المسيح عليه السلام دعا للإسلام‏

السؤال هو :إذا كان خالق البشر جميعاً واحد فهل يُعقل أن يضع ديناً لكل مجموعة ‏من البشر ويقول إن أديان الآخرين باطلة وأنه سيدخلهم نار جهنم بسببها ؟؟؟

لا أظن عاقلاً يدعي ذلك .‏

لكن الكل متمسك بدينه ويصر على أنه الحق .‏

فما العمل ؟؟؟

يقول الله عز وجل ( وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدىً أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) (سـبأ:24) ‏
أي أن فريقاً واحداً على هدى والباقون على ضلالة .‏

يدعي المسلم أنه على هدى .....‏

وكذلك يفعل النصراني ....واليهودي ....والبوذي ....والهندوسي..... وحتى من لا دين له ‏يعتقد أنه على حق وأن الباقين هم الضالون ...‏

ولحل هذه المعضلة ألجأُ إلى آية قرآنية كريمة ، والتي رغم أنها من كتاب المسلمين وكاتبتها ‏مسلمة إلا أن فيها ما يُرضي الجميع ، ففيها يوجهنا الله سبحانه وتعالى إلى اتباع منهج محدد في ‏الدعوة بقوله :‏

‎)‎قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ ‏الْمُشْرِكِينَ) (يوسف:108) ‏
أي لا بد من وجود أدلة وبراهين تثبت ما نقول ، وهنا لا بد من العودة إلى ما بأيدينا من كتب ‏دينية لنرى حكمها في الأمر وطبعاً أقصد القرآن الكريم والكتاب المقدس وأترك الباقين فلا علم ‏عندي بكتبهم ومعتقداتهم.‏

وقبل أن نأتي بالأدلة علينا تعريف الاسلام وهو بلختصار الخضوع لله بالطاعة والخلوص من ‏الشرك .‏

وطاعة الله تكون مطلقة فيجب اتباع جميع أوامره واجتناب جميع نواهيه .‏

أما الخلوص من الشرك فيعني إفراد الله - والله فقط - بالعبادة دون شريك أو وسيط .‏

ومن يخرج عن ذلك فقد دخل في دائرة الشرك والعياذ بالله.‏

القرآن الكريم ولله الحمد واضح كل الوضوح ولا يوجد فيه آية واحدة يمكن أن تُفسر على أن ‏الاسلام ليس دين البشر جميعاً الذي أنزله الله .‏

يقول الله عز وجل ‏إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْأِسْلامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا ‏مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ ‏الْحِسَابِ) (آل عمران:19) ‏
‎ ‎‎ )‎وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْأِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (آل عمران:85) ‏
‎ )‎وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ ‏حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ) (النحل:36 )‏


أما كتب العهد القديم ففيها عشرات الأدلة على وحدانية الله منها :-‏

‏-سفر التثنية الإصحاح 4 : 35 " أن الرب هو الإله . ليس آخر سواه "‏

‏-سفر إشعياء الإصحاح 46 : 9 " لأني أنا الله وليس آخر .الإله وليس مثلي "‏

‏-سفر هوشع الإصحاح 13 : 4 " وإلهاً سواي لست تعرف "‏

‏-سفر حبقوق الإصحاح 1 : 12 " ألست أنت منذ الأزل يا ربُّ إلهي قدوسي لا تموت "‏
‏ ‏
والآن نأتي إلى عنوان الموضوع (المسيح عليه السلام يدعو للإسلام)‏
‏ ‏
‏1- يقول المسيح عليه السلام في إنجيل متى الإصحاح 7 " 21لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لِي: يَارَبُّ، ‏يَارَبُّ! يَدْخُلُ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ، بَلْ مَنْ يَعْمَلُ بِإِرَادَةِ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ"‏

