اشكركما اخوي الكريمين و ادعو الله لكما و للجميع , بان يجعلنا من عباده الذين يسمعون القول فيتبعون احسنه.
القران الكريم هو رسالة الله الخاتمة للبشر. و بما انه لن يكون خطاب بعده, فهو قد اشتمل على علوم الاولين و الاخرين.
و قد وصفه التبي(ص) بانه حبل الله المتين . فيه خبر ما قبلنا و حكم ما بيننا و نبا ما بعدنا. ما من جبار تركه الا و قصمه الله. و من طلب الهدي في غيره اضله الله. لا يخلق على كثرة الرد و لا تشبع منه العلماء.
فاذا كان القران الكريم قد قال بصريح العبارة ان ادم خليفة , فهل العلم يقول شيئا عن هذا الموضوع.
في الواقع لم يكن في مقدور العلم الا ان يعتمد على معطيات علوم المستحاثات و الانثروبولوجي. فظل الاعتماد على ما يعثر عليه من بقايا هياكل عظمية او ادوات صنعها الانسان الاول.
فقرانا عن انسان جاوا و كرومانون و لوسي . و يقدر عمر هذه الهياكل بعدة ملايين من السنين.
فاجأ علماء البيولوجيا الجزيئية الاوساط العلمية قبل عدة سنوات بتقديرهم عمر الانسان الحالي و الذي ينتمي اليه الستة مليار الموجودين الان على الارض. و النتيجة التي وصل اليها علم البيولوجيا الجزيئية ليست من فصيل نتائج علم الانثروبولوجي غير المؤكدة, اذ انها مبنية على دراسة الحمض النووي الميتوكوندري. فقد اكتشف العلماء في سبعينات القرن العشرين :
1) ان الميتوكوندريا ( و هي مكون صغير من مكونات الخلية الحية موجود خارج النواة في جبلة الخلية الحية) , يحتوي على حامض د.ن.أ. المسئول عن تكوين الجينات الوراثية.
2) ان الميتوكوندريا يرثها الانسان عن طريق امه فقط.
و يناء على هذين الاكتشافين امكن الوصول الى الحقائق التالية:
1- كل البشر ال6 مليار الحاليين ينتمون الى ام واحدة ورثوا منها الميتوكوندريا.
2- بدراسة فروقات حامص د.ن.أ تم التوصل الى ان اكثر حامص نووي اعتراه التغير هو الافريقي مما يدلل على انه الاقدم عمرا , و تفسيره ان اصل الانسانية هو العنصر الافريقي الاسمر.
3- في دراستين منفصلتين احدهما تمت في الولايات المتحدة قدر عمر الحمض النووي بين 150000 -200000 سنة و في الدراسة الاخرى في استراليا قدر بحوالي 190000 سنة.
و بوجود الدليل البيولوجي و ضعف الدليل الاحفوري نخلص الى ان العظام و بقايا الهياكل العظمية التي يعود تاريخها الى اكثر من هذه التقديرات لا تمت الى البشر الحاليين. فاذا اقر العلم بوجود مخلوق سابق للانسان الحالي , الذي ساد الارض في حين انقرض او اختفى المخلوق السابق , فهذا يؤكد ما اقره القران الكريم بان ادم ليس اول مخلوق على الارض و انما هو خليفة لمن سبقه.