أوريجانوس
عضو فعّال
  
المشاركات: 189
الانضمام: May 2005
|
خلاف بين الأرثوذكس والكاثوليك حول جسد القديس مرقس ينتهي بتقسيمه بينهم
اقتباس: العميد كتب/كتبت
السؤال الذي يطرح نفسه هو ، كيف تقبلت نفوسهم ( الكاثوليك والأرثوذكس ) تقسيم جسد القديس مرقس ؟؟؟
ما هي الطريقة التي قسموه بها ، هل قسّموه بالسكين أم كيف ؟؟؟
أليس للأموات عامة ولمرقس خاصة حرمة حتى يقطع من أجل حلّ خلاف ؟؟؟
أم أن هذا الأمر غير صحيح ، والموضع مكذوب من أصله ؟؟؟
نرجوا التوضيح من الزملاء النصارى . هCOL]
ولماذا النصارى فقط يا أخي الكريم؟ لا أعتقد أنه أمر عقائدي بقدر ما هو تاريخي.
في البدء أحب التوضيح، فلم يتم تقطيع جسد مرقس الرسول كما تبادر بذهنك يا أخي الكريم، فهو إستشهد مقطوع الرأس مهشم العظام. وستجد هذه الفقرة عن طريقة إعدامه، في نفس الموقع:
فقبضوا عليه وربطوه بحبل فى خيل وأطلقوا الخيل تجرى فى شوارع المدينة فتمزق جسمه وتهرأ جسمه وتهشمت عظامة وقطعوا راسه ووضعوا حطباً ووضعوا عليه جثمانه وأوقدوا النار ولكن السماء أمطرت مطراً غزيراً فذهب كل واحد إلى بيته وأطفات النيران المشتعلة وجاء المسيحيين وأخذوا جسده
http://www.coptichistory.org/new_page_373.htm
حول ما ورد بالمقال، فأعتقد أن معظمه صحيح وإن كان يحتاج بعض الضبط والترتيب. فهناك أحداث تسبق أحداث تعيق الفهم المتناسق. كما أن مسميات "كاثوليك" / "أرثوذكس" الموجودة بعنوانك، هي مسميات تالية لأحداث الجثمان، فالخلاف كان بين الأقباط والملكيين، ثم تطور إلى: الخلقدونيين / لا خلقدونيين، أما مسميات كاثوليك وأرثوذكس فهي في العصر الحديث وقت عودة الجسد لمصر. سأوضح بما لدي بغض النظر عن المقال وترتيبه أو أسلوبه.
بعد طريقة الإعدام السابق ذكرها، تم بناء كنيسة كبري بالأسكندرية وبها جسد مار مرقس كاملاً. وفى السنة 360 لدقلديانس، ومن بعد أن ملك عمرو بن العاص بثلاث سنين ( تقابل هذه التواريخ عام 644م ) إستولى المسلمون على مدينة الأسكندرية، وأحرقوا كنائساً كثيرة، ومنها كنيسة مار مرقس التي كانت مبنية عند البحر، وجسده موضوع فيها. ومن هذا المكان، كانت أفواج المسلمين تبحر بمراكب لغزو ليبيا من البحر. ومن وقتها تمت تسمية هذه الكنيسة "الكنيسة التي تحت الأرض"
تزامن مع هذه الأحداث، أن دخل رئيس أحد مراكب الدوق "سانوتيوس" المسيحي إلي انقاض الكنيسة، وأتي إلى التابوت. فوجد الثياب قد أُخذت لأن المسلمين ظنوا أن في التابوت مالاً، فلما لم يجدوا، فأخذوا الثياب من علي الجسد الميت ! وبقيت عظامه في التابوت ولكنه وجدها بدون رأس. فلما بحث في الأنقاض، وجد رأس القديس، فخبأها في قطعة قماشية، وأخذها وعاد إلى مركبه سراً دون أن يعلم أحد.
