السلام للجميع :

الصديق العزيز جادمون ..
من القلائل الذين يسرك أن تختلف معهم (f)

[QUOTE]

1- لعلك حسان تذكر يوما فى احد مواضعيى اننى طالبت بان نعادى بعقلانية وان نكون بعدين عن الانفعال وعن ردود الافعال التى تفرزها حالة عاطفية لا نتاج تفكير عقلى ومنطقى واليوم اعيد هذا السؤال عليك ففيما يخص موقفك من الادارة الامريكية وبشكل مطلق الا ترى انه موقف غالبا ما يكون نتاج انفعال اكثر منه تعقل ؟ وانا هنا اتحدث انطلاقا من بعض مقالاتك والتى شحنت بشكل انفعالى حول الاحتلال الامريكى للعراق والوضع العربى بصفة عامة ؟
[QUOTE]
هل لا زلت ترى يا جاد أن موقفي وموقف الكثيرون من الإحتلال الأمريكي ( لاحظ أنك تسميه إحتلال أيضا ) هو موقف انفعالي عاطفي ؟!!!
نعم ، هو في أحد جوانبه عاطفي كون العراق بلد جار وصديق ( سنخاف القول بأنه شقيق من الآن وصاعدا ) تعرض للاحتلال البشع وقبله للتجويع الذي قتل مليون ونصف المليون إنسان برئ ثم دخل في فوضى أكملت على ما تبقى .. ألا ترى معي يا جاد أن الأمر يستحق منا بعض العاطفة ؟ بعضا من النازع الإنساني ؟! العراق – أولا وآخرا – ليس بلدا في نهاية المجرة عزيزي !!.
لكن بعيدا عن العاطفة ، هل موقفي / موقفنا من (( الإحتلال )) ليس نتاج تفكير عقلي ومنطقي ؟!
تعال لنتابع :
بتقديري أن الصديق جادمون من قرائي المتابعين ، لا أقولها غرورا متصابيا بل هو كذلك كونه دخل معي طرفا في الكثير من النقاشات حول هذا الملف ، لذا – وبتقديري – أنه يعرف تماما أنني ما دافعت يوما عن (( نظام )) صدام حسين ولا انحزت له .. هل اتفقنا على هذه النقطة ؟!
جيد .. اللي بعده :
بالتالي لا أعتقد أن ذاكرة جاد ستخونه في مواضيع واعتراضات واحتجاجات سقتها ضد الغزو سأذكره ببعضها وأدعوه لمطابقتها على الواقع :
- مؤتمر لندن سيرسخ الطائفية في العراق : قبل الغزو .
- المعارضة العراقية ستتحول إلى مجرد بغل يجر " طنبر " ينقل النفط للسفن الأمريكية في أم قصر .
- هل صدام حسين كان آخر عارنا ؟! : يوم الغزو تماما .
- حل الجيش العراقي سيفرز نوعا آخر من المقاومة : بعدها بقليل .
- أمريكا ستبحث عن صدام لتبوس شواربه وتعتذر منه .
- الإنتخابات العراقية رسخت الطائفية فعلا ... الخ الخ .

