الزميل محارب النور،

نحن لا يعنينا محاكمة السيد محمد باقر الصدر فيما قد أحب أن يتبناه من موضوع الإمام الغائب. بل موضوعنا يتلخص في عرض كتابه والحوار مع الأفكار التي يحتويها دون خوض في ذات الرجل.

يعني ذلك لن نقول عنه أنه رجل ما جاد الزمان بمثله، وعقمت النساء أن تأتي له بنظير وغير ذلك من الغلو، ولن نقول أنه رجل إسلاموي منغلق مذهبي رافضي، وعير ذلك من التشنيعات واللمز المعتمد على قوالب جاهزة.

نحن يعنينا كتاب فلسفتنا هنا، أما إن أردت أن تكتب سيرة حياة السيد، ورأي معلميك به، ورأيه بمعلميك، والنقاش حول شيعية الرجل وإسلاميته، فأرجو أن تعذرني زميلي العزيز، فقد فتحت شريطي هذا لأمر آخر.

وكذا الأمر إن أردت أن تناقش حقيقة المهدي ومن هو، فإني أقترح عليك أن تفتح شريطا لذلك في ساحة الأديان.

وأنبه أيضا أن السيد محمد باقر الصدر، وإن قال عنه البعض أنه شيعي، فأنا أعتبره هنا في هذا الشريط وفي مناقشة موضوع فلسفتنا مفكرا إسلاميا، ولن أعبأ بحقيقة تعبد الرجل لله على المذهب الجعفري لأن هذا الأمر لا يعنيني، ومن حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه.

ختاما زميلي العزيز محارب النور، اعذرني على بعض القسوة عليك، لكن أن أقسو على زميل عزيز أو أكثر، أحب إلي من حرف الموضوع عن مساره فيما لا طائل من ورائه، ولا مندوحة من نقاشه، وبتضييع الوقت في الركض وراء الرموز البشرية، الحية منها والميتة، وفي القيل والقال، وكثرة السؤال، وكان وسيكون، وأدري وما أدري، والهبر وما الهبر....

وشكرا للمشاركة!