الميدانى

( إن السبب الرئيسي وراء تعثر الديمقراطية ، هو انعدام الإدراك بهذا الحق لدى المواطن )

لا اعتقد ذلك ...ليست المشكلة ذات جذور ثقافية او عيب بنيوى..ارى ان العومل المشاركة فى نشوئها اكثر تعقيدا


اولا الديمقراطية هى خيار من بين خيارات متعددة وسياق تطور لا ينشا كيفما كان هى ليست دين او طقوس مقدسة .... الديمقراطية الليبرالية على سبيل المثال لا ارى انها تعمل لحد هذه اللحظة سوى فى اوروبا الغربية واميركا وكندا وهى نشات فى هذه البلدان خلال الفترة القصيرة الماضية من التاريخ.. ولم تتمدد لحد هذه اللحظة خارج هذا الاطار ...كل الديمقراطيات الاخرى هى حالة وسطية رمادية لكن لا يعنى هذا انها مجتمعات فاشلة..حتى الصين التى تغيب عنها الديمقراطية تماما هى بلد ناجح بكل معنى الكلمة


الديمقراطية لا يمكن ان تكون فقط المطلب الوحيد على اجندة كثير من الشعوب... وكلما تعقدت الاجندة كما هو حاصل فى المنطقة العربية تصبح الديمقراطية مجرد احد التفاصيل واى محاولة لفصل الديمقراطية عن بقية الاجندة او وضعها فى تعارض معها يجعل موضوع الديمقراطية مسخرة وغير ممكنة التطبيق...هى يجب ان تكون جزء من الحزمة او فى اطار الاجندة الكاملة وليس بديلا او نقيضا لها


اديمقراطية تتحول لخيار عندما تنشا نخب حاملة لها وعندما ينشا توازن داخلى فى المجتمع يسمح لها بالمرور والتطور وليس عندما تتحول لمناكفة دعائية او استخدامها كدين جديد ومحاولة تبرير برامج سياسية عدوانية

واخيرا الديمقراطية هى فى النهاية كما اوضحت احد الخيارات التى تتطلب نخب حاملة لها وتتطلب ان تكون جزء من الاجندة الكلية... وان تكون جزءا من حرية البشر ...التدخلات الخارجية فى المنطقة منذ قرن واكثر كانت من الشدة والعدوانية بحيث لم تسمح بل وقطعت كل المسارات الطبيعية للتطور الديمقراطى... والغريب ان بعض الامعات يعتقد ان المزيد من هذا العنصر المدمر سيجلب الديمقراطية