(f)

كنت استغرب كثيرا عندما امر على اللقاءات التي عقدت في هذا المنتدى ، واجد انه لم يخصص - طوال المدة الطويلة السابقة - أي لقاء مع احد اقوي الأقلام في النادي : المعري ، لكن إن يأتي اللقاء متأخرا خيرا من إن لا يأتي أبدا .

ما الذي يعجبك في حسان المعري ؟ .
كل شئ .

و ما الذي لا يعجبك في حسان المعري ؟.
لا شئ .

بعيدا عن نقطة الاتفاق التي اتفق عليها اغلب المارون من هنا ، عن كون المعري يتمتع بقدرة بلاغية فائقة على إيصال ما يريد في بساطة ، ووضوح ، فانه يجمع خصلة أخرى لقدرته الأسلوبية تلك ، وهو انه إنسان غير مؤدلج ! .. لا اذكر في اغلب مشاركات المعري التي قرأتها إنني كونت خلفية عن الايدولوجيا التي يتبعها الرجل ، تلك الايدولوجيا التي أتصور أنها احد أسباب فساد الحياة الثقافية ، والسياسية في العالم العربي ، حيث يصطف المعتنق لها خلف قناعات ثابتة لا يتزحزح عنها ، ويتمترس بتعصب للدفاع عنها .. ولعل المعري لم يبتلي بهذا الوباء .. على إن المعري قد استعاض عن ذلك النقص المحمود بخصلة خير وافضل ، وهو الحس الوطني العالي ، مستشعرا نواحي النقص والتخلف والاستبداد التي تعج بها أوطاننا البائسة ، ومستشعرا في الحين ذاته تدخلات خارجية لها مآرب أخرى ابعد من الإصلاح والتغيير .

انه رجل وطني بامتياز ، فتلك هي الايدلوجيا الوحيدة التي أشعر انه يعتنقها : الوطن .. عندما يوضع الوطن فوق الايدولوجيا ، والمذهب الفكري فهذا كفيل بإنتاج إنسان سوي ، مثل المعري ، ولعل ذلك السر والسبب الذي جعلني احترمه كثيرا .


وبما انني مررت من هنا فلابد لي من ( سدح ) بعض الأسئلة أمام المعري لعلها تغريه بالإجابة :

- لو ألزمتك بنسبة معينة لتحديد المسئول عن الأوضاع المتردية التي يعيشها العالم العربي ، فكم تحدد من نسبة لكل عنصر من العناصر التالية :
- الأنظمة العربية .
- أمريكا .
- الشعوب العربية .

- ألا يثير حنقك حالة التبجيل والتعظيم العربي - الذي يحلو للبعض ممارسته - بالوقوف عند شخصيات سياسية تزعمت في فترات سابقة عددا من المناصب ، مبجلة لها ، ومقدسة لمقامها ، بدون إن تكلف تلك التيارات السياسية نفسها عناء البحث ، والتعامل مع الواقع الجديد بدلا من الوقوف والارتهان أمام تاريخ مضى ، قد يكون الزعيم المقبور لم يعنيه في شئ ؟... ما رأيك هنا ، ألا تعتقد معي ان الشعوب العربية شعوب ماضوية في الأساس ، تبجل القديم - ايا كان رديئا - ، وتصنع أصناما لها ، لا تستحق الوقوف عندها طويلا ؟.

- هل أجبرت في أي مرحلة من المراحل ان تكون طائفيا ، ذلك تحت طائلة الفرية - التي تسود ، والتي انكشفت - : بان هناك جهة واحدة هي التي تمارس الطائفية والمذهبية ، والمذهب الآخر هو مذهب الله المختار والمظلوم ؟ .. ألا تتصور معي إن الإنسان أحيانا يكون مجبرا على ان يكون طائفيا - ولو لم يكن كذلك - ، لأن الآخرين لا يرون أنفسهم في المرآة ، وعوضا عن ذلك يقذفون الآخرين بالحجارة ؟..

- ماذا يعني لك العمر وأنت تقترب من الأربعين ، هل تشعر بأزمة منتصف العمر ، أم إن هذا الخوف من التقدم في السن يخص النساء وحدهن :)؟.

- أبنت عن ذوق * في جمال النساء هنا بإعجابك بالمذيعة اللبنانية رولا صاحبة برنامج ( رولا على الهواء ) ، واذكر انك في مرة سابقة قد أعلنت إعجابك بجمال المغنية اللبنانية اليسا ، كما انك لم تنفي عدم إعجابك هنا بالممثلة الأمريكية انجلينا جولي ، ولعل الملاحظ عن هذه الأسماء السابقة الذكر إن الذي يجمع بينها هو فمهن الكبير:o- أكثر مما يجب:( - ، فهل ذلك الفم الكبير له علاقة بسر إعجابك بهم :)؟ ولماذا :what:؟ .

وقد نعود بما يستجد من سدح الأسئلة ، أذا لزم الأمر ، ولك تحيات تليق بك ، من رجل لا يعرف النفاق !.

* ذوق رديء في تصوري .


(f)