الأخ الكريم "فارس آخر العصور" تحية طيبة.

أشكر فيك تريثك، ذلك الذي دعاك لعدم الرد قبل الإطّلاع على الحوار السابق.

اقتباس:لاحظ أن الموضوع السابق انتهى إلى مراجعة السند وكيفية مراجعة الإسلام لما ورد من السنة..وهذا في رأيي فشل للموضوع في الوصول لبر الأمان مع وجود هذا الكم من المشككين لغرض الطعن في الديانة ككل لا الطرح بحد ذاته..

لا أستطيع أن أقول ذلك.
فمراجعة السند، أو بالأصح، مراجعة المسلم في نظرته لأصول الإسلام عند فحص الأحاديث ظنية الدلالة. كانت منهجية الأخ المحترم: khaled وهو لم يطعن في الديانة ككل. بل وضّح أن الأحاديث المستخدمة لم تصل لدرجة كافية لبناء رأى محدد وواضح ( محكم ).
أما الأخ المحترم Mirage Guardian فأعتقد أنه أنهى الموضوع ( علميا ) من مداخلته الأولى، وما كان يفعله بعدها حول الإسلام، هو نوع من ترف الحوار بعدما أنهى مهمته الأساسية.
والأخوان شكّلا سوياً ما يمكن أن نقيم عليه رأياً نهائياً بأن:
- العلم لا يقول بأن القمر إنشقّ يوماً.
- آليات البحث الإسلامي السليم لا تستطيع إعتبار هذه الدرجة من الأحاديث سوى: ظن. واللفظة القرآنية لا تخلو من التأويل. وبالتالي فهي لا تصلح لإثبات / نفي أمراً مثل كون القمر إنشق فعلاً أم لا.
- بالتالي إرتدت سهام "عدم إنشقاق القمر" ليس على الإسلام، بل على "دعاة الإعجاز" عندما حاولوا إيجاد علاقات مبنية على: ظن ثبت خطأه بالعلم.
وهي النتيجة، التي غالباً ما نخرج بها في أي موضوع إعجازي. وتنحصر في: "قوم يريدون التمسح في رداء العلم بالباطل"

اقتباس:أنا أتحدث عن قسيس مسيحي يحاول إثبات النقطة نفسها..مستشهدا بأكثر من 10 مستندات علمية تتحدث عن حدوث انشقاق مفاجئ لسطح القمر..

لماذا يحاول قسٌ إثبات إنشقاق مفاجئ للقمر؟ هل يوجد في كتابه المقدس أيضا مثل هذه الخرافة؟ أم أنه بعد أن يثبت الأمر سيهديه للأخوة المسلمين؟ ( ربما نقرأ كتاباً بعدها عن متحولٍ جديدٍ مثل "موريس بوكاي" أو "ميللر"، آمن بالإسلام لأنه وجده مطابقاً للبحوث العلمية الدقيقة التي أجراها السيّد العالم "القس السابق" حول إنشقاق القمر ! زمن الترانسفورمرز الكرتوني !! )
هذا القٌس - إن وجد فعلاً - فهو بغضّ النظر عن ديانته، رجلٌ دجّالٌ مستنداته العلمية مفبركة. فالعلم عندما يقول كلمة، يجب أن ينحني الجميع إحتراماً. فلطالما "العلماء ورثة الأنبياء"، فقد فاقوا القساوسة والمشايخ في درجاتهم التي لم يبلغ أحد منهم درجة: "وريثاً لنبيّ"

اقتباس:وأتحدث عن رواية إسلامية عمرها لا يقل عن 1300 سنة وهي رواية الأحاديث..تتحدث عن الأمر نفسه وتقرنه بمعجزة من المعجزات القليلة التي آتاها الله عز وجل رسوله الخاتم (ص)

أخي الكريم، روايات الأحاديث، ظنية، ولا العقائد ( ولا العلم ) يبني على الظنون. فبعض الظن: إثم
والقرآن ينفي بنصوصة، إمكانية محمد في القيام بمعجزات كونية. حتي معجزة القرآن، من المفترض أن محمد نقل عن جبريل عن رب العزة، وليس هو كاتبه.
تمسّك البعض بالظني في الروايات، هو - بحد ذاته - هدم لقطعي الثبوت في القرآن بأن محمداً لا تتم معجزات كونية على يديه.
والعلم ينفي حدوث أي إنشقاق حدث على القمر بالأصل !!
بعد هذا، ففيم نتحدث؟
أتطلب من المسلم أن يصدّق أحاديثاً تنسب معجزات لمحمد، وفي تصديقه هذا، تكذيب لما قاله القرآن حول محمد؟
أتطلب من المخالف أن يصدّق أحاديثاً متضاربة متعارضة لم تستقر على كنه الذي حدث حتي قالوا أن الإنشقاق حدث مرتين ! وفي تصديقه هذا مخالفة للعقل والعلم؟

اقتباس:وأتحدث عن نص قرآني قاطع.. ولكنه يحتمل وجهين.. الحدوث في الماضي أو الإنذار بالحدوث في المستقبل..ولكل طرف حجة في التفسير قد تكون أو لا تكون صحيحة.