أليس هذا اعتراف من المسيح عليه السلام بأن طاعة الله هي الموصلة لمرضاته؟‏

جاء لكلمة الرب معنيان في الانجيل . الأول في يوحنا الإصحاح 1 : 38 " وَالْتَفَتَ يَسُوعُ ‏فَرَآهُمَا يَتْبَعَانِهِ، فَسَأَلَهُمَا: «مَاذَا تُرِيدَانِ؟» فَقَالاَ: «رَابِّي، أَيْ يَامُعَلِّمُ، أَيْنَ تُقِيمُ؟»‏

والثاني في متى الإصحاح 13 : 52 " فَقَالَ: «وَلِهَذَا السَّبَبِ، فَأَيُّ وَاحِدٍ مِنَ الْكَتَبَةِ يَصِيرُ تِلْمِيذاً ‏لِمَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ، يُشَبَّهُ بِإِنْسَانٍ رَبِّ بَيْتٍ يُطْلِعُ مِنْ كَنْزِهِ مَا هُوَ جَدِيدٌ وَمَا هُوَ عَتِيق» أي أن كلمة ‏الرب تعني المالك.‏

ومن المعروف أن كلمة حاخام تعني بالإنجليزية ‏Rabbi


‏2- وفي إنجيل متى الإصحاح 20 : 23 يقول المسيح عليه السلام " فَقَالَ لَهُمَا: «كَأْسِي سَوْفَ ‏تَشْرَبَانِ. أَمَّا الْجُلُوسُ عَنْ يَمِينِي وَعَنْ يَسَارِي، فَلَيْسَ لِي أَنْ أَمْنَحَهُ إِلاَّ لِلَّذِينَ أَعَدَّهُ أَبِي لَهُمْ! »‏

أي أن الله سبحانه وتعالى هو المالك والمتصرف وأن عيسى عليه السلام بشر لا يملك شيئاً .‏

‏3- إنجيل متى الإصحاح 22 : 37-38 من أقوال المسيح عليه السلام " فَأَجَابَهُ: «أَحِبّ الرَّبَّ ‏إِلهَكَ بِكُلِّ قَلْبِكَ وَكُلِّ نَفْسِكَ وَكُلِّ فِكْرِكَ! 38هَذِهِ هِيَ الْوَصِيَّةُ الْعُظْمَى الأُولَى "‏

أي دون إشراك أحد في حب الله سبحانه وتعالى وهذا من أسس التوحيد أي الإسلام.‏

لماذا لم تشتمل نصيحة المسيح عليه السلام على وجوب حبه هو أيضاً مع الله لو كان إلهاً ؟‏

‏4- إنجيل لوقا الإصحاح 11 : 20 من أقوال المسيح عليه السلام " أَمَّا إِذَا كُنْتُ أَطْرُدُ الشَّيَاطِينَ ‏بِإِصْبَعِ اللهِ، فَقَدْ أَقْبَلَ عَلَيْكُمْ مَلَكُوتُ اللهِ. "‏

فهو بشر ولا يملك إلا ما يمنحه الله سبحانه وتعالى من قدرات ومعجزات.‏

‏5- إنجيل مرقس الإصحاح 1 " 35وَفِي الْيَوْمِ التَّالِي، نَهَضَ بَاكِراً قَبْلَ الْفَجْرِ، وَخَرَجَ إِلَى مَكَانٍ ‏مُقْفِرٍ وَأَخَذَ يُصَلِّي هُنَاكَ. ‏

