الأخ المحترم "داعية السلام مع الله":

كم أنا سعيد بحضورك معنا في هذه الساحة و التي لا يردها سوى القليل من الشباب و في الغالب يأتيها خيرة الشباب مثلك. و أتفق معك في أنه هي قليلة تلك الأعمال التي تتميز بالجودة و الابتكار و تترك بصمة في حياتنا.
بالنسبة لي، الكتب كالآتي:
1. القرآن الكريم، باعتباره أول كتاب أبصرته عيناي و شكّل حياتي فيما يتعلق بحاسة الذوق الأخلاقي.

2. الكتاب المقدس و عرفته فيما بعد و أنا في الثامنة عشرة.

3. أعمال شكسبير و بخاصة تاجر البندقية و بخاصة عندما يصرخ التاجر: Hath not a Jew eyes? ثم الملك لير و الذي طردته بناته فصار يعوي في البرية. صدق أو لا تصدق، لا الكتاب المقدس و لا القرآن تسببا في بكائي و لكن أعمال شكسبير لمست أعماق قلبي و أحيانا كانت الدموع تنساب من مآقيّ و ذلك لعموم التجربة الإنسانية و كونيتها لدى شكسبير.

4. أعشق جبران إلى حد الجنون. أعتبره نبي هذا الزمان و لو لم يتم غلق الكتاب المقدس لطلبت بإضافته إلى قانون الأسفار المقدسة فورًا.

تقول إنك تأثرت بكتاب "واقعنا المعاصر" للمفكر المقتدر محمد قطب. هل من الممكن أن تتكرم و تشاركنا بما يقوله في هذا الكتاب و كيف تجاوبت معه إما إيجابا أو سلبا؟ أقرأ هذه الأيام كتب من هذه النوعية و لكن للمفكر العظيم "اسماعيل مظهر" و طبعا أقف ساعات أمام كتاباته مشدوه الفكين من انبهاري بعظمة هذا الرجل و ساعات أخرى أراه مفرطا في المثالية كما يظهر هذا في كلامه مثلا عن الفلاح كمعيار للثقافة التقليدية لنا كمصريين و أنه نقطة الرجوع و كأن عالم الفلاح الذي عشت أنا به كله زهور و رياحينا متناسيا آفات و أمراض المجتمع الفلاحي فيما يخص بقدسية فردية الفرد.

سعيد بوجودك معنا يا أستاذ داعية و اسمك على فكرة يعجبني لأنه "داعية السلام" فلننشر السلام بين جميع البشر لأن كوكبنا الأرضى أضيق من أن نتناحر في أمور قد نراها بمنظور لا يتجاوز أرنبة أنوفنا.

مرحبا كل الترحاب بك.

(f):kiss2: