كتب philalethist الزميل

الزميل داعية السلام مع الله،

إن فكرة الابتلاء أو الاختبار أو الامتحان لا يمكن أن تـُقبل منطقيا لأنه في حالة وجود ابتلاء أو اختبار أو امتحان يجب أن يكون الممتحن (بفتح الحاء) هو الذي طلب الامتحان وذهب إليه عن وعي وبإرادته وعن علم مسبق بما يمكن أن ينتظره من فشل أو نجاح. فهل رأيت في حياتك يوما شخصا ما يلقى في مكان ما ثم يقولون له: "هيا عليك أن تقوم بهذا الامتحان الآن!".

ففي حالة الحياة، كما نعلم، نحن جئنا لهذه الدنيا بالرغم عنا. فلا أحد - على حد علمي - طلب الحياة. فكيف يمكن أن ندخل امتحانا نحن لم نطلبه؟
...........................
اهلابك زميلي الفاضل ..
مع انني طلبت المطارحة والمحاورة لكي استفيد علما من الرؤية الاعتقادية للافكار المختلفة والاديان المتباينة , الا انني اجد نقد فقط ..........اذن كيف استفيد علما ؟ لا تحرمونا من الحوار الذي يثري عقولنا ياجماعة .
حسنا .....................
نحن فعلا اتينا للحياة رغما عنا بل ونذهب منها رغما عنا ايضا !!
حسنا انتبه للنقطة القادمة هذه :
( اذا كانت هذه هي طبيعتنا نحن - العجز وعدم القدرة على التحكم في مقاديرنا الى هذه الدرجة : فيجب علينا ان نكون على مقاسنا !! فاهم حاجه ؟ يعني على قد لحافك مد رجليك ! )
فلا يصح ان تكون عبد ثم تعترض على سيدك ..........هذا خروج عن قانون حقيقتك وحقيقة وجودك .
لماذا تغضب اذا زرعت الارض ولم تطرح لك ثمرا ؟ هل استأذنتها لتزرع فيها وتنخر وتحفر فيها ؟ لماذا تغضب اذا لم يطعك ابنك وقد كنت سببا في مجيئه الى الدنيا دون استئذان منه ؟! هل تقبل من ابنك ان يتمرد عليك ويقول لك ماتقوله انت الان في حق الله ؟ طبعا لا .
...........................................................................................
هل تتصور نفسك يوما وقد قبض عليك ثم وضعوك في غرفة وقدموا لك أوراقا وقالوا لك: "قم بحل هذه المعادلة الفيزيائية اللازمة لصنع القنبلة النووية أو نقتلك!". بالطبع لن تتمكن من ذلك لأنه لا علم لك بذلك الموضوع وإن قتلوك فذلك جنون كبير لسبب بسيط هو أنك لم تطلب الامتحان من أصله. فكيف يطلب منا الله أن ننفذ أوامره وأن نتبع تعاليمه، الخ. من أجل أن نجازى بالجنة أو نعاقب بالجحيم ونحن لم نطلب اختبار الدنيا أصلا؟؟؟ كيف يا الله ترغمنا أن نخضع لامتحانك بالرغم عن أنوفنا؟؟؟ يا سيدي اطلب منا أولا إن كنا راضين بهذا الامتحان أو لا ثم إن رضينا به فحاسبنا كما تريد لكن أن تبتلينا بالرغم من أنوفنا فمعذرة يا الله إن كنا بك وبابتلائك وباختبارك وبامتحانك من الكافرين الجاحدين!!!
..................
لا .............ليست هناك معذرة ولا حاجة هناك عذاب اليم ينتظرك اذا مت على هذا الفكر المتمرد على من كان لحم اكتافك من خيره ثم انت تنظر الى حقه الذي يجب ان تدفع فاتورته : فتضن به ولاتريد ان تدفع !! ليس هناك عذر للبخلاء .
تقول انك يجب ان تختار الامتحان اولا ؟ تختار ان تقول شكرا او لا اذا اخذت هدية ؟؟؟
قلها واخلص !!
الامتحان ليس امتحان فيزياء كما تقول , الامتحان امتحان اداء ثمن كل نعمة نتقلب فيها منذ نهب من فرشنا صباحا وحتى نعود اليها مساءا . من اول نعمة التنفس وحتى نعمة الايمان .
الامتحان امتحان حب , اجمل كلمة في الوجود ...........الاجابة الصحيحة المرجوة هي وضع عاظفة الحب في مكانها الصحيح .
الهلكى والبطالون يريدون وضعها في غير مكانها يريدون حبسها داخل نفوسهم , يريدون سرقة النعم دون اداء ثمنها من الشكر والذكر والمحبة .
اية فضيلة او معنى نبيل في هذه الانانية ؟ وعلى ماذا نريد ان ( نلهف ) ونستوفي حقوقنا كاملة دون شكر ولا مجرد اعتراف بالجميل ؟
اضرب لك مثالا : تخيل انك قمت من نومك صباحا فوجدت بجانبك شنطة بها مليون جنيه !! مكتوب بها ورقة تقول : من فلان الملك اليك ......ماذا يكون رد فعلك ؟ هل ستقول : لا كان ن المفروض على هذا الظالم ان يخبرني اولا حتى لايكلفني عناء كلمة شكرا !!
كلمة شكرا هذه فرض عليك ساعتها ولو كنت عاقلا راشدا عارفا بمصلحتك لسررت بهذه الهدية ايما سرور وتبسمت راضيا بها وبادرت بالشكر الحار جدا . خاصة اذا كان هناك اخطار يقول :
لئن شكرتم لازيدنكم . ولئن كفرتم ان عذابي لشديد .
الملاحدة دائما- والكلام عام ليس المقصود به انت طبعا يازميلي - ينظرون للنصف الثاني فقط من هذا الإخطار من صاحب الهدية , لماذا ؟ لان نفوسهم مطبوعة على الخيانة وانكار الجميل وهي دائما مشغولة بما يتعلق به وبممارسته .
ارأيت الان ان الالحاد هو احط حضيض وصل اليه الفكر الانساني ؟
ان فكرة الاغترار او الغرور والكبر بالالحاد واعتقاد انه اسمى مرحلة وصل اليها الفكر الانسانس هي فكرة يدحضها العلم والمنطق معا .

شكرا لك زميلي الفاضل
تحياتي واحترامي .