تحية...
أستغل هذه السانحة لأبدي أعجابي بزميلي زياد....الهادىء الودود

أما بعد...


حلم السفر الى الماضي كان في وقت من الأوقات حكرا على الأدباء و الحالمين و لكن العلم أقتحم هذا المضمار ليقول ما يريد.و هذه الورقة العلمية تضاف الى محاولات أعطاء الرأي في الموضوع.

ولكن السفر عبر التاريخ يكتنفه أكثر من صعوبة بأعتبار أن الزمن يسير وفق أتجاه واحد و ليس هناك "حتى الآن" ما يشير الى أمكانية "عملية" لعكس حركة الزمن ليسير الى الوراء.أي لم تسجل التجارب أن شخصا شاهد كأسا مكسورا و منتشرا على الأرضية ليعيد تجميع نفسة و يضع نفسه حيث كان على الطاولة.

الصعوبة الأولى نفسية. حيث أن الأنسان قادر على تذكر الماضي و غير قادر على تذكر المستقبل و هذه المعالجة النفسية للحوادث تعطي للزمن أتجاهه من الماضي الى المستقبل.و في حالة التواجد في المستقبل ستأخذ جميع الحوادث اتجاها معاكسا لما هو معروف فالأنسان سيموت قبل أن يولد. و سيتخرج من الجامعة قبل أن يسجل فيها.تبدو هذه الصورة غير منطقية.أو هي غير مألوفه لما أعتدنا علية من تتالي الحوادث.

الصعوبة الثانية فيزيائية.لأن القانون الثاني للترموديناميك يقول أن في الأنظمة المغلقة تتجه الأشياء على المزيد من الفوضى (الأنتوربي).أي أن الأشياء تنتقل بمرور الزمن من الأنتظام الى عدم الأنتظام.و في حالة العودة الى الماضي سنشاهد أنتهاكا لهذا القانون لأن الأشياء ستنتقل "بمرور الزمن المعكس" من الفوضى الى الأنتظام".

الصعوبة الثالثة كونية . و ذلك أن المشاهدات العملية و الدراسات النظرية تؤكد أن الكون يتمدد مع الزمن و في حال أنتقال الزمن الى الماضي سنشاهد تقلصا للكون مما يعني تغلب قوى الجاذبية على قوى التمدد الناشىء عن الأنفجار الكبير و عندها ربما لا يكون لقوانين الفيزياء هذه القيمة التي نعطيها لها الآن.و ستختلف طريقة رؤيتنا للأشياء.و لو هناك اماكانية لعكس عملية تمدد الكون فلن يكون هناك أنسان قادر على أدراك ما يحصل. ولا معنى عندها لرؤية الماضي الآن.

الصعوبة الرابعة بيولوجية. ففي حالى العودة الى الماضي و لنفترض أن هذه العودة كانت مفرطة فسنشاهد الأنسان يقف الى جانب الديناصور و هذه الصورة سترفضها نظرية التطور رفضا قاطعا فلا يمكن أن يتواجد الأنسان في ذلك العصر لأن الزمن المنقضي منذ تشكل الأرض و حتى ظهور الديناصور غير كافي لتطوير كائن معقد كالأنسان.و في حال ثبوت القدرة على تواجد كأئنين نشأ من سلسلة تطورية واحدة فعهذا تأكيد على أن الكون بما فيه نشأ دفعة واحدة و ليس هناك معنى بالتالي لعميلة التطور التي تشهد على صحتها علم المستحاثات و الجغرافية و البيولوجيا.

ماتطرحة هذه الورقة هو تصور أنتقال موجه مادية الى الماضي.و أذا تذكرنا أن الأمواج المادية ترافق الجسيمات ما دون الذرية.فالأنتقال سيكون حكرا عليها فقط.و أذا كان ثمة قدرة للأنسان للأنتقال "وفق هذه النظرية" قهو سينتقل ألكترونا قألكترون و جسيما فجسيم, ليعيد تجميع نفسة كما كان و ليس هناك اي ضمان لحصول ذلك أي عملية تجميع متناسقة.لعدم القدرة على توفير نفس الشروط الأبتدائية التي أنطلقت فيها جزيئات الأنسان في رحلتها عبر التاريخ.

هناك ملاحظة أريد أن أضيفها على عبارة وردت في الورقة و هي تقريريها أن الماضي لا يمكن أن يتغير فهو حتمي.بناء على هذه النتيجة فيمكن القول أن الماضي اذا كان حتميا فأن المستقبل حتمي أيضا لأن هذا المستقبل سيكون ماضيا في وقت من الأوقات.و بالتالي فحتميته مقرره سلفا.هذه النتيجة تناقض نظرية الكم التي تضفي على الأحكام طبيعة أحتمالية بهامش خطأ معين و هذا تشكيك بحتمية ما سيحصل.أي حتمية المستقبل و هذه النظرية بالذات كانت السبب في التخلي عن مقولة الحتمية التي أرساها ميكانيك نيوتن.

أعتقد ان أمكانية السفر الى الماضي مجرد خيال لن تتجرؤ على اثباته أي نظرية علمية.

و اقبل مودتي...