أول صورة للكفن المقدس

فى يوم 28 مايو عام 1898 وقف المصور "بيا" امام الكفن المقدس الذى كان معلقاً افقياً فى برواز خشبى كبير فوق المذبح الرئيسى ومغطى بزجاج مسطح . وبدأ مساعدو "بيا" فى بناء المنصة لكى تكون فى وضع امام الكفن وعلى ارتفاع مناسب وفى الساعة 11 مساءاً تمكن بيا من اخذ اول لقطة بفتح العدسة لمدة 14 دقيقة اعقبتها الثانية بفتح العدسة 20 دقيقة ثم هرول بيا مسرعاً لتحميض فيلمه (الواح زجاجية حساسة) فى الحجرة المظلمة وكان ذلك فى نصف الليل.

وطبقاً لما سجله بيا فقد هدأت مشاعره اولاً عندما شاهد بدء ظهور صورة على النيجاتيف اثناء التحميض ، ولكن بعد ثوان اخرى اعترته دهشة مشوبة برهبة وخوف عندما بدأ يظهر تدريجياً اثناء تحميض النيجاتيف شئ غير متوقع ، فلم يظهر على النيجاتيف "عفريتة" للشكل المرئى فى الكفن ، كما كان غير متوقعاً بل ظهرت بدلاً منه على اللوح الحساس (النيجاتيف) صورة فوتوغرافية حقيقية واضحة لشكل انسان.

ان الشكل الكامل المزدوج الموجود بالكفن قد ظهر على النيجاتيف وقد طرأ عليه تغيير جذرى. فقد ظهر الضوء طبيعى والظلال داكنة فأعطت ملامح عميقة ، وبقع الدماء ظهرت بيضاء ، يمكن رؤيتها كدماء سائلة من يديه وقدميه وجنبه الأيمن وحول كل قمة الرأس ، بل ويمكن رؤية الشخص الذى على الكفن بنسب صحيحة ومضبوطة ، بهيئة انسان ذى بنية صحيحة بدلاً من الشكل القناعى والهيئة الغريبة الموجودة على الكفن . أما أكثر ما كان يثير الدهشة فهو شكل الوجه الذى كان يظهر فى ملئ الحيوية وحوله الخلفية الداكنة.

لقد وجد "بيا" نفسه يفكر فى أنه أول انسان منذ حوالى 1900 سنة يتفرس فى الشكل الحقيقى لجسد السيد المسيح كما كان مسجى فى القبر. فلقد كشف عن الصورة الفوتوغرافية الحقيقية التى كان القماش يخفيها لزمن طويل الى ان امكن اظهارها بواسطة كاميرات التصوير.