{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
جورج حاوي: نبذة ... وقبسات ..
تروتسكي غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 955
الانضمام: Apr 2004
مشاركة: #14
جورج حاوي: نبذة ... وقبسات ..
<<كنت أمام منزله عند الساعة التاسعة والثلث صباحا. نزل بعد دقائق فصبّحته مثل العادة. ناولني مفاتيح السيارة. استقللناها معا. وقال لي: <<لا داعي لتحمية السيارة. مشوارنا قريب>>. وعندها سألته: <<الى اين؟>>، فأجاب: نشتري الصحف ومن ثم الى مقهى ال<<غوندول>>. خرجنا من مفرق المنزل باتجاه ملعب الصفا وافترقنا يمينا باتجاه محطة الزهيري ووقع الانفجار>>. رواية يتلوها ثابت بزي مرافق حاوي الذي نجا بأعجوبة وان كان اصيب بصدمة وجروح وكدمات بسيطة.
<<أتذكر كلمة واحدة قالها لي بعد الانفجار <<خلّص حالك يا ثابت>>، بعد ان كنا صرخنا معا. رميت بنفسي من نافذة السيارة واخذت بالصراخ. اقتربت من باب مقعده الايمن. كان قد استشهد... تجمهر الناس ونقلوني الى مركز النجدة الشعبية حيث ما لبث الصليب الاحمر أن أتى وأقلني الى المستشفى... بعدها لم اعد اذكر شيئا>>. رواية بزي كان يدلي بها ل<<السفير>> بعد وصوله مساء امس الى منزل والدته في برج حمود. <<فقط لم اعد اسمع بأذني اليسرى من جراء الانفجار، وهذا امر يمكن حلّه بعلاج طويل>>.
ثابت بزي، في اولى ساعات النقاهة القسرية، في منزل العائلة، بدا كمن يسعى الى تخطي الفاجعة بهدوء شديد. رفض في البداية الحديث عما جرى... هو فقط يريد استذكار <<أبو انيس>> وقد بدأ حديثه عنه قبل السؤال: <<ابو انيس كان الحزب، وكان يردد ان الناس هم الحزب، وهو للناس كما ان الحزب لهم ومنهم>>، ثم يعود ويروي انه كان يعرفه امينا عاما للحزب الشيوعي و<<انا حزبي، وكان يعني لي المقاومة التي اطلقها في 16 ايلول 1982>>.
ولكن مع حلول العام 2000 بدأ ثابت بالعمل المباشر مع حاوي <<كنت مرافقه، سائقه، مساعده، كل ما كان يطلبه كنت اقوم به انا وفؤاد (مرافقه الآخر). ومنذ ذلك العام وحتى تاريخ استشهاده لم افارقه للحظة باستثناء ايام سفره>>.
في وجه ثابت وكلماته، قوة ذهنية فيها شيء من الصفاء وشيء من الحزم والثبات (مثل
اسمه)، ربما لأنه يعيش اليوم ضمن عائلة مؤلفة من أم وثلاثة اولاد جرحى حرب ومن ضمنهم ثابت الذي اصيب في ظهره وعينه، وشقيقة استشهدت عام 1978 واب شهيد في العام 1982، أصر ثابت على اظهار صورته الوسيمة في كتاب شهداء الحزب الشيوعي.
<<أم ثابت>>، مريم بزي، تتنقل من غرفة الى اخرى في ذاك البيت الصغير وتهدد اولادها بالهجرة وحدها <<كلهم يمشون عكس السير>> علقت على اصرار ثابت على اكمال مسيرته الحزبية.
ولكن ماذا ستفعل بعد اليوم؟ يجيب <<الامر غير متبلور امامي اليوم. ما اعرفه هو اني تربيت في منزل شيوعي، ولا ارى نفسي الا شيوعيا!>>.
شيوعي لم يندم، لأن كل ما قام به من عمل حزبي <<كان عن قناعة. حتى اصابتي عن قناعة. وسأكمل عن قناعة. انا ورفاق آخرون سنكمل ما بدأه ابو انيس. بشهداء او بغير شهداء سنستمر بالطريق الصعب والطويل>>.
ثابت يحبّ <<ابو انيس>> كثيرا، حبّ انتقل وراثيا الى ابنتيه مريم (13 سنة) وفرح (12 سنة): <<تحدثت اليهما بعد ان استعدت قواي في المستشفى، قالتا لي <<الحمد لله على السلامة بابا>>. لقد شاهدتا الحادث على التلفزيون بعد خروجهما من المدرسة. هما تحبان <<ابو انيس>> بالقدر نفسه الذي أحبه>>.
لثابت أشياء كثيرة يقولها عن <<ابو انيس>>؛ روايات مبعثرة في ذهنه لكنه يستحضر حالة خاصة <<للرفيق>>، يبدو انها الاحب الى قلبه لا بل يعتبرها من حظه: << تخيلي نفسك مكاني الى جانب جورج حاوي، الامين العام للحزب الشيوعي سابقا، يغني. كان يدندن كلما كان فرحا ويطرق بيده ايقاعا على رجله او باب السيارة. هي حالة تجعله خارج اطاره السياسي، ينفر من نشرات الاخبار وكل ما يعكر صفوه. هي حالة اشتقنا اليها منذ استشهاد رفيق الحريري، حيث كان يبدو في حالة طوارئ دائمة، يقرأ الصحف ويتابع نشرات الأخبار>>.
جورج حاوي لم يكن يشعر بأن حياته مهددة، كما يقول ثابت <<لا اعداء له، وهو الذي يعرف كيف يقربهم اليه بالحوار. ولو كان شعر بذلك لكان اتخذ الاجراءات اللازمة او كان نبهنا على الاقل>>.
يوم الاثنين، الساعة الرابعة بعد الظهر، قال ثابت <<بعد بدك شي؟>>. اجاب حاوي: <<لا، أعطني مفتاح السيارة وعُد غدا في الصباح، انا ذاهب مع <<الحكيمة>> (اللقب الأحب الذي ينادي به زوجته على حد تعبير ثابت)>>.
يوم الثلاثاء، الساعة العاشرة إلا خمس دقائق، صرخ ثابت، فقال حاوي: <<خلّص حالك>>.
يوم الاربعاء، ثابت يبكي ويقول <<خسر الحزب حزبا اسمه جورج حاوي، ليته لم يؤجل سفره! لم نكن لنخسره>>.
يوم الاثنين، كان ابو انيس سيستقل الطائرة عند الساعة السادسة والنصف لزيارة ابنته نارا في مصر، إلا انه ارجأ سفره يوما واحدا.
الثلاثاء عند السادسة والنصف، اقلعت الطائرة من دونه. هناك من اسرع به الى عالم آخر.
المؤكد أن <<ابو انيس>> <<عاش>> استشهاده فصرخ، وكان كلامه الاخير <<خلّص حالك!>>.
06-23-2005, 05:31 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
جورج حاوي: نبذة ... وقبسات .. - بواسطة skeptic - 06-21-2005, 10:55 PM,
جورج حاوي: نبذة ... وقبسات .. - بواسطة Bilal Nabil - 06-21-2005, 11:44 PM,
جورج حاوي: نبذة ... وقبسات .. - بواسطة journalist - 06-22-2005, 04:55 AM,
جورج حاوي: نبذة ... وقبسات .. - بواسطة زياد - 06-22-2005, 01:40 PM,
جورج حاوي: نبذة ... وقبسات .. - بواسطة Arab Horizon - 06-22-2005, 04:12 PM,
جورج حاوي: نبذة ... وقبسات .. - بواسطة زيوس - 06-23-2005, 12:37 AM,
جورج حاوي: نبذة ... وقبسات .. - بواسطة تروتسكي - 06-23-2005, 05:29 AM,
جورج حاوي: نبذة ... وقبسات .. - بواسطة تروتسكي - 06-23-2005, 05:31 AM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  القائد العظيم جورج بوش زكي العلي 14 3,864 10-14-2010, 07:48 PM
آخر رد: استشهادي المستقبل
  جورج طرابيشي ونسف المسلمات Nowruz 0 1,050 10-13-2010, 04:28 PM
آخر رد: Nowruz
  ماذا يفعل جورج بوش الان ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ استشهادي المستقبل 0 1,373 09-08-2010, 07:56 AM
آخر رد: استشهادي المستقبل
  سؤال حول جورج طرابيشي وحسن حنفي أرجو الإجابة عليه داعية السلام مع الله 4 2,124 01-01-2010, 04:28 AM
آخر رد: بهجت
  ضريح ميشيل عفلق وضريح جورج واشنطن وما بينهما عزالدين بن حسين القوطالي 28 7,870 12-29-2009, 08:37 PM
آخر رد: أبو نواس

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS