للإٍسلام فى موضوع الشياطين تصورات خاطئة مأخوذة من أساطير وخزعبلات الشعوب الوثنية وعصر الجاهلية العربى .

ما تقوله المسيحية هو أن الشيطان كان رئيساً للملائكة وكان يتبعه ربوات وألوف من الملائكة .. سقط رئيس الملائكة وكان إسمه "سطانائيل" فى خطية الكبرياء بمحاولته جعل كرسيه فوق كرسى الله مع أن الله قد اعطاه أرفع منصب ملائكى وكان هو الأقرب الى الله من كل الملائكة .

بسقوط رئيس الملائكة فى خطية الكبرياء المميتة وموافقة الملائكة أتباعه على خطيته وسقوطهم معه فى تلك الخطية تحول رئيس الملائكة بملائكته إلى شياطين وتحولوا من قوات نورانية خيرة الى قوات ظلامية شريرة .

لا نعلم بالتحديد عدد الشياطين ولكن ما نعلمه أنهم كثيرون جداً .. ولنا أن نتخيل أن الشيطان كان رئيس رؤساء ملائكة .. الشياطين منظمين كجيش فهناك الشيطان رئيس الجيش وهناك رؤساء الأركان وهناك اللواءات وتتدرج القيادات إلى أن نصل الى الشيطان العادى المشاة ... كلما كان الإنسان عملاقاً فى الفضيلة والدين كان الشيطان الذى يحاربه ذو قوة ومكانة عالية فى الجيش الظلامى الشيطانى .

الشياطين هم أرواح شريرة .. مجرد أرواح شريرة ليس فيهم ذكر وأنثى .. ليس فيهم مؤمن وكافر .. ليس هناك شئ إسمه الجن .. ليس فيهم طيب وشرير .. كلهم أشرار .. خطية الكبرياء التى وقع فيها الملائكة الذين صاروا شياطيناً ليس لها توبة لأن الملائكة أرواح وليس لهم أجساداً تشتهى ضد أرواحهم وكان لهم المعرفة الكاملة والقوة الروحية الهائلة التى تمكنهم من معرفة مردود أفعالهم ونتائجها على العكس من الإنسان ذو الجسد الترابى والمعرفة المحدودة .

لذا كل من يقول أن الشياطين لهم توبة أو مغفرة أو منهم مؤمنين فهو يهرطق ويجدف وهو خارج عن الإيمان المسيحى القويم .. الشيطان قد هلك وإلى الأبد وهو يعلم ذلك ولذلك كلما إقترب يوم الدينونة يكثف من حربه على بنى آدم ليهلك منهم أكبر عدد ممكن كما هلك هو ويعلم أن يومه يقترب يوماً فيوماً .

هناك من البشر الذين من كثرة عبوديتهم للشيطان وفعلهم للخطية صاروا مدمنين للخطية ولا يحتاج الشيطان أن يحاربهم لأنهم صاروا كالروبوت مبرمجين على فعل الخطية .. ولكن الشيطان يكثف حربه على الأتقياء ذوى الإيمان القويم الذين يخشى من فرارهم من الهلاك الأبدى على يد المسيح ودمه الذى يستر على المؤمنين الحقيقيين بإسمه الحافظين لوصاياه حق الحفظ .

هناك قصة فى بستان الرهبان عن راهب رأى رؤية لمحفل الشياطين وفيها رئيس للشياطين أتى له الشياطين يقدمون أعمالهم .. فمنهم من أشعل مشاجرة مات فيها الكثيرون ومنهم من أشعل فتنة مات فيها الكثيرون .. ثم أتى أحدهم وقال أننى أحارب راهباً فاضلاً منذ سنين طويلة واليوم فقط نجحت فى إسقاطه فى الخطية .. فقام رئيس الشياطين عن كرسيه وخلع تاجه ووضعه على رأس هذا الشيطان وأجلسه على كرسيه .. وقال له أنت تستحق لأنك أسقطت راهباً فى الخطية .

هناك تخصصات فى عمل الشيطان الإغوائى .. هناك شيطان متخصص فى حرب الزنا والنجاسة .. شيطان الكذب .. شيطان الكبرياء .. شيطان الغضب .. شيطان التجديف .. إلخ .

الشيطان إكتسب من حربه مع البشر منذ أبونا آدم خبرة كبيرة وعظيمة .. وهو أساساً يمتلك من المعرفة كماً هائلاً بحكم كونه ملاكاً سابقاً وبحكم كونه روحاً .. ويمتلك قوة هائلة قادرة على إهلاك البشر أجمعين فى ثوانى قليلة ولكن الله لا يسمح بذلك .

ويكفى أن نعرف أن ملاك الرب قد أهلك من جيش أشور مائة وخمسة وثمانون ألفاً فى لحظة .. والملاك المهلك قد أهلك أبكار المصريين فى ثوانى معدودات ... فالشيطان بحكم كونه ملاك تحول بقوته ذاتها إلى شيطان .. فصار بنفس القوة ولكنها قوة شريرة غاشمة .

الشيطان لا يأكل ولا يشرب ولا يتزاوج ... وليس له عمل إلا إغواء البشر والتخطيط لذلك وعمل الشر .

الشيطان إذا قدر وإذا تمكن فإنه يقتل الإنسان بسماح من الله .. وإذا قدر وتمكن بسماح من الله فإنه يتملك الإنسان ويتلبسه ويحدث هذا مع ضعاف الإيمان .. ولا يخرج الشيطان من الإنسان إلا بقوة الله وهذا ما حدث على يد السيد المسيح الذى كان يخرج شياطيناً كثيرة وعلى يد تلاميذه ورسله على مر العصور .. وما زال يحدث حتى الآن فى الكنائس والأديرة على يد رجال الله الأتقياء الذين أعطاهم الله القوة والغلبة بقوة دمه الساتر وصليبه القوى .