اخى الفاضل :اسماعيل احمد

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اسمح لى بالتعليق المتواضع على بعض ما تفضلتم به فى مداخلتكم الاخيرة مع كامل احترامى و تقديرى لرايكم .

اولا:
تفضلتم بالقول :
......................
بدأت مع بداية الثورة الخمينية بما عرف بتصدير الثورة، وكانت مطارقها تتعرض لدول الخليج، وحاولت مرارا أن تزعزع الأمن فيها خاصة في مواسم الحج ومظاهرات ما أسموه (البراءة من المشركين) في اليوم الثامن من ذي الحجة في كل عام وبرعاية ممثل مرشد الثورة شخصيا!
................
الجواب:
الثورة يا سيدى اسلامية و ليست خمينية .
فالثورة كانت من اجل الاسلام و ليس من اجل الامام الخمينى قدس الله سره .
انما تولى القيادة الامام الخمينى قدس الله سره .
و لا يخفى عليكم انه لم يكن القائد الوحيد لها بل شارك بذلك مئات علماء الدين , و كل له دوره الشرعى , صغر او كبر .
الثورة الاسلامية لم تتعرض لدول الخليج و لم تحاول ان تزعزع الامن فى هذه الدول .
فبالنسبة للحج :
فان البراءة من المشركين هى احدى شعائر الحج فى المذهب الشيعى .
و لا ادرى يا اخى الفاضل
بماذا يزعج الحجاج الغير شيعة او حكومة السعودية البراءة من المشركين ؟؟؟

ثانيا :
تفضلت بالقول :
.......................

ورأيتها فيما بعد في السودان حين حاولوا استغلال حاجته بالتمكين لثورتهم فيه، غير أن السودانيين الذين كانوا يراهنون على المعونة الاقتصادية قطعوا حبال الوصل بعد أن تبين لهم أن مهمة حرس الثورة نشر الكتيبات التعريفية بالثورة الخمينية والتشيع أكثر من إرادتهم نجدة أخيهم المسلم في السودان!
...................
الجواب:
اذا كان السودانيون او اى مسلم يراهن على المعونة الاقتصادية
فانصحه كاخ مسلم يخلص النصيحة ان يجعل رهانه على السعودية و التنظيمات و المؤسسات الوهابية و لا يعتمد فى ذلك على الشيعة او ايران
لانها لا تتبع فى نشر التشيع اسلوب المعونات الاقتصادية و المادية .
و صدقنى يا اخى ان هذه نصيحتى كانت لبعض الاخوان الذين اعتنقوا الاسلام و تلقوا دعوات للدراسة من السعودية و من ايران فى ذات الوقت و طلبوا نصيحتى .
اما من يراهن على المعونات الروحانية و الدعم الجهادى الصحيح فبامكانه ان يراهن بكل قوة على ايران الاسلامية
اخى الفاضل
السودانيون اذكى من ان يعتمدوا على ايران اقتصاديا و خصوصا فى تلك الفترة اذ كانت ايران بحاجة الى معونة اقتصادية , اذ ان الامريكيين فرضوا عليها حصارا استطاع الرئيس المخضرم الشيخ رفسنجانى ان يخترقه باقامة علاقات مع الاتحاد الاوروبى و دول اسيا الوسطى و روسيا و غيرها ...
السودانيون فى الواقع وجدوا انفسهم فى عزلة اذ قفز الاسلاميون الى الحكم
فمصر اوقفت دعمها العسكرى و ليبيا ايضا و العراق .
و على الاخص مصر .
و اشتد التمرد فى الجنوب
و اتحدت خمس دول افريقية مع المتمردين و لهم حدود مع السودان .
السودان فى الواقع اراد حليفا عسكريا و ليس اقتصاديا .
لان الدعم الاقتصادى للسودان هو فى الواقع من دول مجلس التعاون الخليجى و حسب معلوماتى فهم لم يقصروا من هذه الناحية و خصوصا الكويت و السعودية .
و بالفعل
هاجمت خمسة دول افريقية السودان بالتحالف مع المتمردين الجنوبيين و كان تحالف شيطانى بكل معنى الكلمة و توقيته مناسب جدا و كادت الحكومة الاسلامية هناك تكون فى خبر كان .
و فجاة
جسر جوى من ايران الى السودان و طائرات حربية ايرانية تقصف مواقع المتمردين و وصلتنى معلومات من سودانيين فى الجانب المتمرد ان الايرانيين استخدموا ضد الحلف الشيطانى اسلحة كيميائية لانقاذ الوضع المتازم و ترجيح الكفة لصالح الحكومة الاسلامية فى السودان .
و اذكر يومها ان الجانب المؤيد للمتمردين كان يشتم ايران الاسلامية و يصيح شبابها بكلمات نابية طبعا لن اذكرها :
ما دخل ايران الشيعة بسودان السنة .
اخى العزيز :
ايران الاسلامية يهمها دعم اى نظام اسلامى فى العالم و تثبيت اركانه بغض النظر عن المذهب .

