محمود بكري / مصر العربية

الثلاثاء 7 يونيو 2005 الساعة 11 م



بعد تاريخ حافل بالنفاق الرخيص .. والرياء القميء .. وبجرة قلم .. انتهت خدمة أحد الكهنة في معبد السلطنة .. لقد طُرد سمير رجب رئيس مجلس إدارة مؤسسة دار التحرير ورئيس تحرير الجمهورية .. ودستة من الصحف التي كانت تسبح بأمره - وتنطق بلسانه .. وتمجد تاريخه الضحل .. وكتاباته التافهة.

انتهى سمير رجب .. وذهب إلى غير رجعه بعد أن ظن أن الدنيا لانت له .. وأن أعمدة السلطة التي طالما تعلق في حبالها الدائبة سوف تحميه شر السقوط .. ظن الكاتب العجيب .. صاحب المواقف الوضيعة أن قوة الطغيان التي اكتسبها بفعل تزلفه للسلطة سوف تتركه في غية وطغيانه .. شتاماً .. منافقاً .. يحكم مؤسسة بالحديد والنار .. بعد أن حولها إلى مرتع للخوف .. يتحسس كل من فيها لسانه قبل أن ينجرف .. لينطق بكلمة .. أو يخرج حرفاً .. فالتليفونات تحت الرصد اليومي .. والجواسيس منتشرون في كل مكان .. والكاميرات تراقب الحركة على مدار الساعة .. حتى بات كل العاملين بالمؤسسة يخشون على أنفسهم من الوشايات، والأكاذيب التي سادت في مؤسسة .. حولها سمير رجب من ملكية للدولة إلى عزبة خاصة .. يعبث فيها كما يشاء دون أن يجرؤ أحد على مواجهته .. بل كان يمارس الابتزاز على أوسع نطاق ضد كبار الوزراء والمسئولين بالدولة، ولا يتركهم حتى يرضخوا لطلباته .. وينزلوا عند رغباته.

كان يجبر الكبار .. والصغار على الالتزام بما يريد .. ولم يستثنى حتى حرمة الموت .. فأرغم رؤساء الشركات وكبار الشخصيات على نشر برقيات تعازي في صحيفة الأهرام عند وفاة شقيقته مؤخراً .. وكلف محرريه الملاكي بان يلزموا كبار المسئولين على ذلك .. وإلا ..

هذا فيض من غيض من ممارسات سمير رجب الذي أطيح به من العزبة التي حكمها بالحديد والنار لسنوات طوال .. وتحول خلالها من رئيس تحرير " جاهل " إلى إمبراطور .. يطأ بقدميه أقدس المقدسات في هذا البلد .. دون أن يردعه أحد من كبار القوم.

سقط سمير رجب .. ولكن ملفه يجب أن يظل مفتوحاً .. فما ارتبكه من جرائم في حق هذا المجتمع أكبر من أن تطويه الصفحات .. ولابد من مسائلته .. إن لم يكن اليوم فغداً.

راسل الكاتب






لا