وعندما حاولوا الإبحار. توقف ذلك المركب بعكس المراكب الأخري. فأرسلوا في طلب الدوق "سانوتيوس" الذي كان راكباً في مركب الأمير "عمرو"، لأنهم ظنوا أنه قد وحل وحاولوا سحبه ففشلوا. فأتي الدوق، وأمرهم بتغيير الإتجاه ( نحو الأسكندرية ) فجرى مثل السهم. وعندما حاولوا الإستدارة، رفض المركب التحرك مرة أخرى. وتكرر هذا الأمر ثلاث دفعات.
وهنا خاف رئيس المركب الذي كان قد أخذ الرأس، فطرح نفسه عند قدمي الدوق وإعترف بما فعل. فأرسل الدوق في طلب البابا "بنيامين" فجاء ومعه جمع من الكهنة إلى البحر. وفى الوقت الذي أخذ فيه البابا رأس القديس، أقلع المركب إقلاعاً مستقيما. فتبرع وقتها الدوق "سانوتيوس" للبطرك مالاً كثيراً ليبني كنيسة جديدة على اسم القديس مرقس. والرأس من وقتها وحتى الآن مازال بالكنيسة المرقسية بالأسكندرية.
هذا بخصوص الأحداث التي أدت إلى إفتراق الرأس، ولمزيد من التفاصيل يمكنك الرجوع للمصدر.
المصدر: "تاريخ البطاركة" لساويرس بن المقفع( والأحداث السابقة ستجدها صفحة 494. )
لإستكمال بقية القصة، نقفز إلى فترة الخلاف الخلقيدوني عام 451م الذي سجله لنا المؤرخ "أبو المكارم"
قال أبو المكارم:"
نقفز مرة أخري لقطعة أثرية تصف ظروف أخذ أهل البندقية للجسد وذلك لمزيد من التوضيح، هذا نصها:
" الإمبراطور آمون الأرمني ( 813 - 820 م ) منع رعيّته من التعامل التجاري مع الأسكندرية نظراً لإحتلالها من المسلمين أعداء اليونانيين واللاتينيين، ومع ذلك فبعض التجار البندقيين إضطرتهم ظروف العواصف والرياح للتوقف بالأسكندرية لبعض الوقت.
في ذلك الحين، عزم سلطان مصر على تشييد قصر فخم له، فأمر برفع العمدان وألواح الرخام التي في الكنائس ( ! ) ليقيمها في هذا القصر. لذا فقد هدمت كنيسة مار مرقس وأخذت أعمدتها واحجار الرخام الموضوعة حول قبر مرقس الرسول وأرسلت إلى مصر.
وفي هذا الأثناء، فكّر التجار البندقيون المتواجدين مصادفة في أخذ الجسد بقولهم: "أن رفاته ستحفظ في بلد مسيحي وتكون موضع إحترام وليس كما يحدث معكم من المسلمين"، وقد إقتنع الحراس المسيحيون بهذه الوعود، وسلموا بقايه إلى هؤلاء التجار، ووضعوا جثمان قس متوفي مكانها حتي لا يعلم أحد. فأقلع التجار البندقيون برفات القديس إلى إيطاليا، ولكي يخلصوها من الحرس المسلمين على البحر، وضعوا فوق الصندوق قطعاً من لحم الخنزير.
ولما وصلوا إلى البندقية، أعطوا الرفات لحاكم المدينة الذي وضعها في قصره ريثما يتمكن من تشييد كنيسة تليق بهذا القديس العظيم."
المصدر: Evetts الصفحات من 460 إلى 574
كما ذكرت أيضاً في: "تاريخ الكنيسة القبطية" للقمص منسى صفحة 477 في ذكر أيام البابا يعقوب المقاري.
بقية المقال الذي يصف عودة الرفات سليم ولا يحتاج توضيحاً.
أرجو أن أكون قد ساهمت في إجابة يا أخي، وشكراً لك.
|
|
06-09-2005, 11:03 AM |
|
{myadvertisements[zone_3]}