نعود الآن إلى عنوان موضوعنا الأصلي والذي يقول "ولكن شُبه لهم"
بناء على ما يُفهم منه فإن المسيح عليه السلام لم يُصلب ولكن شخصاً آخر شبيه به قد وقع الصلب عليه
رأينا كيف أن المسيح عليه السلام ظهر بشكل مختلف أكثر من مرة
ورأينا سفر المزامير تحدث عن محنة المسيح عليه السلام
ولا مجال لقبول إنكار النصارى أنه المسيح فالنصوص تقول إنه مسيح الرب الذي تعرض للمؤامرة من أقرب الناس له، والإنجيل يؤيد ذلك حين يذكر أن أحد تلاميذه وهو يهوذا هو الذي سلمه لليهود والرومان فهو المقصود
كما يقول النص إنه تضرع إلى الله أن ينجيه من كيد أعدائه وقد أوردت عدة أدلة على تحقق ذلك
ويذكر النص أنه دعا على عدوه وأن الله استجاب لدعائه
أضيف إلى أن النصارى لم يأتوا بجواب ينفي ن يكون المسيح هو المقصود بل اكتفوا بالإنكار فقط دون دليل
سنرى الآن إذا كان دعاء المسيح على عدوه قد تحقق فعلاً على يهوذا أم لا فأقول وبالله التوفيق :-
بمعنى أن :-
1- يهوذا تقاضى 30 قطعة من الفضة مكافأة له على وشايته على المسيح عليه السلام
2- لكنه ندم بعد ذلك
3- واعترف ببراءة المسيح عليه السلام
4- فأعاد الفضة إلى رؤساء الكهنة والشيوخ
5- وذهب فشنق نفسه
6- وقام الكهنة بشراء الحقل الفخاري
المعنى :-
1- لم يرُد يهوذا الفضة للكهنة
2- يهوذا نفسه هو الذي اشترى الحقل بالمبلغ الذي أخذه مكافأة لخيانته
3- كانت نهايته أن وقع في الحقل على وجهه فانشق من وسطه واندلقت أمعاؤه
4- ذكر أن هناك نبوءة في المزامير عن نهاية يهوذا
5- دعاء المسيح على عدوه
النبوءة التي في المزامير هي " 6وَلِّ عَلَى عَدُوِّي قَاضِياً ظَالِماً، وَلْيَقِفْ خَصْمُهُ عَنْ يَمِينِهِ يَتَّهِمُهُ جَوْراً. 7عِنْدَ مُحَاكَمَتِهِ لِيَثْبُتْ عَلَيْهِ ذَنْبُهُ، وَلْتُحْسَبْ لَهُ صَلاَتُهُ خَطِيئَةً. 8لِتَقْصُرْ أَيَّامُهُ وَلْيَتَوَلَّ وَظِيفَتَهُ آخَرُ. 9لِيَتَيَتَّمْ بَنُوهُ وَتَتَرَمَّلْ زَوْجَتُهُ.
فهل تحقق دعاء المسيح على عدوه ؟
لقد ورد من ضمن الدعاء ما جاء في الجملة # 20 " : لِيَسْتَلِمْ وَظِيفَتَهُ آخَرُ!
وتحقق هذا الدعاء حين تولي وظيفة يهوذا شخص آخر هو متياس وذلك في نص أعمال الرسل الإصحاح 1 حيث قال : " 21 فَعَلَيْنَا إِذَنْ أَنْ نَخْتَارَ وَاحِداً مِنَ الرِّجَالِ الَّذِينَ رَافَقُونَا طَوَالَ الْمُدَّةِ الَّتِي قَضَاهَا الرَّبُّ يَسُوعُ مَعَنَا، 22مُنْذُ أَنْ عَمَّدَهُ يُوحَنَّا إِلَى يَوْمِ ارْتِفَاعِهِ عَنَّا إِلَى السَّمَاءِ، لِيَكُونَ مَعَنَا شَاهِداً بِقِيَامَةِ يَسُوعَ».
23فَرَشَّحَ الْحَاضِرُونَ رَجُلَيْنِ هُمَا: يُوسُفُ الَّذِي يُدْعَى بَارْسَابَا وَيُلَقَّبُ بِيُسْتُسَ، وَمَتِّيَاسُ. 24ثُمَّ صَلَّوْا قَائِلِينَ: «أَيُّهَا الرَّبُّ الْعَارِفُ قُلُوبَ النَّاسِ جَمِيعاً، بَيِّنْ لَنَا أَيَّ هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ تَخْتَارُ 25لِيُشَارِكَنَا فِي الْخِدْمَةِ وَالرِّسَالَةِ بَدَلاً مِنْ يَهُوذَا الَّذِي ذَهَبَ إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي يَسْتَحِقُّهُ».
26ثُمَّ أَلْقَوْا الْقُرْعَةَ، فَوَقَعَتْ عَلَى مَتِّيَاسَ، فَضَمُّوهُ إِلَى الرُّسُلِ الأَحَدَ عَشَرَ" .
[SIZE=6] والحمـــــد لله على نعمــــــة القرآن الذي كشف لنا الحقائق بوضوح