اقتباس:  حسان المعري   كتب  
عمك الكريم .. على سعة أفقه و " زكرتيته " وذكائه ، لكن نبوءته وقعت الأرض وما تحققت تماما ككتابه :lol: .. لا أنا أصبحت صحفي ناجح ، ولا هو أنهى تأليف أطروحته :10:

كلاكما انتهى إلى حيث كانت نبوؤة عمي لا حرمني الله جنازتكما:P

فها أنت أصبحت صحفيا ولولا أن أقدارك تعاكسك لأنك تغالبها ولا تستلم لها، غير أنني على يقين من أن النجاح سيكون حليفك، وفراستي تفوق فراسة عمي والله فنادرا (ما تخر الأرض)!

كما ها عمي أنهى بحثه الذي أمضى فيه ثلاثين سنة يجادل في الاشتراكية التي أفل نجمها وغربت شمسها وولى زمانها إلى غير رجعة!

وهو بالمناسبة يبحث عن ناشر يطبع له (الهباب الذي كتبه) وهو في حجم أربع مجلدات، لولا أن الناشرين لا "يبعزقون" أموالهم في استثمار خاسر كهذا، ونحن عقبة كأداء في وجه نشره دراسته على حسابه الخاص لأنها باختصار لن تترك لنا من ميراثه -بعد عمر قصير- شيئا ذا بال! ولن تستعيد رأس مالها حتى يلج الجمل في سم الخياط!!

بخصوص (الجهاد الأمريكي) الذي أشرت إلى بعض مظاهره في الواقع الأفغاني أود مصارحتك بأن هذا محض تجن لا أقبله حتى اليوم مع أن كل المعطيات تدفع باتجاه هذا التقويم!

نعم كان هناك التقاء مصالح بين الحركة الإسلامية العالمية وبين القلق الأمريكي من النفوذ الشيوعي، فكلاهما وجد في لحظة واحدة أن الخطر السوفياتي يستهدفه بشكل أو آخر...

غير أنني أزعم أنه لو قدر للأفغان ولغيرهم أن يستقبلوا من أمرهم ما استدبروا فسيعودون لذات التكتيك، لأن الخطر الشيوعي لم يكن ليقارن بالخطر الأمريكي...

وفي ظني أن البقاء للأصلح ولأجل هذا بقيت الراسمالية الليبرالية عمرا مديدا مقارنة بالاشتراكية الشيوعية، وسيبقى الإسلام بعدهما كما كان قبلهما فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض

وفي هذا يأتي حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في صحيح مسلم: (تقوم الساعة والروم(1) قال: أقول ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال: لئن قلت ذلك، إن فيهم لخصالا أربعا:

إنهم لأحلم الناس عند فتنة
وأسرعهم إفاقة بعد مصيبة
وأوشكهم كرة بعد فرة(3)
وخيرهم لمسكين ويتيم وضعيف(4)
وخامسة حسنة جميلة: وأمنعهم من ظلم الملوك)(5)

الحديث في صحيح مسلم: باب تقوم الساعة والروم أكثر الناس 4/2222(35)

[SIZE=x-small]
(1) وحين يأتي لفظ الروم هكذا فهو لا يعني أمم الرومان القديمة، بل يعني والله أعلم كل ما ينضوي تحت لواء أوربا (الموحدة) اليوم.

(2) وعمرو بن العاص هنا يتأكد من المستورد القرشي راوي الحديث بأنه يروي هذا الحديث بكل دقة وكأنه يريد أن يستنبط من ذلك تحليلا ومغزى.

(3) وأرى أن فراسة عمرو داهية العرب فيهم بمحلها، ولازلت أرى أن فيهم دأبا وحلما ومبادرة ولعل مقصود عمرو من ذكر هذه الصفات بأنها خصال وقيم حميدة تعزز مكانة الأمة وتحقق لها البقاء، وتمكث في الأرض لأنها مما ينفع الناس، وهذا سر بقاء الروم وكثرتهم عند قيام الساعة، ولولا ان لديهم من الآليات والأطروحات ما يحقق البقاء ما كانوا أكثر الناس في آخر الزمان.

(4) وهذا مضمون التكافل الاجتماعي، والغريب أن بعض روايات الحديث في صحيح مسلم تنص على: (وخير الناس لمساكينهم وضعفائهم)، وهو أمر ينطبق على الغرب اليوم الذي تسعى حكوماته بكل ديمقراطية وعدالة لتحقيق مجتمع الكفاية والعدل بل مجتمع الرفاهية لشعوبها فحسب، بينما ينحط الآخرون في درك الاستعباد ونهب الثروات وحقول التجارب للقنابل والجراثيم والأدواء الطبية!! فهم خير لمساكينهم وضعفائهم فحسب..

(5)