يا أخي الكريم من قال بأن النص القرآني في قوله "إنشقّ" هو لفظة قاطعة بحدوث إنشقاق جيلوجي فعلاً. اللغة العربية مطاطة وتحتمل الكثير.

يعني لو رجعنا لصاحب السبق في مقولة "إقتربت الساعة وإنشقّ القمر" والذي هو ليس القرآن، بل: ‏امرؤ القيس‏ بن حجر بن الحارث الكندي الشاعر الجاهلي، متخذينه كمثال على التأويل:

دنت الساعةُ وانشقَّ القمر عن غزالٍ صاد قلبي ونفر
أحور قد حرتُ في أوصافه ناعس الطرف بعينيه حَوَر
مرَّ يوم العيــد في زيـنته فرماني فتعاطى فعقر
بسهامٍ من لِحاظٍ فاتــكِ فتَرَكْني كهشيمِ المُحتظِر
وإذا ما غــاب عني ساعةً كانت الساعةُ أدهى وأمرّ
كُتب الحسنُ على وجنته بسَحيق المِسْك سطراً مُختصَر
عادةُ الأقمارِ تسري في الدجى فرأيتُ الليلَ يسري بالقمر
بالضحى والليلِ من طُرَّته فَرْقه ذا النور كم شيء زَهَر
قلتُ إذ شقَّ العِذارُ خدَّه دنت الساعةُ وانشقَّ القمر


هو يصف اللحيظات قبيل إنتظار حبيبته في الموعد المحدد، فيمكننا تأويل لفظة "إنشقّ القمر" في شعره بمعني: "كَشَفَ القمر" فيكون المعنى:
دنت ساعة اللقاء، وكشفت خيوط النور الآتي من القمر عن حبيبتي التي تمشي كالغزال" ( ثم يكمل في وصف حبيبته في بقية الأبيات )

كما يمكننا تأويل لفظة "إنشقّ القمر" في شعره على معنى بلاغي ضارب في العمق والقوة بأن حبيبته، نصف القمر. فيكون المعنى:

دنت ساعة اللقاء، وكشفت خيوط النور الآتي من القمر عن حبيبتي كما لو كان القمر "إنشقّ" نصفين، نصفه الذي يضيئ السماء ( القمر المعتاد ) ونصفة الذي يمشي كالغزال ( حبيبته القمر الآخر )

البيت الأول بالأساس، مملوء بالبلاغة، فتعبير مثل: "غزال صاد قلبي" هو بحد ذاته قصة أدبية تحتاج سرداً. إستغلاله لعكس المعني المعتاد: "غزال تم إصطياده" إلى: "غزالٌ صائدٌ" يرينا الكثير من هذا الشاعر الذي يعزف بالتناقض على قيثارة الكلمة في سلاسة لا يلحظها إلا المتأمل.

بعد هذا تأتي وتقول أن تعبيراً مثل: "إنشقّ القمر" هو نصٌ قرآني قاطع لا يحتمل إلا وجهين؟ إذا كان بالأساس ليس نصاً قرآنياً، بل قص ولصق كما يفعل البعض من المواقع !!

اه، تذكرت.
الأخ الكريم، "داعية السلام مع الله" والذي طلب مصدراً للقول بأن السبق في هذا المضمار ‏لامرؤ القيس‏، نحيلك على كتاب "فيض القدير في شرح الجامع الصغير" وهو شهير ومتواجد على الإنترنت.
http://www.al-eman.com/Islamlib/viewchp.as...?BID=139&CID=88

إنزل إلى الرقم 1625 - ‏(‏امرؤ القيس‏) وستجد هذه الفقرة:

اقتباس:وقد تكلم امرؤ القيس بالقرآن قبل أن ينزل‏.‏ فقال‏:‏  

يتمنى المرء في الصيف الشتاء * حتى إذا جاء الشتاء أنكره  
فهو لا يرضى بحال واحد * قتل الإنسان ما أكفره  

وقال‏:‏  
اقتربت الساعة وانشق القمر * من غزال صاد قلبي ونفر  

وقال‏:‏  
إذا زلزلت الأرض زلزالها * وأخرجت الأرض أثقالها  
تقوم الأنام على رسلها * ليوم الحساب ترى حالها  
يحاسبها ملك عادل * فإما عليها وإما لها

أرجو أن يظل الحوار راقياً، فلا داعي لترديد العنتريات التي ما قتلت ذبابة مثل: "موتوا بغيظكم"، فهذا لا يليق بك يا أخي أولاً. ولا ينطبق وصف "المغتاظ" على الطرف الذي يرفض زعم الإعجاز العلمي ثانياً. كما أن التعبير "موتوا بغيظكم" يراه البعض بأنه إفلاس ثالثاً.

مع إحترامي.