وفي إنجيل متى الإصحاح 26 : من أقوال المسيح عليه السلام " 39وَابْتَعَدَ عَنْهُمْ قَلِيلاً وَارْتَمَى ‏عَلَى وَجْهِهِ يُصَلِّي، قَائِلاً: «يَاأَبِي، إِنْ كَانَ مُمْكِناً، فَلْتَعْبُرْ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسُ: وَلَكِنْ، لاَ كَمَا أُرِيدُ أَنَا، ‏بَلْ كَمَا تُرِيدُ أَنْتَ!» 40وَرَجَعَ إِلَى التَّلاَمِيذِ فَوَجَدَهُمْ نَائِمِينَ، فَقَالَ لِبُطْرُسَ: «أَهَكَذَا لَمْ تَقْدِرُوا أَنْ ‏تَسْهَرُوا مَعِي سَاعَةً وَاحِدَةً؟ 41اسْهَرُوا وَصَلُّوا لِكَيْ لاَ تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ. إِنَّ الرُّوحَ نَشِيطٌ؛ أَمَّا ‏الْجَسَدُ فَضَعِيفٌ». 42وَذَهَبَ ثَانِيَةً يُصَلِّي، فَقَالَ: «يَاأَبِي، إِنْ كَانَ لاَ يُمْكِنُ أَنْ تَعْبُرَ عَنِّي هَذِهِ ‏الْكَأْسُ إِلاَّ بِأَنْ أَشْرَبَهَا، فَلْتَكُنْ مَشِيئَتُك!» 43وَرَجَعَ إِلَى التَّلاَمِيذِ، فَوَجَدَهُمْ نَائِمِينَ أَيْضاً لأَنَّ النُّعَاسَ ‏أَثْقَلَ

‏36ثُمَّ ذَهَبَ يَسُوعُ وَتَلاَمِيذُهُ إِلَى بُسْتَانٍ يُدْعَى جَثْسَيْمَانِي، وَقَالَ لَهُمْ: «اجْلِسُوا هُنَا رَيْثَمَا أَذْهَبُ إِلَى ‏هُنَاكَ وَأُصَلِّي». 37وَقَدْ أَخَذَ مَعَهُ بُطْرُسَ وَابْنَيْ زَبَدِي وَبَدَأَ يَشْعُرُ بِالْحُزْنِ وَالْكَآبَةِ. 38فَقَالَ لَهُمْ: ‏‏«نَفْسِي حَزِينَةٌ جِدّاً حَتَّى الْمَوْتِ! ابْقَوْا هُنَا وَاسْهَرُوا مَعِي!» 39وَابْتَعَدَ عَنْهُمْ قَلِيلاً وَارْتَمَى عَلَى ‏وَجْهِهِ يُصَلِّي، قَائِلاً: «يَاأَبِي، إِنْ كَانَ مُمْكِناً، فَلْتَعْبُرْ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسُ: وَلَكِنْ، لاَ كَمَا أُرِيدُ أَنَا، بَل ‏‏.. .."‏

وجاء مثل هذا أيضاً في إنجيل لوقا الإصحاح 22 : 42 ‏

فالبشر يصلون لله فلمن يصلي المسيح عليه السلام لو كان هو الله سبحانه وتعالى ؟ ‏

وكعادة البشر في أوقات المحن لجأ إلى ربه ودعاه سبحانه وتعالى أن ينجيه .‏

‏ ولو كان إلهاً لما استنجد بالله ولأنقذ نفسه .‏

ثم لماذا الحزن ولماذا يدعو الله ؟ هل كان يتهرب من أمر الله أم أنه لم يكن يعرف ما أُرسل ‏لأجله ؟‏

‏6- إنجيل لوقا الإصحاح23 : 46 من أقوال المسيح عليه السلام " وَقَالَ يَسُوعُ صَارِخاً بِصَوْتٍ ‏عَظِيمٍ: «يَاأَبِي، فِي يَدَيْكَ أَسْتَوْدِعُ رُوحِي!» وَإِذْ قَالَ هَذَا، أَسْلَمَ الرُّوحَ. "‏

إن أرواح البشر جميعاً عند الله سبحانه وتعالى. ‏

‏7- إنجيل يوحنا الإصحاح 8 : 28 " لِذَلِكَ قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «عِنْدَمَا تُعَلِّقُونَ ابْنَ الإِنْسَانِ تَعْرِفُونَ ‏أَنِّي أَنَا هُوَ، وَأَنِّي لاَ أَعْمَلُ شَيْئاً مِنْ نَفْسِي، بَلْ أَقُولُ الْكَلاَمَ الَّذِي عَلَّمَنِي إِيَّاهُ أَبِي. 29إِنَّ الَّذِي ‏أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي، وَلَمْ يَتْرُكْنِي وَحْدِي، لأَنِّي دَوْماً أَعْمَلُ مَا يُرْضِيهِ‏

هذه صفات البشر فالمسيح عليه السلام بشر لا يعمل شيئاً بنفسه وهذا يناقض صفات الله سبحانه ‏وتعالى القادر على كل شيء.‏

‏8- إنجيل يوحنا الإصحاح 7 : 15فَدُهِشَ الْيَهُودُ وَتَسَاءَلُوا «كَيْفَ يَعْرِفُ هَذَا الْكُتُبَ وَهُوَ لَمْ ‏يَتَعَلَّمْ؟» 16فَأَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «لَيْسَ تَعْلِيمِي مِنْ عِنْدِي، بَلْ مِنْ عِنْدِ الَّذِي أَرْسَلَنِي 17وَمَنْ أَرَادَ أَنْ ‏يَعْمَلَ مَشِيئَةَ اللهِ يَعْرِفُ مَا إِذَا كَانَ تَعْلِيمِي مِنْ عِنْدِ اللهِ "‏

رسالة المسيح عليه السلام من الله سبحانه وتعالى دليل على وجود جانبين المرسِل والمرسَل. ‏هل يتساوى الموظف برئيسه ؟

‏9-إنجيل يوحنا الإصحاح 8 : 40 وَلكِنَّكُمْ تَسْعَوْنَ إِلَى قَتْلِي وَأَنَا إِنْسَانٌ كَلَّمْتُكُمْ بِالْحَقِّ الَّذِي سَمِعْتُهُ ‏مِنَ اللهِ. وَهَذَا لَمْ يَفْعَلْهُ إِبْرَاهِيمُ. 41أَنْتُمْ تَعْمَلُونَ أَعْمَالَ أَبِيكُمْ!» فَقَالُوا لَهُ: «نَحْنُ لَمْ نُوْلَدْ مِنْ زِنَا! ‏لَنَا أَبٌ وَاحِدٌ هُوَ اللهُ ». 42فَقَالَ يَسُوعُ: «لَوْ كَانَ اللهُ أَبَاكُمْ لَكُنْتُمْ تُحِبُّونَنِي، لأَنِّي خَرَجْتُ مِنَ اللهِ ‏وَجِئْتُ. لَمْ آتِ مِنْ نَفْسِي، بَلْ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَنِي. "‏

هذه شهادة عيسى عليه السلام عن نفسه بأنه بشر ونبي يتلقى التعاليم من الله .‏

‏10-إنجيل يوحنا الإصحاح 8 :50 من أقوال المسيح عليه السلام " أنا لست أطلب مجدي يوجد ‏من يطلب ويدين "‏

وكذلك سائر رسل الله عز وجل والدعاة إلى الله سبحانه وتعالى لا يعملون لمنافع شخصية بل ‏لمرضاة الله سبحانه وتعالى الذي سيحاسب الخلق على أعمالهم .‏

‏11-إنجيل يوحنا الإصحاح 13 : 16 من أقوال المسيح عليه السلام " ولا رسول أعظم من ‏مرسله "‏

فهو بشر رسول من الله سبحانه وتعالى الأعظم من كل شيء.‏

‏12-إنجيل يوحنا الإصحاح 20 : 17فَقَالَ لَهَا: «لاَ تُمْسِكِي بِي! فَإِنِّي لَمْ أَصْعَدْ بَعْدُ إِلَى الآبِ، ‏بَلِ اذْهَبِي إِلَى إِخْوَتِي وَقُولِي لَهُمْ: إِنِّي سَأَصْعَدُ إِلَى أَبِي وَأَبِيكُمْ، وَإِلهِي وَإِلهِكُمْ!» 18‏

إذن علاقته بالله سبحانه وتعالى هي نفس علاقة البشر بالله سبحانه وتعالى فهو بشر مثلهم.‏