الأخ الكريم "كمال"، تحية طيبة.

أشكر فيك ما لمسته من أخلاق الحوار النظيف، وإحترامك لجميع المعتقدات، ومحاولتك لتأطير الموضوع على هيئة "بحث" وليس "سجال طائفي".

لوسيفر ( المُشرق / اللامع ) ، هو الاسم الوحيد الذي لدينا من جميع الميثولوجيات كاسم شخصي للشيطان قبل سقوطه. فكما ترى من توضيح الأخ الكريم "Abanoob" حول "سطانائيل" أنه إسم إصطلاحي ( المقاوم لله ) وليس إسماً شخصياً. تماماً مثل غيره، إبليس / شيطان / بعلزبول / إلخ، فكلها اسماء صفات كأن أقول الرحمن / الرحيم / العدل كأسماء صفات لله.

هيوسفورس ( زهرة بنت الصبح ) هي بعينها ترجمة لـ"لوسيفر" باللغة اليونانية، فالأصل في اسم "لوسيفر" يعني: "نجمة الصباح المشرقة".

اقتباس:ارجو منك ان تعذرني وتبين لي كيف ان هيوسفروس هذا لم يكن مصمما للخطأ !! هل تقصد بانه قد حصل خلل فني في عمل وتفكير هذا الكروب واختلفت برمجته بحيث ادت الى هذا التصرف الذي يدل على الصلف والتكبر ؟؟. ام ان المعارضة كانت من صميم طبيعته وتركبيته !!.

نعود ونستفسر كيف ان طبيعة الملائكة مختلفة علما بانهم مخلوقات نورانية خلقت لكي تحف بالعرش وتسبح بحمد الله ولاعمل لها غير ذلك .

لا أستطيع أن أجيبك، بل أني بالأساس واضع لهذه النقطة كعلامة إستفهام أبحث لها عن جواب يوافق ميثولوجيا "هيوسفورس" دون أن يهدم ميثولوجيات "الخلق" عموماً.

بالتصور التوراتي حول "خلق الإنسان"، والذي توافقها عليه المسيحية. نرى أن الإنسان الأول "آدم / حواء" لم يخلق بطبيعة الإنسان الحالية. بل كانا لا يعلمان الخير أو الشر ( مثل الأطفال ).
ولكي يمتلك الإنسان هذه المعرفة للخير والشر ( الوعي والإدراك والضمير والتمييز والتقدير ) كانت هناك خطّة معقّدة من الله ليكتسب الإنسان هذه القدرات، وبالتالي فقد أصبح مسؤولاً عن تصرفاته، وبالتبعية تأتي الدينونة والحساب لهذه التصرفات فيتحقق العدل.
كون الإنسان مخلوقاً مقدساً بالأصل، تسللت إليه المعرفة بالأكل من الشجرة المحرّمة. أعطاه ثنائية الإتجاه ( مقدس / خاطئ ) وبالتالي كان من العدل أن يمتلك فرصة: "التوبة"، فقادنا العدل لتحقق مبدأ الرحمة.

مع "هيوسفورس" الأمر لابد أنه مختلف.
فهو بعد سقوطة، لا يملك فرصة التوبة. أي أنه لا يملك هذه الثنائية ( خير / شر ) ويمكننا فهم أن طبيعته "شرّ" فقط نتيجة لذلك. ولو قلنا بأن هذه طبيعة مجبول عليها، لحكمنا أن الله يخلق الشر، وهذا ما ترفضه الميثولوجيات اليهودية والمسيحية. إذن فلابد أن هذا الشرّ الأحادي، هو أمر مكتسب.

النظرة الأعمق، تقول بأن هيوسفورس لن يحاسب لو لم يمتلك المعرفة والوعي والإدراك والتمييز والتقدير ( تلك الأشياء، داخلة في طبيعته بالخلق، بعكس آدم الذي إكتسبها بالعصيان ) وإلا لما حسب الله له تمرّده وعصيانه. فلابد أنه يمتلك المعرفة لطالما سيحاسب بالنهاية عند فناء العالم.

