حسنًا .. يبدوا أننا مضطرون مرة أخرى لتلقينة درسًا ..
يستبشع الأستاذ " عبد إله المسيح " كلمة أحسن الخالقين في القرآن و يتعجب كيف نقول أن الله أحسن الخالقين !
هل هناك خالقين آخرين ؟!!
لذا رأينا أن نعطيه درسًا قصيرًا في اللغة ليعرف قدره و مكانته أمام كلام الله الذي لا يأتيه الباطل من أمامه و لا من خلفه ...
يقول الأزهري : " وأَصل الخلق التقدير، فهو باعْتبار تقدير ما منه وجُودُها وبالاعتبار للإِيجادِ على وَفْقِ التقدير خالقٌ .
والخَلْقُ في كلام العرب : ابتِداع الشيء على مِثال لم يُسبق إِليه : وكل شيء خلَقه الله فهو مُبْتَدِئه على غير مثال سُبق إِليه : أَلا له الخَلق والأَمر تبارك الله أَحسن الخالقين " (لسان العرب لابن منظور مادة خ-ل-ق)
و يقول أبو بكر الأنباري : " الخلق في كلام العرب على وجهين: أَحدهما الإِنْشاء على مثال أَبْدعَه، والآخر التقدير؛ وقال في قوله تعالى: فتبارك الله أَحسنُ الخالقين، معناه أَحسن المُقدِّرين؛ وكذلك قوله تعالى: وتَخْلقُون إِفْكاً؛ أَي تُقدِّرون كذباً .
وقوله تعالى: أَنِّي أَخْلُق لكم من الطين خَلْقه؛ تقديره، ولم يرد أَنه يُحدِث معدوماً " (المصدر السابق)
و معنى هذا الكلام أن الخلق عادة يعني صنع الشئ و تحويله من صورة إلى صورة أخرى لذا نسمى الإبداعات النادرة أعمال خلاقة لروعة تقديرها و مهارة خالقها أي صانعها ، أما الخلق بمعنى الإيجاد من العدم فينفرد به الله لذا كان هو أحسن الخالقين أي الذي لا يخلق على منواله أحدٌ أبدًا .