لانه سيكون نقاط التقائه مع الجمهورية الاسلامية اكثر بكثير من اى نظام اخر فى العالم .و هذا امر طبيعى
فعدا ان الاسلام يامرنا بذلك فان المصلحة المشتركة تدعو الى ذلك و العقل .
و هذا واجب شرعى
و الواجب الشرعى يوجه اى حكومة يقودها علماء الدين .
ايران الاسلامية تدعم حماس و الجهاد الاسلامى منذ سنين طويلة بل ان مقرهما فى طهران و لم نر ان ايران تحاول فرض التشيع على هذه الحركات .
و كذلك فى البوسنة و الهرسك
ايران الاسلامية اخترقت حظر التسليح الدولى و سلحت البوسنيين السنة بل ساندتهم بحرس الثورة و لم تعمل على نشر التشيع .
بالرغم من ان نشر المذهب ليس جريمة نتهم بها
اذ ان كل انسان مسلم من حقه نشر مذهبه و يكون كاذبا ان ادعى انه لا يتمنى انتشار مذهبه فى العالم
و لكن الجريمة هى كيف ينشر هذا المذهب
لو استغلت ايران مشكلة السودان الاقتصادية و دعمتها اقتصاديا مقابل تاثير مذهبى لكانت هذه جريمة
و لكنك شخصيا برات ايران من هذه التهمة فى اكثر من مداخلة
لو استغلت ايران حركة حماس و حاجتها الى مقر بعد اغلاق مقراتها فى الدول العربية كافة
و فرضت مقابل مساعداتها تاثيرا مذهبيا
لاعتبرنا ذلك جريمة و استغلالا
و لكن استحلفك بالله يا اخى و لا انتظر منك جوابا بل اجب نفسك لنفسك
اليس هذا هو اسلوب نشر الحركة الوهابية فى العالم الاسلامى ؟؟؟؟؟؟

ثالثا:
تفضلت بالقول :
....................
وما كنت لأعتب لو أن إيران تسمح في جمهوريتها للنشاط السني كما تسمح لنفسها نشر مذهبها في بلاد سنية أعوزتها الفاقة فوجد المنصرون والشيعة غايتهم وإربهم فيها!
...................
الجواب:
يا سيدى
فى ايران تدرس المذاهب الفقهية الاربعة السنية فى كلية الشريعة , و لو زرت بيت اى عالم شيعى بل مثقف دينى شيعى فى ايران او غيرها فانك ستجد عنده صحيح البخارى و مسلم و غيرها من كتب السنة
خطب الشيخ الجليل المجاهد كشك رحمه الله و رضى عنه
كانت تذاع كل جمعة فى طهران .

رابعا:
تفضلت بالقول :
....................

فهي انطلقت من احتواء الجعفرية والمتوالين في لبنان إلى محاولة استيعاب علوية سورية مع أنهم يتمذهبون بمذهب كفري في نظر مراجع الشيعة أنفسهم!
............
الجواب:
ايران لم تستوعب احدا
ايران انشات علاقات مبنية على المصلحة المشتركة اما ان تطلق هذه الجماعات اطروحات جعفرية
فهذا شانهم و يسعدنا ذلك و اعتقد انه يسعدكم
كما انهم لو اطلقوا اطروحات سنية فان ذلك ايضا سيسعدنا لانه تحول نحو الافضل فى نظرنا و نظركم .

خامسا :
تفضلت بالقول :
....................
في أفغانستان بسطت إيران ثوبها على قبائل تتمذهب بالإسماعيلية! كقبيلة إسماعيل خان، وكيف ضمتها لما عرف أثناء الجهاد مع الروس بتحالف الوحدة الشيعي، ثم جعلت لهم كيانهم في خاصرة حكومة طالبان، ثم رتبت أمورهم بشكل أجود في الحكومة الحالية! طبعا الإسماعيلية على خلاف تاريخي مع الجعفرية حتى ولو انتسبت إلى إسماعيل بن جعفر، وفجأة صارت إيران هي الحارس الأمين لهذه القبائل والناطق الرسمي باسمها حتى اضطرت أن تدخل معركة مع طالبان في سبيلهم بررتها بقتل جواسيس إيرانيين قالت أنهم مجرد موطفين في السفارة الإيرانية!
...................
الجواب:
1.الحمد لله , اول مرة ارى اعتراف من اخ سنى بالدور الجهادى الايرانى و الشيعى فى افغانستان .
و لكن اود الاضافة يا اخ احمد
ان المجاهدين الشيعة كانوا هم بداية انطلاقة الجهاد فى افغانستان و التى انتهت باغتيال جميع القيادات الشيعية فور انتصار المجاهدين السنة و سيطرتهم على كابل .
و تفاصيل الاغتيال انت به ادرى و ليس محلا للطرح الان .
2.ايران دعمت بشكل اساسى الشيعة الهزارا و ليس اسماعيل خان
و لكنها اقامت علاقات طيبة مع الشيعة الاسماعيلية و مع السنة الاوزبيك و الطاجيك
و منهم المجاهد احمد شاه مسعود و الجنرال الشيوعى رستم وريث الجيش الافغانى السابق .
و قد اقاموا كيانا فى الشمال الافغانى
ايران اقامت علاقاتها معهم لانهم يتاخمون حدودها و لابد من تامين الحدود مع القوة المؤثرة عندها .
كما ان هؤلاء ابدوا نوايا طيبة فى حسن الجوار و التسامح المذهبى مع الشيعة الهزارا .
و كيان هؤلاء لم يكن كيانا عارضا فى الشمال بل كان كيانا مسيطرا و له قوته .
عندما ظهرت طالبان
فانها اعلنت على الفور عداءها لايران و توعدت الشيعة و هاجمت الشمال .
و ما ان سيطرت على مناطق تواجد فيها دبلوماسيون ايرانيون حتى اعتقلوهم و قتلوهم و كانوا خمسة عشر دبلوماسى و ليسوا جواسيس
و القت طالبان القبض عليهم فى ممثلية ايران بمثابة السفارة فى الشمال .
و لم تلق القبض عليهم فى مواقع عسكرية لتعتبرهم جواسيس يا اخ اسماعيل .
على كل حال
بالرغم من استياء الشارع الايرانى و مطالبته الجيش بالتدخل ضد طالبانى الا ان الحكومة الايرانية مارست ضبط النفس كى لا تدمر ما توصلت اليه من علاقات طيبة مع الجيران السنة فى الخليج و العالم و فى مجال الوحدة .
و لكن نفد الصبر الايرانى عندما حاولت قوات طالبانية اختراق الحدود الايرانية و عندها تحرك الجيش الايرانى و قرصهم من اذانهم قرصة خفيفة و اباد هذه القوات
و هددهم ان اعادوا الكرة مرة اخرى بان الجيش الايرانى خلال ساعات لا تتعدى الاربع و العشرين سيسيطر على كابل .
و هنا صارت تتعالى صرخات اخواننا من السنة الذين صمتوا على المجازر التى ارتكبتها طالبان و اختراقاتها الحدودية بان ايران تستعرض عضلاتها على امارة الهدى .
اعلنت ايران بعد ذلك
انها على استعداد لدعم اى قوة فى افغانستان ضد طالبان .
و انها لن تسمح لهم بالاقتراب من حدودها .
و بالفعل دعمت جميع القوى الموجودة فى افغانستان من السنى احمد شاه مسعود و حكمت يار
الى الاسماعيلى خان
الى الشيوعى رستم
لاخراج طالبان من الشمال و ابعادها عن الحدود الايرانية لانها لن تسمح بعد اليوم باختراق طالبانى لها و لان التهاون مع طالبان سيؤدى الى مشاكل مع العالم الاسلامى و خسارة ما بنته ايران عشرات السنين من ثقة و تعاون .
3.طالبان كانت ترفض اقامة اى علاقة حسن جوار مع ايران و لم تتعامل مع ايران الا بالسلاح فماذا تنتظر من ايران
فى افغانستان لا يمكن باى حال من الاحوال ان يحكم الشيعة الجعفرية او غير الجعفرية
لانهم قلة فى وسط سنى ضخم جدا و مسلح جدا .
و لا يوجد خطر من سيطرة شيعية
فكل هدف ايران من افغانستان
حدود امنة و قلة شيعية امنة .
سادسا:
بالنسبة للحوثى
فهو قد وقع عليه ظلم
الرجل لم يبدا القتال
لم يتحد الدولة و الحكومة

على كل حال
سادع هذا القسم من الموضوع لزميلتنا الفاضلة التى وعدتنا بالتفصيل .

تقبل فائق تقديرى و احترامى (f)

اللهم صل على محمد و ال محمد
لا فتى الا على و لا سيف الا ذو الفقار