ولنتابعها واحدة تلو أخرى ثم نقرر إن كان موقفي عاطفي فعلا :
- صدام حسين : صدام قتل في ثلاثة عقود مليون عراقي .. لنقل مليوني عراقي ، أمريكا قتلت في حصار ثم عامين من الغزو مليون ونصف ثم مائة ألف عراقي .
طبعا لست أفاضل بين الشرين لأن كلاكهما شر ، إنما أفترض أن من يقصي الشر لأنه شر ، ليس من المقبول أن يمارس ما هو أبشع من الشر ذاته !!.
- المعارضة العراقية : أين هي ؟ اذا استثنينا الدعوة والمجلس الأعلى كأطرف طائفية والأكراد كطرف عرقي ، فأين هي المعارضة الوطنية التي شرعنت لهذا الإحتلال ؟
- بقية الهياكل الورقية التي دخلت مع وبأمريكا ، أول من تنكب لها وأقصاها أمريكا ذاتها .. لم نعد نسمع عن أحزاب سياسية بأطر أيديولوجية مثلا !!.. طبعا سنتجاوز عن عمقها الشعبي في الشارع ونرضى بالأمر الواقع .
- حل الجيش العراقي : على علمي أن ثاني واحد تحدث بعدي عن الخطأ الفادح في حله هو كولن باول ذاته !!
- لو افترضنا فعلا أن الشعب العراقي كان ينتظر الدبابة الأمريكية بالورود ، فهل سيقبل 400 ألف إنسان أن يجردوا من حقوقهم كافة ويرمون بالشارع عرضة للبطالة ؟!
- أذكر وقتها أنني قلت لو أن 10 آلاف جندي سابق حمل السلاح وقاوم أمريكا ليس لأسباب وطنية بل لأسباب " معيشية " بحتة ، فإن أمريكا صنعت نواة للمقاومة دون أن تشعر ..
أمريكا وصدام :
هاهي أمريكا باست شوارب صدام فعلا ورسخته بطلا قوميا في أعين العراقيين والعرب لا بل والدنيا جمعاء .
لاحظ الفرق يا جاد : عندما قبضت أمريكا على نورييجا رئيس بنما بعد غزوها لهذه الرقعة المجهرية من العالم ، بادرت على الفور لمحاكمته وإدانته وزجه في أحد السجون الأمريكية كأي مجرم وبأي تهمة ؟ تهمة ترويج المخدرات !!!!!!!!!!.
صدام حسين : اتهمته أمريكا بأنه غزى دولة أخرى " الكويت " ، وشن حربا ضد إيران " بأسلحة أمريكية وفرنسية !!! " ، وطور أسلحة دمار شامل ، وقاوم حركة إنفصالية " الأكراد " .
في عالم السياسية عزيزي جاد ، تلك ليست تهم تستحق التجريم ، وبنظرة سريعة لخارطة العالم وللواقع السياسي المعاصر سنجد أنها سابقة غير مسبوقة ..
كقارئ للسياسية .. قارئ موااااظب للسياسة ، فإن أمريكا صنعت من صدام حسين بطلا وأتت لمعاقبته لأنه بطل ، وليس لأنه جزار متهم بالإبادة الجماعية كميلوسوفيتش ، وليس لأنه تاجر مخدرات كنورييجا .
هل أذكرك بشئ آخر ؟؟!! أمريكا اعتبرت صدام حسين ((( أسير حرب ))) كونه كان ((( قائد القوات التي حاربت أمريكا )))) .!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! .... !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! الى آخره .
الإنتخابات العراقية :
إن كنا نهيم حبا في الشعارات والمصطلحات ، فالرئيس السوري وصل للسلطة بتصويت مجلس (( الشعب )) الذي أتى عبر (( إنتخاباااات )) شعبية ، بالتالي فالرئيس السوري رئيس شرعي ..
ذات الأمر ينطبق على الكثير من الأشكال الإنتخابية (( العربية )) كلبنان مثلا .. بالتالي ، ومن هذا المنطلق فهي انتخابات فعلا ، وليس لي أي اعتراض عليها .

طبعا سوف نتجاوز عن تفاصيل صغيرة وتافهة ولا تستحق الذكر كون أمريكا احتلت بلدا في العالم ( بغض النظر عن اسمه ) دون أي مسوغ أخلاقي أو قانوني أو أي شكل كان ، ومارست فيه أبشع أنواع التخريب والعنجهية وروعت أهله واقتحمت دورهم ليلا وكان جنودها يسرقون حلي النساء ( قامت الدنيا على الجندي السوري الفقير المسيكن لما عملها في لبنان ) وخربت (( تماما )) البنية التحتية للبد ( عدا وزارة النفط ) وأتت معها من الكويت بعصابات نهب منظمة قامت بسرقة الوزارات والمتاحف ونشرت الفوضى في البلد وفتحت الحدود للرائح والغادي .. الخ الخ الخ ، كلها تفاصيل لا تذكر .
هل نحن عاطفيون فعلا يا جاد أم أن " من لا يرى في الغربال أعمى " ؟!
هل كنت / كنا نتنبأ بما سيحدث أم أن الأمور واضحة وعلى الطاولة وعلى عينك يا تاجر ؟!
أنا من سيسألك الآن :
أليس الموقف المغاير هو مموقف عاطفي مصلحي نفعي ليس له أي مسوغ منطقي ولا حتى أخلاقي ؟!
أريدك أن تحدثني عن العراق بعد ثلاث سنوات من الحرب ، كيف تراها فعلا ؟؟!!

