خلقاً بالمعنى الديني أو الاصطلاحي للكلمة ، فكلمة الخلق تعني "الإيجاد من العدم" ، أي أنه خلق الشيء من العدم و أوجد فيه قوانينه التي كمنها فيه ، أما ما يحدث الآن من (خلق) لفئران كما سماه العزيز ابراهيم فهو تحوير و تغيير لما منحته الطبيعة من قوانين للأشياء ، و اكتشاف لقوانين جديدة .

الخلق بكلمة أخرى ، هي خلق القوانين و ليس اكتشافها و استعمالها .

و من هنا فلا يمكن أن نعطي هذا الموضوع قيمةً دينية ، لأن ما يحدث فيه هو مجرد تحوير مرهون بقوانين كامنة في المادة ، أما الخلق الذي تقول فيه الأديان فهو مسألة البدء ، خلق الأشياء من العدم .

فمثلاً تحول النطفة إلى مضغة إلى علقة إلى جنين هو تحوير و ليس خلقاً من نوع (كن فيكون) ، و إن كان سُمّي في بعض الحالات خلقاً ، لكن هذا يشبه قول أحدهم "أكفرت بالذي خلقك من تراب" الكهف ؟؟؟ نعم هنا يسمى الإنسان حسب المفهوم الديني مخلوقاً كحصيلة نهائية ، لكنه في الواقع لم يُخلَق من تراب ، بل من أب و أم ، تسلسلا إلى شخص واحد هو آدم تم خلقه من تراب ، و الذي يمنح آدم صفة الخلق هو النسمة الإلهية التي نفحه إياها الله حسب القصص الدينية ، لأن التراب حسب قوانين الطبيعة الكامنة فيه لا يمكن أن يعطي إنساناً ، على الأقل حسب ما هو معروف حتى اليوم-فيما أعلم- من قوانين .


تحياتي للجميع