السلام للجميع :


احببت ان اترك لكم ولنفسى فسحة من الوقت نتنفس فيها كلمات هذه النثرية والتى تخرج من حيز المكان والزمان .

تروى نكتة مفادها ان هناك مواطن كتب على جدار ( الرئيس حمار )
فقبض عليه وحوكم بتهمتين الاولى التشهير برئيس دولة ( المس بمقام الجمهورية ) والتهمة الثانية إفشاء اسرار الدولة ..

والمثل الدارج يقول ( اللى على راسه ريشة يحسس عليها )

قضية ذات بعدين ... اولها اقليمى بحث يتناول علاقة لحود بالاعلام وعلاقته بمجرى الاحداث الاخيرة والبعد الثانى عربى ويتناول تلك الرواية المضحكة المبكية عن المس بمقام الرئاسة او الجمهورية او الذات الملكية ...

فلو اردنا ان ننصف لحود لقلنا ان عهده لايزال اكثر العهود استسلاما لكل الضغوط الخارجية والداخلية فهو مقطع الاوصال رأسه عند قصر الرئاسة فى دمشق واطرافه موزعة ما بين الاليزيه والبيت الابيض وقصر بعبدا .

ولقد استسلم لحود ايضا وبداعى العادة ليس الا الى سلسلة من الاخطاء يبدوا انها ادمنها ولم يستطكع التوقف عنها ولكنه استمر فى تطويرها بشكل يخرجه عن نمط عهود الرئاسة اللبناينة الى نمط الرئاسة العربية والتى نرى ان اقرب شكلا لها هو الشكل السورى ..فاذا كانت لبنان قد حظيت فى وقت من الاوقات بمشاهدة رؤساء جمهوريات ينتخبون ويرحلون بسلاسة وشهدت ايضا فداحة الاستسلام نحو الديمطائفية .. فقد ان لهم ان يشاهدوا ايضا الشكل الرئاسى العربى والذى يضمن بقاء الرئيس على قمة السلطة تدعمه الاستفتاءات والانتخابات والقرارات والحجج والمنعطفات ..
غير ان قدر لبنان هو غير قدر كل العالم خارج حدوده ... فهو وان حشر ضمن دائرة الدم وفى الواقع انما هو يسدد فواتير مستحقة كان يجب عليها سدادها بعد مرور وقت كاف من الالتفاف عن اتفاق الطائف .
ولم يعد هناك من مبرر بعد لبقاء كل مظاهر الالتفاف عن اتفاق الطائف بعد سقوط كل الاسباب الوهمية والتى حالت دون تنفيذ بقية بنوده .

لحود اليوم صار اذنا تسمع اكثر من عقل يفكر .. وبالتالى فان قرارته لن تكون الا وليدة الانفعال وهى استكمال لبقية سلسلة الاخطاء التى يصر على ارتكابها ... ولن تكون محاكمة زاهى وهبة اخر حبات العقد وانما ستكون هناك حبات اخرى ستساقط وربما ستنفرط حبات اكثر من عقد ....
فالاغتيالات والمحاكمات الصورية والمهازل المنبرية والتى يحاول بعضها ان يغطى على بعضها الاخر فى اسلوب بليد يقصد منه التعمية والتشويش والتركيز على ادامة الوضع السياسى الطائفى فى لبنان سواء عبر انظمة بعينها فقدت مراكز القوة والسيطرة او عبر رموز الحكم اللبنانى والذين ادمنوا الرئاسة بشكلها العربى البحت ويجدون لدى زملائهم الكثير من الاستئئناس والدعم ..
كل هذه الحوادث لا تشكل سوى الوقود الذى سيدفع بالازمة اللبنانية اليوم اما الى الخروج والانعتاق من عتق الازمة او الى المزيد من الغموض والظلامية ..
فالنظام اللبنانى اليوم اثرت فيها بضع كلمات قالها زاهى وهذا دليل على ان النظام اصبح اشد حساسية مما سبق وهذا يدل على ان مؤشر خطر لديها صار مرتفعا وان عنقه اليوم برسم الجز وان عليها ليحافظ عليها ان يندفع عميقا فيما بدأ فيه حيث ان التراجع يشكل لديه ببساطة الكارثة حيث سيفقد كل شىء ومقام رئاسة الجمهورية والتى يغار اليوم عليها من بضع كلمات ستكون غدا مجرد ممسحة اقدام ..

انها مقامرة ,,,, غير مضمونة النتائج ولاا عتقد ان لحود يفكر يوما بالاقلاع عنها ..


تحياتى

والى لقاء قريب....