بدا الأمر مع سقوط التمثال أننا نمشي في اتجاه ، والعالم كله يمشي في الإتجاه المعاكس تماما ..
نعارض ليجني غيرنا ثمارا ما زرعنا بذرتها ..
ثم علينا أن نأكل من الثمرة ، أو أن ترجمنا الشياطين ..

أمريكا قسمت العالم فعلينا إلى معسكرين حسب مصطلح بوش .. فسطاطين حسب مصطلح بن لادن ، معسكر الشر ومعسكر الخير .. فسطاط الخير وفسطاط الشر ..
لا خيار ، من ليس معنا فهو ضدنا .. ولا يهم أنك في الحالتين ضد نفسك .

أقرأ عن فتنة الأعور الدجال وأنه يقسم الخلائق إلى قسمين ومن معه يدخل جنته ومن ضده يدخل ناره ..
بدا الأمر بعد أن ذهبت سكرة الفردوس وأتت فكرة الدومينو أن الأمر كذلك .. وكذلك بالضبط ..
لا خيار .. لا حل وسط .

سقوط التمثال .. سقوط المفاهيم
قبل الحرب كان الصوت الليبرالي في النادي يبشرنا بجنة الأعور الدجال والتي من دخلها – كما تقول الرواية – سيكتشفها نارا .. بعض هؤلاء نكص على عقبيه باكرا ربما لأنه اكتشف متأخرا أن ليس كل ما يلمع ذهبا ، وأن قعر جهنم ملئ بأصحاب النوايا الحسنة ..
بالنسبة لي أنا .. وأعوذ بالله من أنا .. لا هذا ولا ذاك ..
معظمنا / معظمهم (( يتنطع )) بمالا يعرف وبما لا يؤمن حقيقة .. ذلك أن ساعة الحقيقة هي وحدها الحقيقة ..
يلهث خلف سراب الشعارات ككلب قتله العطش .. أو كالحمار الذي يحمل أسفارا ..
لا مواقف مبدئية .. ولا نتائج مبدئية أيضا .

قبل سقوط التمثال ..قبل سقوط القناعات ..كان بعضهم يبشر بحدائق بابل المعلقة التي ستعود من رحم الأسطورة وكان علينا أن نصدقه ، وكان علينا أن نسمع " أمريكيون أكثر من أمريكا " يسومونا سوء الشتيمة والتحمير والتغبيئ * والتجحيش والتسطيح والتبطيح معا :
أنتم ضد الديموقراطية ..
وماذا كنا نفعل طيلة عقود ؟؟!!

أحدهم وبلا أي مقدمات كتب صبيحة سقوط التمثال :
وا إسلاماااااااااااااه ..
لينقلب النادي رأسا على عقب .
وماذا عن الليبرالية ومبادئها ؟!
وماذا عن جنة أمريكا في أرضها ؟
وماذا عن الإسلاموية والعلمانوية ؟!!
ماذا عن اعطاء الفرصة للقادم الجديد ؟!
لا شئ .. هكذا كما نبتت شجرة القرع فجأة ، إختفت فجأة أيضا مع أول فيح صيف ..

كان جيدا لمعظمنا نحن في صف الحمير الأغبياء الجحاش السطحيين أن ينضم لنا من ؟؟ أحد أساطين الصف الآخر ..

سأدعي ..

إلا أنا ..

تلك ردة فعل عاطفية (( مبررة )) شكلا .. ليست كذلك مضمونا ...
ولأننا كالكلاب التي تلهث خلف سراب الصحراء ..
ولأننا كالحمير التي تحمل أسفارا ..

فقد عادت شجرة القرع لتنبت من جديد وتتعالى فوق هامات شجر الحور في الربيع المقبل ..
وعادت الرياح تتلاعب بأوراقها من جديد ..

وعدنا إلى الصف الآخر :
حمير ، أغبياء ، جحاش ، سطحيون ..

في زمن فتنة الأعور الدجال

وأما " تفوووووووو عليكم " ..
فقد صنع منها بعضنا حرز ..
وبعضها مسحها بمنديله ..
وبعضنا تناساها وكأنها لم تكن ..

وكانت لم تكن



سوف لن أعدكم ..
يتبع

(f)





* تغبيئ ؟ هل هي اشتقاق من غبي ؟؟!!