إذن كملخّص: فـ"هيوسفورس" ما هو إلا : شرّ خالص، وواعٍ لكونه شر ( مسؤول ). وهي نتيجة إستنتجناها من كونه بدون فرصة توبة، وسيحاسب رغم ذلك على أفعاله.

ما هي الأسباب التي أدّت لتحول في طبيعة "هيوسفورس" وأتباعه، هنا تكمن المعضلة.
فلو كان ملاكاً بطبيعة الملاك العادية، فمعني هذا إمكانية التمرّد والعصيان من الملائكة. وهذا غير منطقي، ولو كان هذا أمراً طبيعياً، لحدثت سلسلة من التمردات من ملائكة آخرين قبل أو بعد هيوسفورس. وهذا ما لم تقوله الكتب المقدّسة. فما الذي يجعل "هيوسفورس" واتباعه هم المتفردين والمتميزين بكونهم الملائك العصاه؟ لا شك أن طبيعته واتباعه، ليست كباقي هؤلاء الملائكة المطيعين. وهذا الإستنتاج، هو الذي أدى إلي خلخلة وتباين في الرأي الإسلامي، فمنهم من قال بأنه ملاك، ومنهم من قال بأنه جن. ( المخلوقات النارية )

اقتباس:هنالك موضوع الاجنحة للملائكة والجان .......... معلوم ان الاجنحة تستعمل للطيران في الهواء من خلال عملية تحريك الهواء وخلخلة الضغط الجوي مما يؤدي الى ارتفاع جسم الطائر في الهواء.....، اذا لم يكن هنالك هواء فلن يستطيع الجسم الطائر التحليق في الجو . ومعلوم ان الجن والملائكة كائنات غير مادية اذا كيف يستطيع جناح الجن غير المادي الاستفادة من الهواء الجوي المادي في تحرك نفسه ....،.. ثم كيف تستطيع الملائكة الطيران خارج الغلاف الجوي بين السماء والارض حيث لا يوجد هواء .

الا تؤيدني في الرأي بان هذا التصوير الرومانسي للملائكة من حيث امتلاكهم لزوج من الاجنحة وبعض الملائكة مئات من الاجنحة ( لتفسير سرعتهم وتصوير لقدراته الهائلة ) هو من وضع البشر عندما عجزوا عن تفسير مفهوم انتقال الارواح بين السماء والارض او انتقالها من مكان الى اخر .

لا أوافقك في هذا التصوّر. فالمفترض أن هذه الكائنات غير مادية، ليس لها كتلة، وبالتالي فلا تخضع لقواعد المادة أو الجاذبية فتحتاج الأجنحة للطيران.
التصوّر المسيحي مثلاً حول ملائكة الشاروبيم ( جمع شاروب ) وهي طبقة من الملائكة تستطيع التواجد حول الله، أنهم ذو ستة أجنحة، وهي ليست للطيران، بل للتغطية أمام الله.
المشكلة أن أول ما يتبادر للأذهان أن للملاك جسد إنسان جميل الوجه ذو جناحين عند الأكتاف، أو أن الشياطين جسد إنسان أحمر اللون أو أسوده، قبيح ودميم، وأحياناً نتخيل له ذيل وقرون وما إلى ذلك. كل هذه تصوّرات بشرية من فنانين حاولوا رسم لوحات تعبيرية فترسّخت هذه الصورة في أذهاننا. بينما العودة للميثولوجيات كما كُتِبت في التوراة، لا نراها ترسم شكلاً محدداً لهذه المخلوقات بإعتبارها مخلوقات غير مادية.

في الحقيقة، هناك مسؤولية عظيمة على الكثير من الأحاديث والتفاسير الإسلامية حول الجنّ والشياطين، والتي رسّخت هذه الصورة في الأذهان. فكثير من الأحاديث نجد فيها محمد يصارع شيطاناً ويكاد يربطه على مئذنة المسجد، أو أن هناك شيطاناً يداعب شعر الدبر ( معذرة ) فتحدث ريحاً يفسد الوضوء، أو عن شياطين لها جهاز هضمي و"إست" ( شَرج )تجرى مهرولة وهي تضرط ( معذرة مرة أخرى ) بل زادت تلك الأحاديث لتصف الشيطان أن له أيدي وياكل بيساره، وله جهاز بولى يتبول به في أذن الإنسان، حتى بلغ الأمر أنه يمكن للحمار رؤيته ( فينهق )، كما أنه يضحك ويبكي وما إلى ذلك من مبالغات نجدها في صحيح البخاري ومسلم ومسند الإمام أحمد والتفاسير مثل ابن كثير والقرطبي.
أنظر هنا كعينة من موضوع قديم:
http://forum.nadyelfikr.net/viewthread.php?tid=19990

أشكرك على حسن حوارك، لقد إستفدت منه بالكثير.

الأخ الكريم Abanoob، تحية طيبة.

لماذا يسأل الأحياء عن عالم الموتى؟ لا تقلق يا أخي، فالقبر أكثر راحة من هذه الحياة ( لا تصدّق موضوع عذاب القبر هذا، فقد كنت هناك أشعر بسلام لا أجده هنا ) ويوم تدخلة، فلن تطلب أبداً العودة. صدقني عُدتّ من القبر مجبراً لا بإرادتي ومازلت أتحسس قبور من سبقني بإجلال وشغف منتظراً لوقت يجمعني فيه القبر بهم مرة أخرى.

إذن فالاسم "سطانائيل" هو اسم تعبيري باللغة العبرية. شكراً على المعلومة فلم أكن اعلمها.

أنت تملك المعلومة والحماسة، لكنك لا تملك ضبط النفس. لذا ساقتصد.

اقتباس:نعم الشيطان أحمق وغبى وأرعن ... وكذا كل من يتبعه !!

لا أستطيع موافقتك أبداً. ولا أرى هذا ما يقوله الكتاب عن الشيطان، إن لم أجرؤ على القول بان العكس هو الصحيح. فهو ذكيٌ، حكيمٌ، قوىٌ.
أعتقد أنك ترتكب خطأ المسلسلات العربية عند تصويرها لليهود بأنهم أغبياء. إنه إنعكاس للكراهية. ولا يمكن أن يكون ذلك مبرراً لوصف الخصم بما ليس فيه.

"كنت نموذج الكمال، ممتلئ حكمة وكاملا في الجمال."

"انت كامل في طرقك من يوم خلقت حتى وجد فيك اثم."

"لقد اخطأت. لذلك طردتك بالعار من جبل الله، وطردتك ايها الكاروبيم الحارس.
لقد اصبح قلبك متكبرا بسبب جمالك، وافسدت حكمتك بسبب عظمتك. ولذلك القيت بك الى الارض"

وأعتقد أنك ستوافقني على أن عقوبة "لوسفير" هي الهبوط للهاوية، بدون سحب أياً من قدراته الخاصة.
الشيطان في كل الأديان، يمتلك مجموعة من المواهب الفائقة الندرة، يستخدمها في الشّر. وربما كان هذا هو السبب في عبادته إتقاءاً لشره.

شكراً للحوار الهادئ.

تسجيل الدخول
اسم المستخدم:
كلمة المرور:	فقدت كلمة المرور؟
	تذكرني

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع		الكاتب	الردود	المشاهدات	آخر رد
	ما معنى هذا الحديث إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم .	coptic eagle	3	2,486	10-24-2012, 08:59 AM آخر رد: الصفي
	هل يعبد المسلمون و المسيحيون و اليهود .. الشيطان ؟	K a M a L	5	1,688	02-01-2012, 04:16 PM آخر رد: ABDELMESSIH67
	متى ؟ ولماذا ؟ وكيف ؟	IMMORTAL	9	2,374	12-09-2010, 03:46 PM آخر رد: أحب-البشرية
	لماذا أنت ملحد ؟ولماذا أنت لاديني؟	مؤمن مصلح	0	876	10-29-2010, 10:24 PM آخر رد: مؤمن مصلح
	قنوات الرحمن وقنوات الشيطان .. في ميزان قرار الفتنة	المفكر أركون	1	1,088	10-28-2010, 11:27 PM آخر رد: سائل الرب