اقتباس:  حسان المعري   كتب/كتبت  
ليست أحداث القامشلي صدفة " سياسية " بالغة السذاجة والعفوية ، وليست مشهدا سوريا " ديموقراطيا " يومي الحدوث في بلد محكوم بالحديد والنار والبساطير البوليسية ، بل أن على نصر بن سيار أن يعيد مقولته لحكام بني أمية واصفا الحالة العرب-فارسية :
أرى خلل الرماد وميض نار  
ويوشك أن يصير لها أوار

المشكلة الكردية في سوريا مشكلة حقيقية ، لكن الأكثر " حقيقية " وواقعية منها أنها مفتعلة و " مهلكسة " تماما كالهولوكوستات اليهودية والحسينية وغيرها من الهولوكوستات التي مزقت عفاف الوطن وطهارته على مدى قرون .
بتنا كسوريين ندور في أفلاك المعارضة الواسعة الأطياف الضيقة الصلاحيات نعرف ((( جيدا ))) أن هناك 120 ألف كردي بلا جنسية .. وأن هناك ثلاثة ملايين كردي لا يرقصون الرقصات الكردية ، ولا يرددون الأغاني الكردية .. ولا يكتبون عقودهم عند الملا برزاني .. كل هذه الأمور صارت معروفة ، وكلها – تقريبا – مسوغا منطقيا لأن يثور الأكراد .. إنما ما لا يريد الأكراد أن يعرفوه ولا يعترفوا فيه أن هناك ستة ملايين عربي سوري هائمون على أرصفة العالم الباردة بحثا عن مأوى آمن أو عظمة من بقايا النخب " الإنسانية " المتخمة .. ومالا يريد الأكراد أن يروه هو أن مئات الآلاف من هؤلاء العرب السوريين لا يحملون أي وثيقة تثبت سوريتهم إلا حلفان بالطلاق أو بالشرف أن من يقف أمامك هو سوري وليس طنغاري من باغونيا الشمالية ..

يعني وآخرة هذا الهولوكوست الذي يتوالد من رحم هولوكوست ؟!
قبل دخول قوات العبد المؤمن جورج بن جورج بوش أمد الله ظله إلى دمشق على الأكراد أن يقرروا سريعا وبدون    Multiple choices : إما أنكم معارضة للنظام حالكم حال 22 مليون سوري ، أو أنكم معارضة للوطن ببعديه الحكومي والشعبي ..
والجواب يأتي سريعا من واشنطن والقامشلي وطالباني :
كردستان السورية !!

قبل عامين ربما دار نقاش بيني وبين بعض (( المعارضين )) الأكراد وبينهم – على ما أعتقد – السيد جان كورد الذي انضوى تحت لواء فريد غادري حول الحقيقة " التاريخية "  لما يسمى بكردستان السورية .. وأعتقد أيضا أنني لا زلت أنتظر الجواب !!.
فعلا .. ماهي كردستان السورية ومن هم ساكنوها ؟
هل السياسيون الأكراد الكبار الذين تسنموا مناصب رفيعة في سوريا الحديثة منذ مطلع القرن الماضي ينتمون إليها ؟ هل خالد بكداش الكردي مؤسس الحزب الشيوعي السوري منها ؟ هل فوزي سلو الحموي الكردي كان منها ؟ هل نوري السعيد الكردي صاحب مشروع الهلال الخصيب كان منها ؟ لا بل هل كان صلاح الدين الأيوبي الأرمني ينتمي إلى هذا الجزء " الميافيزيقي " من الوطن السوري – العراقي ؟!

عندما يريد الأكراد السوريون حقوقهم القومية عليهم أن يطلبوها في سياق مطلب شعبي عام وفي إطار حل " وطني " عام وليس من خلال مجالس مضغ القات حيث الخدر السياسي الذي يرسم خيالات وأوهام تصور للبعض أن حصان طروادة هو الذي فتحها وليس الجنود الذين دخلوا من خلال جوفه الفارغ ، عندها سيردد نصر بن سيار قوله تعالى :
" وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون " ..
وسيضرم النار بنفسه وسيقسم بالعلي القدير أنه لم يحذر بني أمية يوما ، ولم يكن القائل بأن " خلل الرماد وميض نار " وماكان له أن يقولها في ظل ظروف مشابهة.

تصبحون على طالباني ، وبرزاني ، وسيستاني ، وعراقي لبناني ..