الزميل العزيز Thunder75

موضوع شهادة السيد محمد باقر الصدر هو ليس موضوع بحثنا، وهو أمر خلافي على اية حال.
فكما قررت أنت سابقا أن صدام هو الرئيس الشرعي للعراق، أو أن المقاومة في العراقية هي بعثية، ولم نناقشك في هذه الحقائق اللاموضوعية مع قولنا بعكسها تماما، كذلك نقول أن السيد محمد باقر الصدر، والشيخ عبدالعزيز البدري شهداء قضوا على يدي جلاوزة صدام وهو غاصب للسلطة لا شرعية له، لا وضعية ولا شرعية. وهو أولا واخيرا ليس موضوعنا، على عكس تعليقك الثاني والذي هو يدخل في عمق البحث.


تعليقك الثاني بنفي وجود الفلسفة الإسلامية والاقتصاد الإسلامي، وبجعل المعرفة عالمية، إنما هو يدخل ضمن الخلط الشائع بين أنواع المعارف التي يتوصل إليها الإنسان.

ذلك أن المعارف منها ما يبحث في مادة الكون، وتكون أدوات بحثه التجربة والملاحظة والاستنتاج، ومثل هذه المعارف المسماة اصطلاحا بالعلوم هي عامة، وغير خاضعة لوجهات نظر، وهي بطبعها عابرة للقارات والثقافات والحضارات ويقتبسها الخصم من خصيمه دونما نظر إلى عقيدته وأيدولوجيته ومذهبه... ومنها علوم الرياضيات والكيمياء والأحياء والفيزياء والجيولوجيا، إلخ....
وهناك من المعارف ما يبحث في سلوك الإنسان وأصول تنظيم حياته، وتكون أدوات بحثها الإخبار والتلقي والاستنباط، وذلك لاستحالة إخضاع سلوك البشر أخلاقيا وواقعيا للتجارب.
ومثل هذه المعارف تكون متأثرة بوجهة النظر المسبقة عن الحياة والإنسان، وتميل معها وتذهب مذهبها.
من أجل ذلك تجد هناك اقتصاد إسلامي، وإقتصاد رأسمالي، وإقتصاد إشتراكي، وتجد هناك منظومة أخلاق إسلامية، ومنظومة أخلاق مسيحية، ومنظومة أخلاق يهودية، ومنظومة أخلاق ذرائعية، وتجد هناك نظاما إجتماعيا إسلاميا، وآخر يهوديا، وثالث هندوسيا، ورابع تبتيا، وغيره شيوعيا أو عالمانيا أو فاشستيا.
وتجد أيضا نظام حكم دكتاتوري، وعالماني وديمقراطي وشيوعي وثيوقراطي وارستوقراطي وإسلامي، وغيره.
وليس تسمية المعرفة بالإسلامية أو بغيرها بصفة ذم ولا مدح، بل هي صفة لوجهة النظر عن الحياة، والزاوية التي ينطلق منها اصل البحث. بغض النظر عن مدى صحة تلك الفكرة من عدمها.

كمثال عن الخلط بين العلوم والثقافات، يحضرني هنا مثال عن التقدم العلمي الذي يكاد يكون متشابها بين الاتحاد السوفيتي وأمريكا في ستينات القرن الماضي، على التباين الثقافي بينهما في نفس الوقت.
وكذلك المستوى التقني السائد بين دولة فارس ودولة الروم ودولة الخلفاء الراشدين، مع تباين الثقافات المشكلة لأذواق المجتمع بين الثلاثة مجتمعات.

المعرفة المبنية على وجهة النظر عن الحياة والمتعلقة بالسلوك الانساني تكون دائما دينية ومناطقية وايدولوجية ومذهبية، وذلك لاستحالة جمع البشر على وجهة نظر موحدة عن الحياة.
أما المعرفة التي لا علاقة لها بوجهة النظر عن الحياة، والمتعلقة بمادة الكون، فهذه عامة للناس كافة، ولا تنسب لأيدولوجيا بعينها.