{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
هل تجلب الحملة الامريكية الديموقراطية للعراق ؟؟؟
Awarfie غير متصل
متفرد ، و ليس ظاهرة .
*****

المشاركات: 4,346
الانضمام: Dec 2001
مشاركة: #147
هل تجلب الحملة الامريكية الديموقراطية للعراق ؟؟؟

يعتمد على ما هي أولوياتك في العراق، إذا كنت تبحث عن قصة أسلحة الدمار الشامل، أو تتساءل إذا ما كانت أمريكا محقة في احتلالها للعراق أم ألا؟ أو إذا كان الرئيس الأميركي صادقاً أو كاذباً في ما يدعيه عن العراق، أو إذا كان الرئيس السابق للجمهورية العراقية، المتوقع محاكمته، بطلاً أم مجرماً، فعليك بقراءة مقال آخر غير هذا.

أولويات البحث في الموضوع العراقي بالنسبة الى هي ما إذا كان العراقيون قادرون في المستقبل المنظور أن يقبلوا «لعبة» الديموقراطية بكل منجزاتها، وبكل قصورها الذاتي أم لا؟ للإجابة لهذا السؤال، يعتمد مستقبل المنطقة العربية، أن خيراً أو شراً، أو على الأقل المنطقة العربية المحاذية واللصيقة بالعراق.

استقبل كثيرون، دول وقطاعات شعبية، تنصيب رئيس الجمهورية العراقي الموقت ورئيس الوزراء والوزراء الجدد بحفاوة، ربما كل له أسبابه المختلفة عن الآخر، كما بدا الانتقاد من داخل العراق وخارجه لما تم التوافق عليه وأيضاً كل لأسبابه الخاصة.

إلا أن الملفت أن الإدارة العراقية الجديدة اعتقدت أنها وصلت الى حكم العراق بنضالها الخاص، والمنقطع عن كل الإجراءات الدولية ومن بينها الحرب التي حررت العراق، ووجد البعض أن «شكر» الولايات المتحدة بهذا الخصوص فيه مثلبة كبيرة وأثم وطني لا يغتفر أن تم، بل بدا يطالب بالتحرر التام أو الموت الزؤام على شاكلة هتافات الثلاثينات من القرن الماضي.

لا اعرف إذا كان البعض ذاك قد قراء مقولة برنارد شو الفيلسوف البريطاني الشهير التي قال فيها: أن ادعاء الوطنية آخر ما يلجأ الى الدجال!

فادعاء الوطنية الذي قال به السيد الجلبي مثلاً «اخرجوا من بلادي» أو الذي قال به السيد الباجه جي أن هناك مؤامرة ضدي، و أن الأميركان لم يرشحوني لرئاسة وغيرها من التصريحات الملتهبة التي تنطلق من بعض الفئات العراقية اليوم تعني وشيئاً واحداً، أن الجميع يريد أن ينسي انه لولا تدخل الولايات المتحدة القسري وبالقوة، لكانت مخابرات صدام حسين وربما مخابرات أحفاده في المستقبل تعد على العراقيين أنفاسهم وعدد خبزهم.

فالقاعدة الذهبية الأولي لكل عراقي أن كان حقيقة يريد أن يبني عراقاً جديداً هو الاعتراف من دون خجل أو تورية، انه لولا التدخل الأميركي لظل السجان قابعاً في قصره وظل أحرار العراق أما منفيين أو مقبورين.

نعم هنا أخطاء أميركية كثيرة، وربما أن الأميركيين أول من يعترف بها، إلا أن إدارة الظهر لكل ما حدث، وكان (الأميركان) مؤجرون للقيام بما قاموا به، يعني أن الخطاب السابق لا يزال كما هو، وان احتمال تغييره الى الأفضل جد ضئيل، وإذا بنيت الوطنية العراقية الجديدة على معاداة من هم في الخارج، وترك كل السلبيات على باب الآخرين و الانفضاض عنها، فلن يجدوا آخرين بعد ذلك يمدوا لهم يد العون، ولن يجد العراق ما يبني عليه.

مجلس الحكم السابق هو من اقتراح وتنفيذ سلطة الاحتلال، وهو اجتهاد كان له مناصروه، وأيضاً له معارضوه، ألا انه ليس بديلا لمؤسسات منتخبة عراقية تمكن النسيج العراقي كله من رسم مستقبل بلده من دون إقصاء ومن دون هيمنة، وإذا اعتقد أعضاء في مجلس الحكم السابق، أشخاص أو تنظيمات، أنهم مفوضون للهيمنة على العراق فذاك أول طريق الدكتاتورية الجديدة.

اذكر أن السيد الأخضر الابراهيمي كان عائداً من زيارة أصبحت مشهورة من العراق في النصف الثاني من التسعينات الماضية، وقتها كان بصحبة ألامين العام للأمم المتحدة بعد أن تدخلت في مسيرة المفاوضات مع النظام العراقي السابق، وسألته ماذا رأيت؟ فرد الديبلوماسي الحصيف بكلمات قليلة معبرة، أن العراقيين أسوأ من يدافع عن قضية! كانت الإشارة إلي النظام السابق، وقد تكون محقّة جزئياً للإشارة إلي ما يحدث اليوم، أن لم تتواضع القيادات والنخب فتحل المصالح الأوسع على المصالح الأضيق.

بعض الوزراء العراقيين في الوزرة الماضية فرضوا على موظفيهم لبس شكل معين من الملابس وإطلاق شكل معين من الذقون للرجال، كما يرى البعض الآخر أن يسلم العراق له ولطائفته كي يتحكم فيه.

لا يتصور عاقل أن كل ما حدث من صراح وتضحيات، سواء ما أريق من دم في الحرب أو جهود سياسية مضنية قادت لتحرير العراق، يمكن أن تقود الى «دولة دينية» على شاكلة إيران، تلك ظروف وهنا ظروف أخرى، ولا اعتقد انه بعد كل المعانات أن تتسيد نخبة عراقية محددة على مقدرات العراق لتفرض أجندتها على الجميع، تحت شعارات قومية أو مذهبية أو دينية أو طافية أو عرقية.

ومن يعتقد أن له المقام الرفيع ليفرض وجهة نظره، عليه أن ينظر الى مصير احمد الجلبي، الذي كتب في الأول من سبتمبر الماضي مقالاً نارياً يطالب فيه سلطة الاحتلال باستخدام العزل والتهميش والإقصاء ليس للكل من له علاقة بما يحدث في العراق من إرهاب، بل بأبنائهم وأسرهم وأقربائهم، وقتها أثارني بخوف ذاك التوجه، وكتبت منتقداً في هذا المكان تلك الروح الانتقامية الشاملة.

واليوم تضع قيادة التحالف في العراق، ومن خلفها جوقة كبيرة من الأعلام الغربي و العربي تضع اللوم على الجلبي لفشل عدد من السياسات، بل ومعها تهم أخرى خطيرة ونحن لا نعرف على وجه اليقين مدى الصحة، أو التلفيق للتهم التي قيلت، ولكن الأهم أن احمد الجلبي على ذكائه المفترض قد وقع في فخ من الفائز يحوز على كل شيء، ولا يترك للآخرين شيء، وهو أمر حاوله صدام حسين وآخرون فنجحوا الى حين وفشلوا في نهاية الأمر.

لا توجد أسرار أو غموض في ما تريد اغلب الشعوب اليوم من متخذي القرار الذي يؤثر في حياتهم سواء كان محلياً أو دولياً، والعراقيون ليسوا استثناء، فهي خمسة مطالب:

- الأمن الوطني، أو التحرر من الخوف من الصراع العسكري، الذي قاد العراق بسبب الدكتاتورية الى خمس حروب متتالية، هي الحرب ضد الأكراد، و ضد إيران، واحتلال الكويت وتحريرها، وحرب الشيعة في الجنوب في أعقابها ثم حرب التحرير الأخيرة إلي أزاحت النظام الدكتاتوري، لقد خسر العراقيون في هذه الحرب ملايين البشر، وبلايين من المال، وسنوات لا تعوض من الزمن.

- الأمن الاجتماعي، أو التحرر من الخوف من العنف، وتطبيق القانون الموضوع من الناس بطريق ديموقراطية من هيئات منتخبة و بشكل عادل، ونظام قضائي عادل وفعال ومستقل، يضمن للطيف العراقي العدالة.

- الحريات الفردية، حرية الانتقال و التعبير و التجمع، الى حرية ملكية وسائل الأعلام، والعيش في الوطن العراقي بكرامة من دون تمييز في الجنس أو العقيدة أو الذهب أو القومية أو الخلفية الاجتماعية، وان ينخرط الجميع في العمل السياسي، ويختار المواطن العراقي بحرية اؤلئك الناس الذين يتخذون القرار الذي يؤثر في حياته نيابة عنه.

- الأمن الشخصي، وهو التحرر من الحاجة والعوز، وضمان الدخل والسكن والعلاج وتساوي فرص التعليم، والفرص المتاحة الأخرى في المجتمع، فقد حرم العراقيون ردحاً من الزمن من خيرات بلدهم.

- الأمن البيئي، أن يعيش المواطن العراقي، ويعمل ويتنزه في بيئة صحية تمكنه من التمتع ببهجة الحياة، من دون تهجير واو طرد وتجفيف لموارده المائية والطبيعية.

تلك هي الخطوط العريضة لمطالب معظم العراقيين، والقدرة على تحقيق هذه المطالب الخمس هو ما يسمي اليوم بالرشادة السياسية المطلوبة في العراق، أو الحكومة الراشدة المتوخاة، وهناك طرق عديدة لتجسيد هذه المبادئ على ارض الواقع لا أخال أن العراق يفتقد الرجال لتطبيقها.

الاكتفاء بالزخارف لحكومة رشيدة شكلاً، و تأخذ بالمؤسسات و الآليات الشكلية من دون تبني الفلسفة، يضيف للعراق سلبيات فوق ما هو موجود فيه، ولا يبدو حتى الآن على الأقل أن هناك قيادات عراقية مستعدة لحمل هذا التحدي.

كل ما هناك تنافس شخصي أو فئوي، أو تصرفات صغيرة يبدو لمن يطلقها أنها عمل وطني وهي ليست كذلك.



محمد الرميحي / الحياة 2004/06/9



06-09-2004, 12:31 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
هل تجلب الحملة الامريكية الديموقراطية للعراق ؟؟؟ - بواسطة Awarfie - 06-09-2004, 12:31 AM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  الاسرى العراقيون بسجون الاحتلالات الامريكية والايرانية ...نداء عاجل !!! زحل بن شمسين 6 1,149 12-31-2012, 06:52 AM
آخر رد: زحل بن شمسين
Lightbulb المداخل (الخلفية) للهيمنة الكونية الامريكية والصهيونية .............؟؟؟!!!!!!!!! زحل بن شمسين 2 868 12-04-2012, 10:25 PM
آخر رد: زحل بن شمسين
  سبب الازمة الاقتصادية الامريكية والعالمية ؟ لواء الدعوة 10 3,019 01-06-2012, 05:04 AM
آخر رد: لواء الدعوة
  ليبيا الخيارات الامريكية المطروحة على الطاولة AbuNatalie 0 897 06-20-2011, 11:23 PM
آخر رد: AbuNatalie
  الادارة الامريكية ومحاولة اكل الثورة وابنائها رحمة العاملي 44 10,960 03-16-2011, 01:39 AM
آخر رد: أبو نواس

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 5 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS