...................
ولكن المسيح مات وقام منتصراً على الموت.
...................

المهم أنه ذاق الموت. أما القيامة من الموت فكلنا سنقوم من الموت والفارق فقط في المدة الزمنية. لذا فالذين صعدوا إلى السماء بدون موت أفضل بلا شك.
_________________________

عزيزي أنه لم يذق الموت بدون إرادته كما يموت كل إنسان بل مات بإرادته سلم ذاته للموت بإرادته كما يقول " لهذا يحبني الآب لأني أضع نفسي لآخذها أيضا . ليس أحد يأخذها مني بل أضعها أنا من ذاتي. لي سلطان أن أضعها ولي سلطان أن آخذها أيضا " (يو10 :17و18).
وضع نفسه بإرادته " بهذا قد عرفنا المحبة أن ذاك وضع نفسه لأجلنا " (1يو3 :16).
" الذي إذ كان في صورة الله لم يحسب خلسة أن يكون معادلا للّه لكنه أخلى نفسه آخذا صورة عبد صائرا في شبه الناس. وإذ وجد في الهيئة كانسان وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب. لذلك رفعه الله أيضا وأعطاه اسما فوق كل اسم " (في :5و6).

وكانت قيامته انتصارا على الموت وهذه القيامة كانت برهانا للأحياء على وجود قيامة بعد الموت . وهذا الفارق الزمني الذي تقول عنه حتى الآن عاش فيه مليارات من البشر الذين ماتوا وهم سعدا لأنهم يؤمنون عملاً من خلال قيامة المسيح أنه ستوجد قيامة لجميع الأموات . أما متى سينتهي العالم ، الله وحدة يعلم ، ومن هنا وحتى القيامة سيعيش مليارات ، وربما مليارات المليارات من السنين سيعيش بشر ويموتون سعداء لثقتهم بالقيامة من خلال قيامة المسيح . وكانت قيامة المسيح في أيام الكنيسة الأولى هي البرهان العملي لغير المؤمنين بوجود حياة بعد الموت أو قيامة للأموات :
" ولكن أن كان المسيح يكرز به انه قام من الأموات فكيف يقول قوم بينكم أن ليس قيامة أموات. فان لم تكن قيامة أموات فلا يكون المسيح قد قام.. فانه إذ الموت بإنسان بإنسان أيضا قيامة الأموات " (1كو15 :12-22).

__________________

...................
وكان موته موت نيابي فقد مات نيابة عن البشرية وهذا ما لن يقدر عليه كائن آخر غير المسيح.
...................

في التقليد المسيحي أنه مات نيابة عن المؤمنين فقط. وإلا دخل الجميع (البشرية جمعاء) الملكوت. وهذا لا يعقل. ومن المعروف أن المؤمنين في عصر كل نبي لهم الملكوت.
______________________


المسيح مات نيابة عن كل البشرية ، لكل من يؤمن به:
" لأنه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية. لأنه لم يرسل الله ابنه إلى العالم ليدين العالم بل ليخلّص به العالم. الذي يؤمن به لا يدان والذي لا يؤمن قد دين لأنه لم يؤمن باسم ابن الله الوحيد. وهذه هي الدينونة أن النور قد جاء إلى العالم واحب الناس الظلمة اكثر من النور لان أعمالهم كانت شريرة " (يو3:16-18).
جاء ليقدم نفسه فدية لأجل كل البشرية ، من يؤمن " لان ابن الإنسان أيضا لم يأت ليخدم بل ليخدم وليبذل نفسه فدية عن كثيرين " (مر10 :45).

كما أنه هو تعبير حب الله الذي قدم ذاته كفارة عن الخطايا "بهذا أظهرت محبة الله فينا أن الله قد أرسل ابنه الوحيد إلى العالم لكي نحيا به. في هذه هي المحبة ليس أننا نحن أحببنا الله بل انه هو احبنا وأرسل ابنه كفارة لخطايانا " (1يو4 :9و10) .
ومن هنا صار هو الشفيع الوحيد والوسيط الوحيد بين الله والناس الذي يستطيع أن يغفر الخطايا " لأنه يوجد اله واحد ووسيط واحد بين الله والناس الإنسان يسوع المسيح
" (1تي2 :5).
لأنه قدم ذاته كفارة عن خطايا العالم كله من يؤمن " يا أولادي اكتب إليكم هذا لكي لا تخطئوا. وان اخطأ أحد فلنا شفيع عند الآب يسوع المسيح البار وهو كفارة لخطايانا. ليس لخطايانا فقط بل لخطايا كل العالم أيضا وبهذا نعرف أننا قد عرفناه أن حفظنا وصاياه. من قال قد عرفته وهو لا يحفظ وصاياه فهو كاذب وليس الحق فيه. وأما من حفظ كلمته فحقا في هذا قد تكملت محبة الله.بهذا نعرف أننا فيه. من قال انه ثابت فيه ينبغي انه كما سلك ذاك هكذا يسلك هو أيضا " (1يو2 :1-4).

_________________

...................
كما أنه بقيامته أعطى عربون القيامة من الموت وبرهن عملياً على قيامة الأموات.
...................

وكذلك بقيامة أناس كثيرين من الموت قبل المسيح وفي عصر المسيح أعطوا نفس الشيء.

...................
فجميع الذين ماتوا لم يقوموا والذين قاموا من الموت بمعجزة عادوا للموت ثانية.
...................

تعال نقرأ الفقرات الآتية وبعض أراء المفسرين:

فَصَرَخَ يَسُوعُ أَيْضاً بِصَوْتٍ عَظِيمٍ وَأَسْلَمَ الرُّوحَ. وَإِذَا حِجَابُ الْهَيْكَلِ قَدِ انْشَقَّ إِلَى اثْنَيْنِ مِنْ فَوْقُ إِلَى أَسْفَلُ. وَالأَرْضُ تَزَلْزَلَتْ وَالصُّخُورُ تَشَقَّقَتْ وَالْقُبُورُ تَفَتَّحَتْ وَقَامَ كَثِيرٌ مِنْ أَجْسَادِ الْقِدِّيسِينَ الرَّاقِدِينَ وَخَرَجُوا مِنَ الْقُبُورِ بَعْدَ قِيَامَتِهِ وَدَخَلُوا الْمَدِينَةَ الْمُقَدَّسَةَ وَظَهَرُوا لِكَثِيرِينَ. (متى 27: 50 – 53)
_________________________

عزيزي الذي قاموا من الموت في عصر المسيح أو غيره عادوا للموت مرة ثانية وعادوا إلى الترب كما كانوا .
والذين قاموا لحظة موته قاموا لفترة وجيزة وعادوا ثانية لقبورهم ولم يقل الكتاب أنهم عاشوا بل قال " وَظَهَرُوا لِكَثِيرِينَ " وعبارة ظهروا هنا تؤكد أنهم ظهروا لفترة وجيزة ثم عادوا للموت ثانية .
أما أن قلت ومن أين عرفت أنهم ماتوا ثانية ولماذا لا يكونوا قد صعدوا إلى السماء مثلاً؟ سأقول لك ما أكده الكتاب نفسه وهو أن المسيح هو الوحيد الذي قام من الموت وصار باكورة الراقدين " ولكن الآن قد قام المسيح من الأموات وصار باكورة الراقدين. فانه إذ الموت بإنسان بإنسان أيضا قيامة الأموات. لأنه كما في آدم يموت الجميع هكذا في المسيح سيحيا الجميع. ولكن كل واحد في رتبته.المسيح باكورة ثم الذين للمسيح في مجيئه " (1كو15 :15-23).



أما القول :
وظهروا لكثيرين: من أصدقائهم وذويهم الذين يعرفونهم معرفة شخصية وتحدثوا معهم من قبل في حياتهم الدنيوية. هؤلاء القديسين في رأيي استمروا في حياتهم الأرضية حتى صعود المسيح، وحينئذ انضموا لموكب الملائكة، منطلقين معه إلى السماء فرحين بالنصر.........


فهذا تخمين يتضاد مع نص الكتاب الذي أكد أن المسيح هو باكورة الراقدين والبكر من الأموات " يسوع المسيح الشاهد الأمين البكر من الأموات لكي يكون هو متقدما في كل شيء " (كو1 :17و18).


تحياتي ومحبتي


الراعي / عمانوئيل