الأخ zyadzayed:

أوافقك بأننا لا يجب أن نصدر أحكام قطعية بالنسبة للمسلمين أو المسيحيين بناء على حالة مثل حالة زينب. و لكن يا عزيزي زينب ليست وحدها و لكن هي عينة من عينات كثيرة التقيت بها عبر الـ 17 سنة في تحولي من الإسلام للمسيحية. هذه العينة تقول للجميع، بما فيهم أنا، إن الإيمان لا يكون بالبرهان و الدليل و لكن هناك ما هو أهم: اللقاء الشخصي بالمسيح و دعوته للناس أن يتبعوه و يصبحوا خراف له. عندما تصبح الدعوة لتبعية المسيح مبنية على صحة أو بطلان الإسلام فالأمر مغلوط جدًا. من يتبع المسيح يتبعه لذاته هو، حتى لو اتضح له أنه في الثالوث أربعين أقنوم كما قال الأخ إبراهيم السايح و هو متنصر من الإسكندرية و يعتبر قطب من الأقطاب البارزة في تاريخ التحولات من الإسلام للمسيحية في القرن العشرين. لن يفرق الأمر كثيرا للمسلم الذي يتحول للمسيحية حتى لو اتضح له أن الأناجيل ليست فقط أربعة و لكن أربعة ملايين إنجيل (أقول هذا طبعا على سبيل المبالغة!). لن يفرق أي من هذا لأنهم تم تبشيرهم بالمسيح وحده! الموضة السائدة في الكنيسة هي إنهم يفرحوا جدا جدا بشخص يقول لهم كل العيوب في محمد و يحكي لهم قصة معينة فيجعلوا منه بطل من أبطال التاريخ. أذكر و أنا في الأردن أني تعرفت بشاب صار اسمه أشهر من نار على علم و كان يجول يلف على الكنائس كمرنم و إذا سمعته يرنم فسوف تقول: يا عالم! مستحيل أن يكون هذا الشخص مسلم سابقا. صاحبته و أحببته لذاته و بدأ يثق بي و أثناء عودتنا من عرس في عمان استوقفني عند مطلع أحد الجبال و شخص بنظره إلي و قال لي: "ماذا ستعمل يا إبراهيم لو اتضح أن الإسلام هو الصح يوم القيامة؟" أجبته بابتسامة: "يا صديقي، أنا أعرف المسيح لكل ميزاته بأنه هو الفريد و لا يوجد إنسان في العالم فريد مثله" ثم عانقته و هدأت من روعه. من يمكن أن يشعر بالحرية في الكنيسة اليوم ليعبر عن خوفه و شكوكه باطمئنان؟ و الجواب هو: صعب جدًا. أحيانا الواعظ هو الجلاد الذي يقذف في وجهك حمولة من الأيات و كأنه أراح ضميره المعذب. بمزمور يفقعك إياه، يجيبك الأرض من غير ما تفتح فمك لأنه كان مزمور أرض أرض!
أي إيمان هذا؟!

أبيت اللعن!