[QUOTE]
2- هو سؤال لا اعتقد انى طرحته عليك بشكل مجرد او مطلق وهو يدور حول موقفك من المقاومة العراقية ؟ هل ترى فيها البديل المناسب للاحتلال ؟ وحتى لا اضعك ضمن اطار الثنائيات اترك لك الحديث باسهاب عن هذا الدور المفترض واى سيناريوهات مفترضة عن الوضع العراقى اثناء وبعد خروج المحتل بحسب اجندة هذه المقاومة ؟
[QUOTE]
1+1= 2
طالما نحن نتحدث عن (( إحتلال )) فسنتحدث – شئنا أم أبينا – عن مقاومة .. لا أعتقد ومن خبرتي السياسية المتواضعة أن احتلالا لا يجب أن يفرز مقاومة .
موقفي من المقاومة ؟؟!
تلك كلمة عامة ومطاطة كون القوم باتوا يتحدثون (( أخيرا )) عن مقاومة عراقية ، وعن " ارهابيون " عرب !!.
أيضا سأذكرك بحوار دار بيننا سابقا :
- حق المقاومة ، وما هو برنامجها السياسي !
- العراقيون العرب .
أذكر أنك عزيزي جاد اعترضت يوما على المقاومة متسائلا : ماهو برنامجها السياسي ؟ وأذكر أنني أجبتك أن الإحتلال ذاته هو برنامجها السياسي .
أيضا قلت أنه في ظل عدم اعتراف كامل بمشروعية المقاومة ووصمها بالإرهاب فهذا يعني أن الطرف الآخر " المحتل " هو من قطع دابر أي برنامج سياسي يمكن أن يكون موجودا .
أذكر أنني في خضم دفاعي عن المقاومة تحدثت عن (( خطأ )) الإدارة الأمريكية في محاصرتها بهذه المصطلحات لأنها هي بذاتها تفتح الباب لظهور عشرات الأشكال من العنف الذي يتلفح بالمقاومة .. وتصدق ؟ حصل ، وأقرني على ذلك رامسفيلد ذاته .. ووزير الكهرباء العراقي ، ووزير الدفاع العراقي السابقين .. يعني أنا شو بدي أكتر من هيك دعم ؟ :lol:
أخيرا .. بدأت أمريكا وأطرافها العراقية بالاعتراف بوجود كيان للمقاومة يمكن التواصل معه .. وهذا هو المنطقي في أي عمل سياسي (( حقيقي )) ..
لا يمكن التعامل مع أمر كهذا بعدم واقعية أو عقلانية ، هذا التعالي الفج على الواقع افرز مقاتلون يقاتلون بأجندات لا علاقة لها أساسا بالشأن العراقي ، أو دخول جماعات تطارد رأس أمريكا ، أو ظهور عصابات قتل وخطف وابتزاز ، أو نشوء جماعات طائفية تطارد بعضها بعضا ... الخ الخ .. وكله حصل عزيزي جاد .
العراقيون العرب ..
لو يذكر العزيز جاد أنني تحدثت عن هذا الأمر منذ اللحظة الأولى وعن ظاهرة جديدة ستظره اسمها " العراقيون العرب " على غرار الأفغان العرب .. وقد حدث ، وكان من الطبيعي والمنطقي أن يحدث .
هؤلاء ليسوا إرهابيين .. ستقول أن لا علاقة لهم بالشأن العراقي ؟ سأقول ممكن .. هذا مع أن أمريكا ذاتها استخدمتهم يوما وكانت تطلق عليهم مجاهدون ، إذا – بالمنطق – لماذا حلال في أفغانستان والشيشان حرام في العراق ؟!
الله يجعل كلامي خفيف .. لكن العراق حاجة تانية خالص !!
في العراق يوجد (( كانتونات )) طائفية وعرقية ترفض أساسا أن تنضوي تحت مسمى " عربي " وهي ستكره هذا العربي لو جلب لها حليب العصفور ، ومن الطبيعي جدا أنها سترفضه مقاتلا كان أو حتى مهاجرا .. وها نحن نسمع التقرير تلو الآخر عن أعمال عنف تمارس ضد (( العرب )) الذين يعيشون في العراق كالمصريين والفلسطينيين ..
اذا يا صاحبي ، ليس كل ما يلمع ذهبا .. وليس علينا أن نخوض مع الخائضين .
وطالما أمريكا أباحت لنفسها أن تتدخل (( عسكريا )) في شأن بلد آخر ، فهي أعطت – رغم أنفها – هذا الحق لكل من هب ودب لأن يتدخل كل حسب أولوياته .
إيران وسوريا ودول الخليج لها أذرع مقاومة داخل العراق .. طيب ما المشكلة ؟ أليس يحق لهذه الأطراف أن تخاف على مصالحها أيضا تماما كما فعلت أمريكا ؟!!
لو تذكر أيضا .. كنت ضد هؤلاء وكتبت – لو تذكر – أنهم يطيلون عمر الأنظمة الإستبدادية !!.
مع ذلك ، فالأمر يبدو أكثر من منطقي .. تلك الدول تخاف أن تطالها العصى الأمريكية ، وليس أقل من أن تضع العصي في عجلات الحملة طالما هي غير قادرة على المواجهة المباشرة .
// واى سيناريوهات مفترضة عن الوضع العراقى اثناء وبعد خروج المحتل بحسب اجندة هذه المقاومة ؟ //
مع مرور الوقت صارت الخيارات تضيق حتى لتكاد تنعدم تماما .
أمريكا – برأيي – سعت إلى هذه الفوضى عبر إطلاق العنان لجماعات القتل والإرهاب لتخلق حالا يصعب معه أي خيار سوى خيار واحد : بقاء القوات الأمريكية .
تلك الحالة .. هذا الدرس – ربما – تعلمته أمريكا من التجربة السورية في لبنان ..بالتالي فإن خروج القوات الأمريكية حاليا وبشكل غير منظم ، سيفتح الباب على مصراعيه لحرب أهلية دامية لا تبقي ولا تذر ..
هذا مؤسف .. كان بالإمكان منذ اللحظة الأولى أن " تؤطر " أمريكا ذاتها العمل المناهض لها ( هذا لو كانت صادقة في نياتها ) لتجنب ذاتها هذا المستنقع الذي ما عادت تعرف كيف تخرج منه ، وتجنب العراق احتمالات مأساوية كتلك .
الآن ما عاد ممكنا الحديث عن أجندة محددة كون المقاومة العراقية مهمشة قسرا ، ودخل في نسيجها عشرات الأطراف التي ليس لها أجندة وطنية أصلا ..
مع ذلك ، لا أعتقد توقف المقاومة العراقية عن حمل السلاح سيعيد الأمور لنصابها ( وبرأيي هذا ما تريد الوصول إليه جاد ) لأن الأمور انفلتت وانتهى الأمر ..
يمكن بحال واحد أن يتم السماح لها بإنشاء جناح (( سياسي )) يفاوض بإسمها هي لا غير وبمشاركة قوى وطنية مناهضة للوجود الأمريكي .. وباعتقادي أن أمريكا باتت تفكر بهذا الحل فعلا .

تعبت من الكتابة ..
بقية الأسئلة سأجيب عنها لاحقا ...

أيضا سأرحب بالغالي جدا جدا الصديق العزيز رافض ، وبالصديق الانترنتي فرات وبالغالي إيبلا ، وبالعزيز أميريشو الذي شرفني والله بهذا المرور .

محبتي لكم جميعا ..

(f)


وحسبي الله ونعم الوكيل عليك يا جاد
:angry:

إيبلا يا حبيب الروح ... ما انفقست واللي كان كان :9: